زيتون عفرين تحت رحمة فصائل معارضة

24 أكتوبر 2018
مالكو أشجار الزيتون يدفعون أتاوى (Getty)
+ الخط -

تستمر معاناة أهالي منطقة عفرين السورية مع تجاوزات وانتهاكات فصائل المعارضة بحقهم، مع حديث عن خلايا تابعة للنظام ترتكب أيضاً انتهاكات في المنطقة.

أتاوٍ تفرضها بعض فرق وفصائل المعارضة على مالكي أشجار الزيتون في المنطقة، كمبالغ مالية لقاء كل شجرة زيتون أو عدد محدد من غالونات "زيت الزيتون" حسب الكمية التي ينتجها المالك، مع تزايد حالات الاختطاف والاعتقالات التي طاولت مهجرين في المنطقة، والانتهاكات لم تعد خافية على سكان المنطقة أو المهجرين فيها، متسببة بحالة غضب شعبي مع توجه لمطالبة الجيش التركي بضرورة ضبط الفصائل والمقاتلين المنتشرين هناك.

الستيني أبو إبراهيم الذي يمتلك نحو 1000 شجرة من الزيتون في بلدة تبعد عن عفرين نحو 20 كيلومتراً باتجاه الشمال، يخاف الاحتجاج على الفصائل في منطقته لأنه قد يتعرض للاعتقال والملاحقة منهم.

ويقول لـ"العربي الجديد": "مؤسف ما يحدث الآن عندنا في المنطقة، فهناك فصائل تقوم بفرض كمية من الزيت على كل مزارع ضمن نسبة معينة شريطة حماية محصوله لحين قطافه وعصره. بأي حق يقوم هؤلاء بهذا؟ لم يتعبوا بزراعة هذا الزيتون والاعتناء به طيلة هذه السنوات؟ كنا نقول إننا سنتخلص من قبضة مليشيات "حزب العمال"، لكننا وقعنا تحت رحمة من ظننا أنهم المخلصون لنا. نحن نعدّهم مثل إخوتنا وأبنائنا، وسكتنا عن سرقة المنازل ومصادرة آلياتنا ومواشينا، وقلنا إن الأيام كفيلة بإصلاح الأمور، لكن على ما يبدو هناك أناس سيئون يشرفون على هذه العمليات، وغايتهم الانتقام منا فقط لا أكثر".

ويقول المهجر من ريف حمص الشمالي، إسماعيل أبو ياسر (43 عاماً) لـ "العربي الجديد": وصلت من ريف حمص الشمالي إلى إدلب، فأخبرني بعض الأصدقاء بأن هناك منازل مهجورة في قرى عفرين الجبلية يمكن العيش فيها، ومعظم أصحابها فرّوا باتجاه مناطق سيطرة "قسد" لأن لديهم ارتباطاً بالمليشيات الانفصالية الكردية، وبالفعل ذهبنا لقرية صغيرة قرب بلدة راجو وأقمنا فترة هناك، لنخرج من المنزل بعد مدة بسبب أن رجلاً من أصحابه أتى ليقيم فيه".

ويتابع: "بعدها توجهت لبلدة أخرى، وبالفعل أقمت مع عائلتي في أحد المنازل هناك، وحافظنا على الممتلكات في المنزل الذي أعلمني جاري الكردي بأن أهله الآن في حي الشيخ مقصود عند ابنهم في مدينة حلب، فوجئت منذ مدة بأحد الفصائل الذي طالب المهجرين المقيمين في هذه البلدة بدفع إيجار البيت له، مع تهديد بطرد كل من لا يدفع بحجة أن هذه البيوت المهجورة هي منازل تعود ملكيتها لعناصر في حزب "الاتحاد الديمقراطي" وهو أحد المليشيات الكردية الانفصالية، وريع إيجارها يجب أن يعود للفصيل لا لغيره.

ويضيف أبو ياسر: "الكثير من المشاكل والخلافات حدثت هنا بين الفصائل، وكل فصيل أصبح يبسط سلطته على بلدة أو قطاع معين في عفرين، والأهالي يتملكهم الخوف حقيقة من الاحتجاج عليهم لكون التهم جاهزة ومسبقة بحقهم".

من ناحيته يوضح مصدر قضائي تابع للجيش الحر في عفرين لـ"العربي الجديد": "الأهالي هنا ضعفاء والفصائل تمارس التسلط عليهم، والحل الأمثل هو الحد من سلطة هذه الفصائل على الأهالي بحلها وإعادة هيكلتها ضمن تنظيم لا يعود للانتماءات المعرفية والمناطقية، أو يكون تحت قيادة شخصيات همها جمع المال عبر السرقة والنهب وفرض الأتاوي على الناس، وفرض عقوبات على المخالفين أقلها الفصل أو الاعتقال، وعلى الجميع الرضوخ للأمر الواقع، فأهل عفرين أهلنا وهم عانوا كما عانينا من النظام، وكانت المليشيات الانفصالية تحكمهم بالقبضة الأمنية والإرهاب، فلماذا لا نكون عوناً لهم؟".



ويشير خليل عادل إلى أن أشجار زيتون في أرضه قطعها عناصر في فصائل المعارضة، كما أحرق قسم من الأشجار في أرض جاره، ويقول لـ"العربي الجديد": "الأشجار عمرها بعمرنا هنا، رويناها بعرقنا وكبرت وشاخت كما شخنا، وعند قطعها وبيعها حطباً قلوبنا تتكسر معها.. لا يدرك قيمة هذه الشجرة وطعم زيتونها إلا من تعب حتى رآها تثمر وتجود بالخير عليه، لو يأتي هؤلاء الشبان لنا ويطلبون منا المال أهون علينا من قطع أشجارنا وبيعها بهذه الطريقة، هم يسرقونها ويظنون أن نموّ شجرة جديدة مكانها أمر هيّن ولا يعلمون ما نعانيه، وعمر بعض الأشجار أكبر من أعمارهم".