دراسة لـ10 أعوام: المؤمنون أقلّ ميلاً للانتحار لكنهم أكثر اكتئاباً

20 فبراير 2018
المتدينون أقل إصابة بالسرطان والسكري (ناصر السهلي)
+ الخط -
خلصت دراسة أشرف عليها البرفسور في علم اللاهوت في جامعة "أودنسه" الدنماركية، نيلس كريستيان فيدت، إلى أن "المؤمنين والمعمدانيين الدنماركيين والسبتيين هم الأكثر أماناً في قيادة سياراتهم"، وأقل ميلاً للانتحار، غير أنهم أكثر اكتئاباً. علماً أن الدراسة استمرت 10 أعوام، وأثارت نتيجتها جدلاً واسعاً.

وأظهرت الدراسة المذكورة أن "92 في المائة من النساء المتدينات تنخفض عندهن نسبة حوادث السير، والنسبة تصل إلى 97 في المائة لدى الرجال المتدينين".

وأشار البرفسور فيدت إلى أن هذه النتائج جرى العمل عليها لسنوات عديدة، لافتاً إلى "أن هذه الفئة من الناس أقل ميلاً لتناول الخمور وقيادة السيارة، وينتبهون على الآخرين أكثر من غيرهم في حركة المرور، ولديهم قيم محددة حول القيادة بهدوء وإعطاء المجال لغيرهم في الشوارع".

وأوضح أن "منع الكحول عند بعض الفئات يساعد على قيادة متأنية، وانتباه أكثر لقواعد المرور لدى الآخرين الذين لا يمنعهم إيمانهم من تناول المشروبات، كالمعمدانيين".


ليس ذلك فحسب، إذ بعد 10 سنوات من متابعة حالات البعض من المتدينين، وجد فيدت أن "هؤلاء لديهم أمراض أقل من غيرهم، وتنخفض نسبة إصابتهم بأمراض السرطان وداء السكري". لكنه أردف أن "فئة المتدينين أكثر عرضة لمرض باركنسون (الرعاش) مقارنة بغير المؤمنين".

يأتي الكشف عن نتائج هذه الدراسة في وقت تتزايد فيه أعداد حوادث السير والوفيات، إلى جانب الانتحار واستخدام السيارات للانتحار.

وفي هذا المجال يؤمن هذا البرفسور أن "الإقدام على الانتحار بين المتدينين أقل بـ 90 مرة عما هو عليه بين غير المؤمنين".

وقال إن "هناك حظرا للانتحار في تعاليم الطوائف المسيحية في الدنمارك، ودرسنا هذه الحقيقة المرتبطة بالشعور الجمعي الاجتماعي لديهم، والقدرة العقلية للتفكير بأن لكل شيء حلولا بمساعدة الرب، وهذا له علاقة كبيرة بنتائج ما توصلنا إليه في بحثنا".

وبالنسبة لمخاطر الاصابة بالاكتئاب المنتشر بشكل كبير في دول الشمال واسكندنافيا، لعوامل موضوعية ومناخية ترتبط بغياب الشمس في فصل الشتاء، على ما يذكر المختصون، فإن فيدت رأى بأن "50 في المائة من النسوة المؤمنات لديهن ميلاً للإصابة بالاكتئاب ودخول مشاف عصبية"، وربط ذلك بـ"انخفاض اختيار الانتحار لديهن مقارنة بخيارات غير المتدينات في وضع حد لحياتهن". وأضاف في هذا السياق أيضاً أن "نسبة الاكتئاب بين النساء المؤمنات ضعفا نسبتها بين الرجال من ذات الفئة، وربما غياب الحب يجعلهن أكثر اكتئاباً".

دلالات
المساهمون