اعتداءات متكررة على المستشفيات المغربية

09 أكتوبر 2018
إلى المستشفى (فاضل سنا/ فرانس برس)
+ الخط -
تعرّضت مؤسّسات عامة في المغرب مؤخراً لاعتداءات، إمّا نتيجة الغضب أو الرغبة في الانتقام أو السرقة، عدا عن إطلاق شتائم بحقّ موظفين تابعين لمرافق وإدارات حكوميّة. آخر الاعتداءات هو ما تعرضت له مؤسسة "خيرية" في مدينة فاس، التي تستقبل أطفالاً يتامى ومشردين، وتتبع وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، حين اقتحم قاصران في عمر السادسة عشرة المؤسسة، واشتبكا مع طفل من داخل المؤسسة. 


وسجّلت كاميرات المؤسسة الحكوميّة تورّط القاصِرَين، أحدهما تلميذ، في الاعتداء على طفل بالضرب، ما أدى إلى موته.


وفي الثلاثين من سبتمبر/ أيلول الماضي، شهد قسم الطوارئ في المستشفى الإقليمي (محمد المختار السوسي) في مدينة إنزكان، جنوب البلاد، "مجزرة" تداولتها وسائل الإعلام المحلية، حين دخل شخصان تبيّن أنهما كانا قد تناولا كمية من الكحول، غرفة طبيب مستشفى الطوارئ من أجل الاقتصاص من شخص تعاركا معه، وجاء إلى المستشفى لمداواة جروحه.


وعلى الرغم من تدخّل رجال الحراسة لفض الاشتباكات، فإن الدماء سالت داخل المستشفى بسبب استعمال أسلحة بيضاء، في وقت فرّ الأطباء والعاملون في قسم التمريض من المكان. 





ولم يكن هذا الحادث هو الوحيد الذي عرفته مستشفيات جهة الجنوب، خصوصاً في أغادير ونواحيها، بل سبقته حوادث أخرى عديدة سجلتها وزارة الصحة في جهة سوس، ونددت بـ "تكرار الهجمات على المؤسسات الصحية والاعتداء على العاملين فيها".


وطالبت مديرية الصحة بحماية العاملين في مجال الصحة وتوفير الأمن والسلامة لهم، حتى يتمكنوا من أداء رسالتهم الإنسانية والنبيلة، وحماية مؤسسات وممتلكات الدولة مما تتعرض له من تخريب، بهدف ضمان السير العادي والآمن لهذا المرفق العام.

كذلك شهد مستشفى ابن سينا في مدينة الرباط محاولات اعتداء من مرضى أو عائلاتهم على تجهيزات المؤسسة الصحية الحكومية، أو على ممرضين وممرضات وأطباء.


ويحكي فؤاد الدخوش، وهو ممرّض سبق أن تعرض لاعتداء في مستشفى الرباط الجامعي، لـ "العربي الجديد": "تكاد لا تمر ليلة بلا مشاكل أو اعتداءات لفظية، تتطور في أحيان كثيرة إلى احتكاك جسدي واعتداء بالضرب. ولا يقتصر الأمر على طاقم التمريض، بل يشمل الأطباء في أقسام الطوارئ، خصوصاً خلال فترات الليل".


ويوضح الدخوش أنه مع حلول الليل، يأتي ضحايا اعتداءات إلى المستشفيات، وتضطر الطواقم الطبية إلى التعامل مع مجرمين ومنحرفين يقصدون المستشفيات لمداواة جروحهم، ما يجعل التعامل معهم صعباً بسبب مزاجهم الحاد. وهؤلاء وأهلهم لا يتردّدون في إطلاق الشتائم. يضيف أنّ اللجوء إلى خدمات شركات الأمن الخاصة قد لا تكون نافعة أحياناً. 


وتتولى حراسة المستشفيات والمؤسسات العامة شركات الأمن الخاصة، ويتدخل أفرادها لفضّ النزاعات والاشتباكات بين عائلات المرضى وطواقم التمريض والأطباء.




ويقول كمال الثليثي، وهو مدير إحدى شركات الأمن الخاص، لـ "العربي الجديد": "شركات الحراسة الخاصة تعمل على ضمان الأمن عند أبواب المستشفيات وداخل مرافقها"، لافتاً إلى أن حفظ الأمن في المستشفيات صعب للغاية. يشار إلى أن هذه الشركات تعمل استناداً إلى عقود مبرمة. يتابع أن "كثرة توافد المرضى وعائلاتهم والزوار على المركز الصحي يجعل مهمة حراس الأمن عسيرة، ما يفرض عليهم يقظة دائمة وحضوراً ذهنياً ونفسياً كبيراً"، مبيناً أن الاعتداءات تكون بسبب تصفية حسابات أو غضب نتيجة إهمال طبي. 


وقبل أسابيع، طلبت وزارة الصحة المغربيّة من المديرية العامة للأمن الوطني إنشاء مراكز للشرطة داخل المستشفيات الحكومية، خصوصاً أن الحفاظ على النظام العام وحماية الأشخاص والممتلكات هي من مهام القوات الأمنية.