الطيبون والمراعون يجذبون الشخصيات النرجسية

22 نوفمبر 2018
هل أحدهما نرجسي؟ (دييغو كوبولو/ Getty)
+ الخط -
كتبت الطبيبة النفسية، تيرتسي شتاين، الأستاذة في جامعة "كولومبيا" الأميركية، عن الأشخاص الذين لقبتهم بـ"مقدمي الرعاية الذين لا يكلّون" وكيفية وقوعهم في علاقات مع نرجسيين. فهؤلاء الأشخاص الذين يتعاطفون ويتمتعون بمهارات استماع جيدة ويقدمون الرعاية للآخرين، يعطون قيمة عالية للعلاقات، لكنّ المشكلة لا تكمن في اهتمامهم بل في إحساسهم أنّهم مجبرون على رعاية الجميع حتى على حساب إلحاق الضرر بأنفسهم. لذلك تعتبر أنّ الاهتمام بكلّ شخص مقابل الحصول على القليل في المقابل أو الشعور بالإرهاق أمر ممل ومحبط وغير ضروري.

تقول شتاين إنّ انجذاب هؤلاء عادة إلى الأشخاص النرجسيين، سببه علاقاتهم الكثيرة، ورؤية الخير في الآخرين، لذلك يستثمرون بشكل كبير في العلاقات والشريك ويعتقدون أنّ نسبة 5 في المائة من الخير لدى شخص ما، تعكس شخصيته الحقيقية الرائعة، متجاهلين كلّ عيوبه.

يتحلى هؤلاء بالصبر ويستمرون في تقديم الرعاية أملاً في تبديل هذه النسبة الصغيرة وتغير الشخص ليصبح أفضل مع مرور الوقت بيد أنّ التغيير لن يحدث. وفي المقابل، عادة ما يتمتع النرجسيون بجاذبية كبيرة ويعتقدون أنّهم أفضل من معظم الناس كما أن لديهم مهارات غير عادية في جعل الشخص يشعر بأنّه مميز جداً عندما يركزون انتباههم عليه.

"أمضيت عشر سنوت من عمري أنتظر تغيره. هجرته مرات أعجز عن عدّها، وكان في كل مرّة ينجح في إعادتي إليه" تقول لورا (62 عاماً) لـ"العربي الجديد". تتابع: "أهدرت سنين عمري أملاً في تغيّره وتقديره لصبري واهتمامي، ولم يخطر في بالي أنّه مريض بنرجسيته. لم أقابل في حياتي شخصاً يكذب مثله، لكن لسوء الحظ فهو يتمتع بجاذبية كبيرة وقدرة أو مهارات فائقة في إقناعي بالعودة إليه. كان يبدي غيرة كبيرة خلال فترات انفصالنا ويتعقبني ويراقبني أينما ذهبت بينما كان يخونني وأنا معه ولم أكتشف ذلك إلاّ بعد ضياع العمر. وما إن أعود إليه حتى يهملني ويتجاهلني ويشعرني بأنني سيئة وأنانية وقاسية. كذلك، كانت أسراره تحيط بي ولا أجرؤ على سؤاله عنها أو عن تصرفاته التي يلفّها الغموض". تتابع: "ليتني ابتعدت عنه واستمعت إلى نصائح أهلي وأصدقائي، ليتهم كبّلوني بالسلاسل ومنعوني من الارتماء في أحضانه كلّما أراد ذلك".




تنصح الدكتورة شتاين بضرورة بدء العمل على الذات وكيفية التفكير وطرح أسئلة حول جدوى البقاء في هذا النوع من العلاقات، وتنصح بممارسة التأمل الذي يساعد في تغيير الأنماط القديمة من السلوكيات، وتمكينك من قول "لا" للطلبات غير المعقولة.