تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي سياستها الانتقامية من عائلة الشهيد محمد نظمي شماسنة، من بلدة قطنة شمال غرب القدس المحتلة، والذي استشهد برصاص الاحتلال عام 2015، فتحاكم والدته وشقيقته، وتنكل بهما، ما اضطر الوالدة إلى خوض إضراب عن الطعام.
ولم تكتفِ قوات الاحتلال بقتل محمد في 12 أكتوبر/تشرين الأول 2015، في محطة الحافلات المركزية بالقدس المحتلة، بزعم طعنه لجندي إسرائيلي ومحاولة خطف سلاحه، بل اعتقلت والدته رسيلة صالح شماسنة (48 سنة) ثلاث مرات، كان آخرها في 31 يناير/كانون الثاني الماضي، واعتقال شقيقته الطفلة سارة (14 سنة).
حينما دهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل والدة الشهيد شماسنة، والذي تعيش فيه مع أبنائها بعد انفصالها عن زوجها قبل عدة سنوات، من أجل اعتقال ابنتها الطفلة سارة، رفضت السيدة خروج طفلتها مع جنود الاحتلال خشية عليها منهم، وذهبت معها كي لا تبقى وحيدة، لكن مفاجأة العائلة كانت الإبقاء على اعتقال الأم، والتحقيق معها بتهم قديمة اعتقلت مرتين بسببها، حسب قول فاطمة شماسنة، شقيقة الشهيد لـ"العربي الجديد".
وتضيف فاطمة (19 سنة): "أعيش مع شقيقي يوسف في البيت وحدنا، وكان قد أصيب واعتقل لمدة ثمانية أشهر قبل عام ونصف، بعد استشهاد محمد، وتم اعتقال شقيقي معتصم الذي يقضي حكما بالسجن مدة 17 شهرا أمضى منها عاما، ومن ثم اعتقلت شقيقتي سارة ووالدتي، أما شقيقتي الكبرى فهي متزوجة، ولم تبرأ العائلة من استشهاد أخي محمد بعد، والذي سبقه بعدة أشهر وفاة شقيقتي لينا (19 سنة)، على إثر مرض ألم بها".
لحظات اقتحام جنود الاحتلال لمنزل العائلة، محفورة في ذاكرة فاطمة. "كان اقتحاما همجيا وعنيفا في الفجر، مزقوا صور شقيقي الشهيد، واعتدوا على والدتي وشقيقتي سارة بالضرب، واعتدوا علي أيضا".
Twitter Post
|
وتوضح: "انقض جنود الاحتلال على غرفة نوم سارة التي تدرس في الصف التاسع الأساسي، في محاولة لاعتقالها وإخراجها من المنزل دون حجابها أو حتى حذائها، وصفعها أحد الجنود على وجهها، لكن والدتي رفضت وذهبت معها، ليتم اعتقالها بعد ذلك، أما أنا فاعتدت علي المجندات بأعقاب البنادق، فأصبت بكدمات في قدمي".
ويجري التحقيق مع السيدة رسيلة شماسنة مجددا في قضية حمل سلاح وإطلاق الرصاص منه في الهواء خلال جنازة ابنها محمد في 2015، رغم أن قوات الاحتلال اعتقلتها مرتين بعد استشهاد محمد، وتم التحقيق معها والإفراج عنها حول نفس القضية، وهي تنفي التهم الموجهة لها، وتؤكد أن ملثما في الجنازة أعطاها السلاح، وأنها لا تعرف أية معلومات أخرى.
وتنتظر رسيلة وطفلتها سارة جلسات محاكمة أخرى بعدما تم تمديد اعتقالهما اليوم الثلاثاء، حتى الثلاثاء القادم، ولم يتم تقديم لائحة اتهام لرسيلة، أما سارة فمن المفترض أن يتم تقديم لائحة اتهام بحقها يوم الأحد المقبل، وتم التحقيق معها حول كلمات رددتها يوم جنازة شقيقها اعتبرت تحريضا على جنود الاحتلال الإسرائيلي.
وخلال التحقيق اعتدت قوات الاحتلال على الأم وطفلتها بالضرب المبرح، في مركز تحقيق المسكوبية الذي نقلتهما إليه قوات الاحتلال فور اعتقالهما، تقول فاطمة: "في أول يوم من أيام اعتقالهما والتحقيق مع والدتي وشقيقتي، اعتدى نحو عشرين جنديا عليهما بالضرب، فأغمي على والدتي من شدة الضرب، بعد إصابتها برضوض في جميع أنحاء جسدها، أما سارة فصفعها أحد الجنود وهشم أنفها بعد رطمها بأحد الجدران، وترفض سلطات الاحتلال نقلهما للعلاج".
بعد كل هذا، اضطرت السيدة رسيلة شماسنة، إلى خوض إضراب عن الطعام في الرابع من الشهر الحالي، احتجاجا على ضربها والتحقيق معها، وكذلك عزلها الانفرادي، حيث تعتقل حاليا داخل زنزانة في سجن الشارون المخصص للأسيرات، وسارة معتقلة في ذات السجن.
في إحدى جلسات المحاكمة أخبرت الأم فاطمة ومحاميتها أنها مضربة عن الطعام، وأبلغتهما بضربها، لكن جنود الاحتلال أنكروا أنهم اعتدوا على رسيلة وطفلتها، وبرغم تقديم طلب لتلقي العلاج إلا أن سلطات الاحتلال رفضت ذلك.
وتقول فاطمة: "نيال كل من لديه أم تعيش معه، لقد حرمونا من أمنا"، وتناشد الرئيس الفلسطيني محمود عباس والمؤسسات الحقوقية ومؤسسات حقوق الإنسان والمؤسسات التي تعنى بشؤون الطفولة، أن يضغطوا جميعا على الاحتلال للإفراج عن والدتها وشقيقتها.
Twitter Post
|