وأوضح سامي مشعشع في حديث مع "العربي الجديد" أن وكالة "أونروا" تلقت دعماً إعلامياً غير مسبوق خلال أزمتها الأخيرة لم تشهده منذ تأسيسها قبل سبعة عقود. ولفت إلى أن المبادرات الإعلامية الداعمة للوكالة تساهم في تسليط الضوء على قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقوقهم، وتساعد "أونروا" في جمع المزيد من التبرعات لبرامج خدماتها العادية والطارئة.
وتشارك صحيفة "العربي الجديد"، في هذه المبادرات الإعلامية الداعمة للوكالة. وفي هذا السياق، أعرب مشعشع عن أمله في أن تكون حملة "العربي الجديد" الإعلانية "فاتحة خير تقتدي بها منصات إعلامية أخرى في الوطن العربي"، مؤكّداً أنّ "الإعلام شريك أساسي للوكالة في خوض تحدياتها ومشاكلها، ومساهم فعال في توضيح أزمتها بعد قطع التمويل الأميركي عنها والبالغ 360 مليون دولار سنوياً، بدعم من الاحتلال الإسرائيلي، بهدف إنهاء دورها وإغلاقها".
اتساع دائرة الدعم
وأكد مشعشع أن الإعلام تمكّن من تعريف الناس بأسباب إنشاء "أونروا" التي يجهلها جمهور واسع في العالم العربي، وطبيعة عملها الداعم لحقوق 5.4 ملايين لاجئ فلسطيني في خمس مناطق في الشرق الأوسط، إضافة إلى برامجها التي توفر التعليم والطبابة والوظائف والمساعدات الغذائية وغيرها للاجئين.
وشدد على أن الوكالة ليست مجرد برنامج أممي لتقديم الخدمات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين فقط، وإنما هناك تفويض دولي بتأسيسها لحمايتهم، وطرح قضيتهم سياسياً.
كما أشار إلى أن تركيز الإعلام على أزمة الوكالة ومحاولات النيل منها عبر تجفيف مصادر تمويلها، ساهم دون شك في حثّ الدول العربية على زيادة تمويلها، كذلك خلق حالة من التضامن السياسي والدبلوماسي والمالي تتسع دائرته تباعاً.
ولفت إلى أن كلاً من قطر والسعودية والإمارات زادت تمويلها للوكالة 50 مليون دولار، كما رفعت الكويت تمويلها بقيمة 42 مليون دولار.
السيولة خانقة
نبّه مشعشع في سياق حديثه إلى أن "أونروا" لا تزال في دائرة الخطر، رغم أن عجز موازنة عام 2018 تقلص من نصف مليار دولار مطلع السنة إلى 64 مليوناً في يومنا هذا.
لكنه لفت إلى أن تعهدات كثيرة لم تتسلمها الوكالة والسيولة خانقة، واللقاءات والاجتماعات التي تسفر عن توقيع تعهدات بالتمويل تأخذ وقتاً يطول عادة حتى تتحول إلى أموال. وهذا الأمر يتطلب إجراء المزيد من الاتصالات والمراجعات للمتعهدين والممولين للإسراع في إجراءات التحويل لأن مهام الوكالة لا تتوقف والحاجات مستمرة.
وأبدى قلقه من صعوبة بدء العام المقبل 2019، مع الحاجة الملحة لتلبية حاجات 526 ألف طالب وطالبة، و22 ألف معلم ومعلمة مع الطواقم المدرسية، وهذا يشكل وحده 54 في المائة من ميزانية "أونروا" السنوية. يضاف إلى ذلك رواتب 30 ألف موظف مثبت البالغة 5.5 ملايين دولار شهرياً. عدا عن ميزانية الطوارئ الخاصة بغزة والضفة الغربية وسورية، إضافة إلى الطبابة والمساعدات المعيشية وغيرها.
مصادر تمويل غير اعتيادية
أوضح مشعشع في سياق الحديث أن "أونروا" نجحت في إيجاد مسارب جديدة للتمويل للتعويض عن المبلغ الأميركي المقتطع وقدره 360 مليون دولار الذي حُسم من ميزانية الوكالة السنوية.
ولفت إلى جملة من تلك الموارد الجديدة ومنها بنك التنمية الإسلامي، ومنظمة التعاون الإسلامية التي رخصت وفق القانون إنشاء وقف خاص لـ"أونروا"، يتيح للوكالة تلقي أموال الزكاة والتبرعات، وهذا لم يكن متاحاً قبل الآن. وأشار أيضاً إلى الاتفاق مع البنك الدولي على اعتماد صندوق خاص للتعليم تستفيد منه "أونروا".
ومن مصادر التمويل الجديدة جمع التبرعات من دول إسلامية على غرار ماليزيا وإندونيسيا، إضافة إلى مصادر ليست قليلة من مؤسسات القطاع الخاص في مختلف الدول العربية، ومشاركة شخصيات ومتمولين في حملات الدعم.
وأثنى مشعشع على التفاعل الفردي للناس مع أزمة الوكالة التي اشتدت إلى حدّ تهديد وجودها، واعتبر أن "التبرع الفردي هو بمغزاه، ومهما كان رمزياً يبقى مجدياً بالتأكيد، كونه انعكاسا لقناعة المتبرع بأن المال سيذهب إلى الوكالة مباشرة، هو يمثل دعم المتبرعين لقضية اللاجئين الفلسطينيين وحقوقهم".