مهجرو الحولة مشتتون بين مناطق الشمال السوري

18 ديسمبر 2018
مهجرون ونازحون في محافظة إدلب (بوراك كارك أوغلو/الأناضول)
+ الخط -
فرّق التهجير أهالي منطقة الحولة في ريف حمص الشمالي لينتشروا في بقعة جغرافية تعادل مساحة منطقتهم عشرات الأضعاف، وسبق لهم أن عاشوا قبل تهجيرهم حصاراً دام أكثر من خمسة أعوام، تدرج من الحصار التام الذي منع فيه نظام الأسد حتى سبل الحياة عن المنطقة بداية عام 2013، وصولا إلى حصار جزئي في عام 2017.

المنطقة التي تتكون من مدن تلدو وكفرلاها وتلذهب وبلدات الطيبة الغربية، وتحاذيها بلدات من تركمان سورية، هي عقرب وطلف والبرج قاعي والسمعليل، يبعد مركزها وهو مدينة تلدو 20 كيلومترا إلى الشمال عن مدينة حمص. ويقدر عدد السكان فيها في عام 2017 بأكثر من 60 ألف نسمة، مع نزوح قرابة نصف سكانها في السابق خارج المنطقة الذين قدر عددهم قبل عام 2011 بنحو 123 ألف نسمة.

"تشتتنا على امتداد الشمال السوري من إدلب إلى عفرين إلى مناطق درع الفرات" هذا ما أوضحه الناشط الإعلامي عباس أبو أسامة، بحديث لـ"العربي الجديد". وقال: "أهالي المنطقة أنهكهم الحصار على مدار أعوام، وحتى الموارد الزراعية في المنطقة لم تعد تسد حاجة الأهالي رغم أن الأراضي الزراعية جيدة فيها، وكانت المشكلة الأكبر في فصل الصيف استهداف النظام لمحاصيل القمح والشعير".

وأضاف أبو أسامة: "عند حصول اتفاق التهجير مع روسيا ونقل رافضي اتفاق التسوية من المنطقة للشمال السوري، الكثير من العوائل خرجت من المنطقة لا تملك شيئا، واتجهوا نحو المخيمات حيث لا إمكانيات لتأسيس عمل أو موارد تساعد الأهالي في الانطلاق من جديد في الشمال، كما أن قلة قليلة استطاعت ذلك".

وأردف أبو أسامة "بالنسبة لأبناء مدينة تلدو على وجه الخصوص، أكثر من 70 بالمائة منهم يعتمد في الدخل على الوظيفة الحكومية في الدولة سابقا، ومع انطلاق الثورة وجه النظام قرارات فصل عدد كبير جداً من أبناء المنطقة، وبالتالي من الصعوبة على هؤلاء خاصة ممن هجروا للشمال أن ينطلقوا من جديد".

وبحسب الناشط فإن أهالي المنطقة يتوزعون في إدلب على بلدات الفوعة وترمانين ومبنى المالية، الذي لم تقدم أي جهة فيها المساعدة للأهالي منذ أربعة أشهر تحديدا، ويفتقر المهجرون للألبسة الشتوية وكثير من الأمور الضرورية للمعيشة.

محمد يحيى، ابن المنطقة، قال لـ "العربي الجديد": "ليس هناك مجلس محلي أو جهة تبذل الجهود وفق خطة تجمع شتات أهالي منطقة الحولة المتفرقين، وكذلك دمج مدينة دوما في مدينة الباب ومحيطها الذين اتجهوا نحو بقعة جغرافية واحدة ويسعون لإقامة وحدات سكنية تخصهم".

أما إبراهيم محمد الذي وجد عملاً في مجال البناء مع أخيه قرب مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي، استطاعا استئجار منزل لعوائلهما بعد الخروج من المنطقة إلى ريف إدلب، حيث يقيمون في إحدى بلدات المنطقة.

وأوضح محمد لـ"العربي الجديد" قائلاً: "أنا وأخي قادران على العمل وكنا نعمل بمجال البناء حتى من قبل الثورة والتهجير لم يشكل عائقا لنا للانطلاق من جديد، وبالفعل وجدنا عملا هنا، ومن خلاله نستطيع الاعتماد على أنفسنا ولا نلجأ للمنظمات الإغاثية أو ننتظر منها المعونة. نحن نتمنى أن يجتمع أهالي المنطقة ونناقش مشاكلنا ونبحث عن حلول لها، ونساعد بعضنا بعضاً في التهجير وألا نبقى مشتتين مثل وضعنا الراهن".
المساهمون