مواكب النواب العراقيين الجدد: مشهد يذكر بأفلام الكاوبوي

16 ديسمبر 2018
يثيرون مخاوف المواطنين(صباح عرار/فرانس برس)
+ الخط -


في مشهد يثير الاستياء، يجول النواب العراقيون الجدد بحمايات شخصية، عبر مواكب طويلة من سيارات مصفحة سوداء، يعتليها مسلحون يشهرون بنادقهم باتجاه المواطنين، فيشعر المواطن العراقي بالخوف والرعب كلما رأى موكباً لهم في الشارع، في مشهد وصفه عراقيون بأنّه لا يختلف عن مشاهد أفلام الكاوبوي.

وبسبب تفاقم هذه الظاهرة في بغداد، قال مسؤول عراقي إن قيادة عمليات بغداد أصدرت توجيهات للنواب الجدد بمنع رفع أسلحتهم على السيارات باتجاه المارة خلال انتقالهم في شوارع العاصمة، وعدم كسر إشارات المرور والالتزام بها واحترام الشرطة المرورية. وأكد أن رئيس الوزراء منح قيادة عمليات بغداد، وهي الجهة المكلفة بأمن العاصمة، صلاحية توقيف أي موكب مخالف واعتقال عناصره جميعهم.

ويخصص البرلمان العراقي لكل نائب جديد 16 عنصرا من الحماية الشخصية، إضافة إلى سيارة مصفحة وأخرى ترافقه في تنقلاته من منزله إلى مبنى البرلمان أو خلال نشاطاته اليومية العادية، وبالعادة يكون عناصر حماية النائب من أقربائه.

وينتقد العراقيون تجوال النواب الذين تحيط بهم عناصر حمايات بعدد كبير، وكأنّ كل نائب منهم رئيس دولة. وقال المواطن باسل عبد الرحمن، وهو من أهالي منطقة المنصور في بغداد، لـ"العربي الجديد"، "أحد النواب الجدد الذي يسكن منطقة المنصور، يقوم بزيارات ميدانية للمدارس ودوائر الدولة ويتجول أحيانا في الشوارع، ويتحدث إلى المواطنين".

وأكد أنّ "مشهد تحركات هذا النائب يثير الضحك والحزن في آن واحد، فهو حين يجول في بغداد يذكرنا بمشاهد أفلام الكاوبوي، إذ يحيط به عناصر الحماية من كل جانب وأيديهم على السلاح، ولا نستطيع السير في جانب الشارع الذي يجول فيه".

وأشار إلى أنّ "عناصر الحماية يرتدي أغلبهم قبعات على الرأس، ويتمتعون بأجسام رياضية مميزة، ونظراتهم مخيفة للغاية"، لافتاً إلى أنّ "منظر هؤلاء الحمايات أصبح مرعبا، فأنت تخشى أن يعتدى عليك عندما تمر من قربهم، فتضطر إلى تجنب الشارع الذي يسلكونه".

واعتبر عضو التيار المدني في بغداد، الناشط محمد السلامي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "النواب الجدد لم يتعلموا بعد استغلال هذا الملف كالنواب القدامى، إذ أنّ القدامى يكتفون بعنصر أو عنصرين من الحمايات ويستغلون باقي المبلغ المخصص لمرتبات 16 عنصرا"، مؤكدا أنّ "هؤلاء النواب الجدد يحبون أن يظهروا بمظهر الفخامة، وأن تكون لهم هيبة في الشارع".

ويطالب مسؤولون بتحويل ملف الحمايات الشخصية للنواب إلى وزارتي الدفاع أو الداخلية، وألا يتولى النائب مسؤولية حمايته بنفسه.

وقال المقدم في وزارة الداخلية، علي الجميلي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "النواب يستغلون ملف الحمايات الشخصية لفرض هيبتهم وسلطتهم، فهم يتحركون بمواكب ضخمة جدا"، مبينا أنّ "هذا الملف "شابه الفساد بشكل كبير، الأمر الذي يحتم ضرورة سحبه من يد النواب أنفسهم".

وأكد أنّ "هناك ضرورة ملحة لنقل هذا الملف لوزارتي الدفاع والداخلية، ليكون ملفاً بعيداً عن الفساد".