تبدو الحياة طبيعية، إلى حد ما، في مدينة منبج السورية، بريف حلب الشرقي، على بعد ثلاثين كيلومتراً من نهر الفرات، إذ يتجول الأهالي في أسواقها، ويغيب الخوف عن وجوههم، لكنّهم يخافون نقمة من عناصر قوات سورية الديمقراطية (قسد) التي تمرّ بدورياتها في أسواق المدينة وشوارعها.
يوضح عمران، وهو أحد السكان، لـ "العربي الجديد"، أنّ الأهالي مرغمون على تحمّل الوضع، خوفاً من الملاحقة والاعتقال: "هنا يمكن لأيّ عنصر في قسد أو مجلس منبج العسكري أن يلفق أيّ تهمة يشاء لأيّ شخص ويقتاده إلى السجن، لذلك يحاول الأهالي دائما تجنب أي مشادة مع هؤلاء، لأنّهم مرتزقة بكلّ معنى الكلمة، لا يملكون أدنى أخلاقيات التعامل، إذ يجبرون الأهالي على دفع ضرائب وإتاوات لهم، كما كان يفعل تنظيم داعش خلال فترة حكمه وسيطرته على المدينة، والحالة اليوم نفسها نوعاً ما، لكن مع تبدّل الرايات".
تصف أم خالد، ما تمرّ به مدينة منبج في الأوقات الحالية، بأنّه روتين يترافق مع رعب في قلوب الجميع، تمثله حملات الاعتقال التي تنفذها "قسد" والتي تلاحق شبان المدينة ورجالها. تشير إلى أنّ البقاء في المدينة هو خيارها وخيار والديها المسنين، للحفاظ على أملاك العائلة وكروم زيتون تعود لها، موضحة أنّ ثلاثة من أشقائها يعيشون خارج المدينة بعدما شتت تنظيم "داعش" شمل العائلة، ثم أجهزت عليها "قسد". تقول أم خالد، لـ "العربي الجديد"، إنّ شقيقها الكبير محروم من دخول المدينة منذ أكثر من خمسة أعوام، فبعد سيطرة "قسد" عليها حاول العودة، لكنّ أحد الأمنيين بمجلس منبج العسكري أبلغه بأنّ "قسد" قد تعتقله وتعدمه بتهمة التعامل مع "الجيش السوري الحر" وتركيا.
اقــرأ أيضاً
يقول الخمسيني أبو عبد الله، لـ "العربي الجديد": "كنا نظن أننا سنكون بعيدين عن قبضة النظام بعد سيطرة قسد على المدينة، لكن تبين العكس تماماً، فالفوارق طفيفة بين قسد والنظام، لا سيما منع أيّ شكل من أشكال الاحتجاج ضدهم في المدينة، فهم يقمعون أي تظاهرة أو اعتصام، كما كان يفعل النظام في السابق، فضلاً عن الممارسات العنصرية للقياديين الأكراد في قسد، والذين يتحكمون في كلّ مفاصل القوة هنا ولا يلقون بالاً لمجلس منبج العسكري الذي بات مطية لهم. أشير إلى أنّ التعذيب في سجون قسد يطابق تماماً التعذيب في سجون النظام أو داعش، وأعرف شخصاً من أقاربي اعتقل لمدة ثلاثة أشهر في سجن الاستخبارات الواقع في مؤسسة الإسمنت ليفرج عنه بكفالة مالية تجاوزت 15 ألف دولار أميركي، وحتى الآن يعاني من كدمات وندوب، وكان قد خرج من السجن غير قادر على المشي من شدة التعذيب. أحد ضباط الاستخبارات الجوية أشرف على تعذيبه، ونحن لا نستبعد هذا الشيء مطلقاً، كون العلاقة بين قسد والنظام جيدة".
بخصوص التعليم والخدمات في المدينة، يقول طلال أبو رامز (40 عاماً)، لـ "العربي الجديد": "الأمور جيدة نوعاً ما، من هذه الناحية، فالكهرباء والماء متوافران، لكنّ قسد لم تقدم الشيء الكثير للأهالي كما تروّج، فالمدينة أساساً حافظت على منشآتها حتى خلال سيطرة داعش عليها، وبالرغم من أنّ أبو محمد الألماني من أفراد التنظيم، فقد حاول جاهداً العمل في البلدية ضن نظام إداري جيد مع تشغيل شبكة الإنارة الخاصة بالشوارع، فضلاً عن محطات المياه. كلّ ما أعرفه عن هذا الشخص أنّه مهندس ألماني قدم إلى المدينة بعد مكوثه فترة بمدينة الباب، وسمعنا أنّ التنظيم قام بتصفيته لاحقاً".
اقــرأ أيضاً
يضيف أبو رامز: "بالنسبة للتعليم والمدارس، فالمعلمون تصلهم الرواتب عبر النظام، وأعلم أنّها تُصرف بتمويل من الأمم المتحدة، لكن لا يتجاوز راتب المعلم 100 دولار. أما المناهج التعليمية، فهي نفسها التي تفرضها مديرية التربية التابعة لقوات سورية الديمقراطية، في جميع مناطق سيطرتها، متضمنة فكر قائد حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، واللغة الكردية كلغة أساسية لها، ونحن نعاني كثيراً من هذا الأمر، لكن لا مجال للاعتراض عليه أو الاحتجاج، لأن ذلك قد يؤدي إلى الاعتقال فوراً والتغييب في السجون".
