الأورومتوسطي: قصف التحالف الدولي قتل 118 مدنياً سورياً خلال عشرة أيام

19 نوفمبر 2018
غارات التحالف الدولي على دير الزور تقتل المدنيين (فيسبوك)
+ الخط -

استهجن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان استمرار قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في ارتكاب فظائع بحق المدنيين في مدينة دير الزور شرقي سورية، مؤكداً أن الحرب على الإرهاب لا يمكن أن تكون مبرراً لاستهداف المدنيين وعائلات المقاتلين.

وقال بيان للمرصد الحقوقي اليوم الاثنين إن "غارات التحالف أهملت مبدأَيْ التمييز والتناسب في القانون الدولي الإنساني، ما أسفر عن مقتل 118 مدنياً على الأقل خلال الأيام العشرة الأخيرة، نصفهم من الأطفال، خلال القصف العشوائي والغارات التي شنّها التحالف على معاقل تنظيم الدولة (داعش)، الذي يسيطر على المدينة منذ منتصف 2014".

وأوضح المرصد أن "غارات التحالف لا تزال مستمرة في إيقاع عشرات الضحايا من المدنيين من المواطنين السوريين والعراقيين، معظمهم من عائلات مقاتلي تنظيم داعش الذين قدموا من العراق بعد القضاء على التنظيم هناك، وغالبيتهم يوجدون في قرى وبلدات دير الزور ومحيطها".


واستهدفت الغارة الجوية الأكثر دموية بحق المدنيين يوم السبت الماضي قرية أبو الحسن القريبة من بلدة هجين في ريف دير الزور، ودمرت عدداً من المنازل في محيط مسجد القرية، ما أسفر عن مقتل 36 شخصاً، بينهم 17 طفلاً و12 امرأة.
وفيما أقرت قوات التحالف بقيامها بـ19 غارة في المنطقة ليلة ويوم السبت، إلا أنها نفت مسؤوليتها عن الغارة التي أدت إلى سقوط المدنيين، مدعية أن التمشيط الذي أجرته للمنطقة أثبت عدم وجود مدنيين فيها.
غير أن شهود عيان أكدوا وقوع الغارة ومقتل المدنيين، فيما ذكر التحالف "رصده تنفيذ إجمالي 10 ضربات إضافية في المنطقة ذاتها لم يكن مصدرها التحالف أو القوات الشريكة"، داعياً من سماهم بـ"اللاعبين الآخرين" إلى التوقف عن إطلاق النيران بشكل غير منسق عبر نهر الفرات.


وقال الأورومتوسطي إن غارة مماثلة للتحالف وقعت يوم الأربعاء الماضي، واستهدفت منازل في بلدة السوسة شرق الفرات، ما أسفر عن مقتل 12 طفلاً وأربع نساء. في حين قُتل يوم الأحد 11 نوفمبر/ تشرين الثاني، 32 مدنياً، بينهم 13 طفلاً، معظمهم من أفراد عائلات مقاتلي تنظيم الدولة، كما قُتل 5 أطفال و3 نساء يومي 8-9 نوفمبر/ تشرين الثاني، في غارات استهدفت منازل بلدة الشعفة بالريف الشرقي لدير الزور، وأسفرت غارات استهدفت بلدة هجين الجمعة 9 نوفمبر/ تشرين الثاني عن مقتل 26 مدنياً، بينهم 13 طفلاً.

وشددت سارة بريتشيت، المتحدثة باسم المرصد الأورومتوسطي، على أن "استهداف المدنيين في دير الزور يمثل انتهاكاً جسيماً لقواعد القانون الدولي الإنساني، ولا سيما قاعدة التمييز، التي توجب على القوات المقاتلة التمييز بين المقاتلين والمدنيين، وقاعدة التناسب، التي تفرض على القوات عدم القيام بعملية عسكرية طالما أن التأثير السلبي على المدنيين سيفوق الميزة العسكرية المتوقعة من العملية، خصوصاً أن قوات التحالف تستطيع استهداف مقاتلي داعش بعيداً عن عائلاتهم أثناء وجودهم في جبهات القتال".

وقالت بريتشيت: "على الرغم من ادعاء قوات التحالف سعيها لتجنيب المدنيين آثار القتال، إلا أن العمليات العسكرية التي تنفذها تبدو عمياء حينما يتصل الأمر بحماية المدنيين. هذه الغارات التي استهدفت مدنيين ليست الأولى التي تنفذها قوات التحالف، إذ ارتكبت مجزرتين بشعتين بحق المدنيين خلال الشهر الماضي، حين استهدفت مسجداً مكتظاً بالمصلين أثناء تأديتهم صلاة الجمعة في بلدة السوسة بدير الزور في 19 أكتوبر، وقبلها بيوم قصفت مسجد عمار بن ياسر في البلدة نفسها، ما أسفر عن مقتل ما يقارب 66 شخصًا وقعوا تحت أنقاض المسجدين اللذين دمرا بشكل كامل".

وحذّر المرصد الدولي من الأوضاع الخطيرة التي تعيشها مدينة دير الزور وريفها بسبب الغارات المتكررة من التحالف الدولي على مناطق متفرقة من المدينة، مؤكدًا أن استمرار قصف البلدة سيدخلها في كارثة إنسانية.