تشهد المدن المغربية تأهبا أمنيا كبيرا، وخصوصا المدن السياحية، استعدادا لاحتفالات رأس السنة الميلادية الجديدة، التي يطلق عليها المغاربة اختصارا "بوناني"، والتي تعني سنة سعيدة باللغة الفرنسية.
وانتشر آلاف من عناصر الأمن في شوارع الرباط والدار البيضاء ومراكش وطنجة وفاس ومدن أخرى، لتأمين الاحتفالات المرتقبة بمناسبة رأس السنة، وكان واضحا وجود تكثيف أمني في عدد من الأماكن الحيوية مثل المطارات والموانئ والفنادق.
وتعرف عدد من المدن السياحية سنويا حركة كثيفة في ليلة رأس السنة، كما لا تخلو الليلة هذه من حوادث السير، وجرائم السرقة والاعتداء، وخروج أعداد كبيرة من الشباب ذكورا وإناثا إلى الشوارع للاحتفال بنهاية سنة وقدوم سنة جديدة.
وقال مصدر أمني فضل عدم الكشف عن هويته، لـ"العربي الجديد"، إن "هذه الترتيبات الأمنية المكثفة اعتيادية في مثل هذه المناسبات، وهي احتياطات استباقية تهدف إلى تمرير رسائل طمأنة للمواطنين والسيّاح".
وفي سياق ذي صلة، شنّت السلطات الأمنية حملة توقيف بحق متشددين في مدن فاس وطنجة وتطوان وسيدي سليمان وتازة، في سياق سياسة أمنية احترازية قبيل احتفالات رأس السنة، حيث يتم توقيفهم والتحقيق معهم قبل إخلاء سبيلهم في أغلب الأحيان.
وتأتي هذه التوقيفات بعد أيام قليلة على جريمة قتل سائحتين أوروبيتين على أيدي متشددين أعلنوا مبايعتهم لتنظيم "داعش" الإرهابي، وتم اعتقال عدد ممن أشادوا بالجريمة الشنيعة.
كما أثار بعض أصحاب المخابز في مدينة أغادير السياحية جدلا واسعا، بعدما رفعوا لافتات أمام محالّهم، يعلنون فيها أنهم لن يبيعوا الحلويات في رأس السنة، وهو ما دفع نشطاء إلى اتهامهم بأنهم متطرفون فكريا.
وتراجع بعض هؤلاء عن قرار رفض بيع الحلويات خشية من عاقبة هذا السلوك، في حين أكدت الفيدرالية المغربية لجمعيات المخابز والحلويات في بيان، أن "ذلك الإعلان ليس إلا مزايدة لا طائل منها، ولا يعبّر عن رأي أرباب المخابز الذين يشتغلون من أجل توفير جميع الموادّ لكل من في البلد، دون استثناء، وبغض النظر عن دينه، أو لونه أو جنسه".