يذكر أنّ قوات سورية الديمقراطية (قسد) بسطت سيطرتها على مدينة منبج بعد دعم من التحالف الدولي لها، خلال شهر أغسطس/آب 2016، لتدخل المدينة في متاهة جديدة بعد زلزال "داعش".
يوضح عمران، وهو أحد السكان، لـ "العربي الجديد"، أنّ الأهالي مرغمون على تحمّل الوضع، خوفاً من الملاحقة والاعتقال: "هنا يمكن لأيّ عنصر في قسد أو مجلس منبج العسكري أن يلفق أيّ تهمة يشاء لأيّ شخص ويقتاده إلى السجن، لذلك يحاول الأهالي دائما تجنب أي مشادة مع هؤلاء، لأنّهم مرتزقة بكلّ معنى الكلمة، لا يملكون أدنى أخلاقيات التعامل، إذ يجبرون الأهالي على دفع ضرائب وإتاوات لهم، كما كان يفعل تنظيم داعش خلال فترة حكمه وسيطرته على المدينة، والحالة اليوم نفسها نوعاً ما، لكن مع تبدّل الرايات".
تصف أم خالد، ما تمرّ به مدينة منبج في الأوقات الحالية، بأنّه روتين يترافق مع رعب في قلوب الجميع، تمثله حملات الاعتقال التي تنفذها "قسد" والتي تلاحق شبان المدينة ورجالها. تشير إلى أنّ البقاء في المدينة هو خيارها وخيار والديها المسنين، للحفاظ على أملاك العائلة وكروم زيتون تعود لها، موضحة أنّ ثلاثة من أشقائها يعيشون خارج المدينة بعدما شتت تنظيم "داعش" شمل العائلة، ثم أجهزت عليها "قسد". تقول أم خالد، لـ "العربي الجديد"، إنّ شقيقها الكبير محروم من دخول المدينة منذ أكثر من خمسة أعوام، فبعد سيطرة "قسد" عليها حاول العودة، لكنّ أحد الأمنيين بمجلس منبج العسكري أبلغه بأنّ "قسد" قد تعتقله وتعدمه بتهمة التعامل مع "الجيش السوري الحر" وتركيا.
يقول الخمسيني أبو عبد الله، لـ "العربي الجديد": "كنا نظن أننا سنكون بعيدين عن قبضة النظام بعد سيطرة قسد على المدينة، لكن تبين العكس تماماً، فالفوارق طفيفة بين قسد والنظام، لا سيما منع أيّ شكل من أشكال الاحتجاج ضدهم في المدينة، فهم يقمعون أي تظاهرة أو اعتصام، كما كان يفعل النظام في السابق، فضلاً عن الممارسات العنصرية للقياديين الأكراد في قسد، والذين يتحكمون في كلّ مفاصل القوة هنا ولا يلقون بالاً لمجلس منبج العسكري الذي بات مطية لهم. أشير إلى أنّ التعذيب في سجون قسد يطابق تماماً التعذيب في سجون النظام أو داعش، وأعرف شخصاً من أقاربي اعتقل لمدة ثلاثة أشهر في سجن الاستخبارات الواقع في مؤسسة الإسمنت ليفرج عنه بكفالة مالية تجاوزت 15 ألف دولار أميركي، وحتى الآن يعاني من كدمات وندوب، وكان قد خرج من السجن غير قادر على المشي من شدة التعذيب. أحد ضباط الاستخبارات الجوية أشرف على تعذيبه، ونحن لا نستبعد هذا الشيء مطلقاً، كون العلاقة بين قسد والنظام جيدة".
بخصوص التعليم والخدمات في المدينة، يقول طلال أبو رامز (40 عاماً)، لـ "العربي الجديد": "الأمور جيدة نوعاً ما، من هذه الناحية، فالكهرباء والماء متوافران، لكنّ قسد لم تقدم الشيء الكثير للأهالي كما تروّج، فالمدينة أساساً حافظت على منشآتها حتى خلال سيطرة داعش عليها، وبالرغم من أنّ أبو محمد الألماني من أفراد التنظيم، فقد حاول جاهداً العمل في البلدية ضن نظام إداري جيد مع تشغيل شبكة الإنارة الخاصة بالشوارع، فضلاً عن محطات المياه. كلّ ما أعرفه عن هذا الشخص أنّه مهندس ألماني قدم إلى المدينة بعد مكوثه فترة بمدينة الباب، وسمعنا أنّ التنظيم قام بتصفيته لاحقاً".
يضيف أبو رامز: "بالنسبة للتعليم والمدارس، فالمعلمون تصلهم الرواتب عبر النظام، وأعلم أنّها تُصرف بتمويل من الأمم المتحدة، لكن لا يتجاوز راتب المعلم 100 دولار. أما المناهج التعليمية، فهي نفسها التي تفرضها مديرية التربية التابعة لقوات سورية الديمقراطية، في جميع مناطق سيطرتها، متضمنة فكر قائد حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، واللغة الكردية كلغة أساسية لها، ونحن نعاني كثيراً من هذا الأمر، لكن لا مجال للاعتراض عليه أو الاحتجاج، لأن ذلك قد يؤدي إلى الاعتقال فوراً والتغييب في السجون".
يذكر أنّ قوات سورية الديمقراطية (قسد) بسطت سيطرتها على مدينة منبج بعد دعم من التحالف الدولي لها، خلال شهر أغسطس/آب 2016، لتدخل المدينة في متاهة جديدة بعد زلزال "داعش".