أعيد تفعيل فيديو أعدّه مسيحيون مصريون كاثوليك، منذ عام تقريباً، يدعون من خلاله إلى اعتبار الخامس والعشرين من شهر ديسمبر/كانون الأول من كل عام إجازة رسمية، بمناسبة عيد الميلاد المجيد.
ويحتفل الأقباط الأرثوذكس، وهم الغالبية العظمى من مسيحيي مصر، بعيد الميلاد في السابع من يناير/كانون الثاني من كل عام. ويختلف التقويم الميلادي الذي تتبعه كل كنيسة، ويؤدي ذلك الاختلاف إلى تباين مواعيد الاحتفالات بالأعياد.
وأقرت كنائس العالم جميعها، يوم 25 ديسمبر/كانون الأول من التقويم اليوليواني (الميلادي)، الموافق 29 من شهر كيهك في التقويم المصري القديم (القبطي)، للاحتفال بعيد الميلاد، واتُّخذ ذلك القرار في مجمع نيقية عام 325م، ولكن التعديل الذي أجراه البابا غريغوري عام 1582م على التقويم اليوليواني، جعل يوم 29 من شهر كيهك (شهر وفق التقويم المسيحي) موافقاً يوم 7 يناير/كانون الثاني، وأصبح اليوم الذي تحتفل فيه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية بعيد الميلاد المجيد. وأصبح إجازة رسمية في مصر منذ 7 يناير/كانون الثاني 2003 بقرار من الرئيس المخلوع حسني مبارك.
وصوّر مجموعة من المواطنين المسيحيين الكاثوليك فيديو، منذ عام تقريباً، يطالبون عبره بأن يكون يوم 25 ديسمبر/كانون الأول إجازة رسمية، أسوة بيوم 7 يناير/كانون الثاني الذي يحتفل فيه الأقباط الأرثوذكس.
ونشرت صفحة "إكليروس الكنيسة الكاثوليكية"، الفيديو الذي طالب خلاله مجموعة من المواطنين المصريين الكاثوليك بأن يكون يوم احتفالهم بعيد الميلاد، إجازة رسمية.
وانضم مصريون آخرون، منهم مسلمون، إلى الحملة الكاثوليكية، وأعادوا مشاركة فيديو "إكليروس الكنيسة الكاثوليكية" مع اقتراب موعد العيد.
وكتب شريف سعيد على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" يقول: "أنا مواطن مصري مسلم، سأكون سعيدًا لو أصبح يوم 25 ديسمبر إجازة رسمية لكل المصريين".
كما كتب الصحافي المصري سليم عزوز، "أضم صوتي إلى صوت الكاثوليك المصريين، بأن يكون يوم عيدهم 25 ديسمبر إجازة رسمية، لضمان عدم التمييز بين الناس على أساس مذهبهم الديني". وكتبت منى سليم: "نفسي يكون يوم 25 ديسمبر إجازة عشان أحس أن بلدي مقدراني.. ده كلام صح.. حقهم".
أما هبة محمد علي، فقالت: "حقهم يفرحوا بعيدهم.. من الظلم يشتغلوا أو يمتحنوا يوم العيد.. ومش هو ده يعني اليوم إللي هيبوظ الدنيا.. يا ريت ندعم مصريين زينا إنهم يأخدوا أبسط حقوقهم".
وتنقسم الديانة المسيحية إلى ثلاثة مذاهب كبرى، هي الأرثوذكسية، ومنها ما يوافق على قرارات مجمع خلقدونية 451، مثل كنيسة اليونان وروسيا، ومنها من يرفضه مثل الكنيسة القبطية المصرية، كنائس السريان، إثيوبيا، إريتريا، والهن. أما المذهب الثاني فهو الكاثوليكية، ويتبع كنيسته عرقيات مختلفة منهم الأقباط، الروم، الأرمن، الموارنة، الكلدان. والثالث هو المذهب البروتستانتي، والأسقفية الأنجليكانية، واللتان انشقتا عن كنيسة روما.
وفي حال استجابت الدولة المصرية لمطالب مواطنيها من الكاثوليك، يسهم هذا في توحيد الاحتفال بعيد الميلاد وعيد القيامة فيما بعد.
ويعد تاريخ مولد النبي عيسى عليه السلام، من أبرز نقاط الاختلاف بين الكنائس، وتظهر دائما مبادرات من كبار رجال الديانة المسيحية لتوحيد تواريخ الأعياد المسيحية، وكان آخرها من البابا تواضروس، بطريرك الكرازة المرقسية وبابا الإسكندرية، التي سعى من خلالها إلى تحقيق حلم كل المسيحيين في العالم، بتوحيد الأعياد، سواء ميلاد المسيح أو القيامة، وأطلق مبادرة بهذا الشأن، ولاقى ردود فعل إيجابية من كبار البطاركة والباباوات في العالم، وعلى رأسهم بابا الفاتيكان.