بادرت قبيلة المهاشمة في مديرية خب والشعف التابعة لمحافظة الجوف شمالي اليمن، إلى نزع الألغام الأرضية المنتشرة في مناطقها بعد أن فقدت العديد من أفرادها في الانفجارات المتكررة لهذه الألغام.
وجاءت المبادرة كضرورة للتقليل من مخاطر الألغام التي زُرعت في أراضي القبيلة والقرى المجاورة لها أثناء المواجهات المسلحة خلال الأشهر الماضية، وعدم قيام السلطات بنزعها بعد تحرير تلك الأراضي.
يقول أحد أعضاء المبادرة وهو من ضحايا الألغام، مانع صالح المهشمي، إن "فكرة المبادرة جاءت بعدما حصدت الألغام الأرضية التي زرعها الحوثيون أرواح بعض السكان في المناطق المحررة. فريق المبادرة استطاع نزع أكثر من 200 لغم أرضي خلال فترة وجيزة رغم توقف العمل لفترات بسبب شح الإمكانيات".
وأشار إلى أن "سكان القبيلة شكلوا صندوقا تعاونيا خيريا بالتزامن مع إطلاق المبادرة بهدف دعمها، وحصلنا على تبرعات من أبناء القبيلة المغتربين، ومن محافظ المحافظة الذي تبرع مؤخراً بمبلغ مليون ريال يمني، ووعد باستمرار الدعم خلال الفترة المقبلة".
وأوضح أن "الأعمال التي تنجزها المبادرة قليلة، وتعتمد على ما يمكن جمعه من الأهالي. ليس لدينا خبراء في جميع أنواع الألغام، بعض أفراد القبيلة عملوا في الجيش، ولديهم خبرة في التعامل مع بعض الأنواع، لكن كثيراً من الألغام والمتفجرات خطيرة، وتحتاج إلى متخصصين وأجهزة متطورة لكشفها والتعامل معها".
وقال المهشمي عن ضحايا الألغام: "قبل سنتين، أودت الألغام بحياة صالح جارالله حمد العباصي، وأصابت شخصين معه، كما تسببت بمقتل سعيد القبلي الوحير، وإصابة شخص آخر بإصابات بليغة، وقبل شهر ونصف، أودت بحياة أربعة أشخاص، وهم الشيخ حسن غفون وابنه وابن أخيه، والشيخ عامر غفون، وإصابة ثلاثة آخرين".
وذكر أن الاشتباكات بين القوات الحكومية والحوثيين، أجبرت أغلب سكان منطقة المهاشمة، قبل ثلاث سنوات، على النزوح إلى منطقة رملية قرب السياج الحدودي مع السعودية، ومع تحرير أجزاء من المنطقة؛ حالت الألغام الأرضية دون عودة المواطنين إلى منازلهم.
وعن المعوقات التي واجهت فريق المبادرة. يقول: "إضافة لعدم وجود فريق هندسي قادر على التعامل مع أنواع مختلفة من الألغام والمتفجرات، وعدم توفر أجهزة حديثة لاكتشافها، فنحن لا نملك خرائط الألغام". مطالباً الحكومة الشرعية والمنظمات الإنسانية، بإرسال فرق هندسية متخصصة إلى المنطقة.
وأكد أحد سكان المنطقة، صالح العليي، أن الألغام التي زرعتها جماعة الحوثي، تمثل العائق الأكبر أمام المواطنين في منطقة المهاشمة، وأن أغلب ضحاياها من النساء والأطفال.
وأضاف العليي لـ"العربي الجديد"، أن "الألغام تنتشر بكثافة وبشكل خفي، لذلك يصعب تمييزها، ما أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا المدنيين". داعياً الحكومة إلى القيام بواجبها وتوفير أجهزة حديثة لاكتشاف الألغام، وإرسال فرق هندسية متخصصة لمساعدة الأهالي.
وتتبع منطقة المهاشمة محافظة الجوف، وهي محاذية للسعودية، وأفاد تقرير صادر عن مكتب حقوق الإنسان في محافظة الجوف، بأن نحو 183 شخصاً قُتلوا، فيما أُصيب 308 آخرون من جراء انفجار الألغام الأرضية التي زرعها الحوثيون خلال الفترة من مارس/ آذار 2016، إلى سبتمبر /أيلول 2018.
واحتلت الجوف بحسب التقرير الذي نُشر في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، المرتبة الرابعة من حيث عدد ضحايا الألغام في محافظات اليمن، وتركزت حقول الألغام في مديريات خب والشعف، والمتون، والحزم، والمصلوب، والغيل.