تركت العاصفة المدارية "لبان" آلاف الأسر اليمنية من دون مأوى، بعدما غمرت المياه منازلها وجرفت مزارعها ومحالها التجارية في ثلاث محافظات يمنية هي المهرة وسقطرى وحضرموت.
محافظة المهرة كانت الأشد تضرراً، إذ خلفت العاصفة دماراً واسعاً في الأملاك العامة والخاصة، وشردت نحو 3700 أسرة. في هذا السياق، يقول، خالد عبد الولي، وهو من سكان المحافظة، إنّ السيول دمّرت جزءاً من منزله وأتلفت كلّ محتوياته. يتابع أنّه نزح مع أفراد أسرته إلى منزل أحد أقاربه في بلدتهم نفسها الغيضة، مشيراً إلى أنّه لا يستطيع العودة: "لم يعد لي شيء في المنزل، حتى سيارتي تضررت وأنا في حاجة إلى المساعدة". يلفت عبد الولي إلى أنّ المنظمات الدولية "قدّمت مساعدات للنازحين في المدارس والمؤسسات الحكومية واستثنت كثيراً ممن نزحوا للإقامة لدى أقاربهم". يوضح أنّ المياه أتلفت جزءاً كبيراً من البضاعة في دكانه، مؤكداً دخول المياه إلى أغلب المحال التجارية في سوق الغيضة التجاري.
اقــرأ أيضاً
الوضع أكثر سوءاً بالنسبة لأم رحاب التي نزحت إلى مدرسة حكومية في الغيضة: "نحصل على مواد غذائية لكنّها لا تكفينا، ومن الصعب البقاء هنا. نحن في حاجة إلى مساعدة لكي نعود إلى منازلنا المتضررة". تقول لـ"العربي الجديد": "كنا نشاهد في التلفزيون النازحين في المحافظات التي فيها معارك في عدن وتعز وصنعاء، لكنّ وضعنا اليوم مشابه بسبب الأمطار. هذا ابتلاء من الله في اليمن".
يصف المسعف ضمن فريق الإغاثة في المهرة، وليد النخلاني، العاصفة بـ"المدمرة". يقول لـ"العربي الجديد": "لم تمر كارثة على سكان هذه المناطق مثل هذه من قبل، فقد دمرت العاصفة كثيراً من المنازل والطرقات في يروب والغيضة وحوف وقشن وحصوين وغيرها من المناطق". يشير إلى أنّ الناس لم يعودوا إلى منازلهم حتى هذه اللحظة، بالرغم من توقف العاصفة.
عن التعليم، يقول النخلاني إنّه متوقف في أغلب مناطق المهرة: "كثير من المدارس باتت مراكز إيواء للسكان". كذلك، يؤكد شح الأدوية والمعدات والمستلزمات الطبية وزيادة الطلب عليها، لافتاً إلى أنّ بعض المنظمات، مثل منظمة الصحة العالمية و"يونيسف" وغيرهما، قدمت مساعدات، لكنها لا تكفي "فالاحتياج كبير نظراً للأضرار الكبيرة التي تسببت بها العاصفة".
يشير النخلاني إلى أنّ الطائرات المروحية تدخلت لإنقاذ العالقين في مناطق السيول، لافتاً إلى أنّ فرق الإنقاذ عثرت، يوم الجمعة الماضي، على جثتين في كورنيش الغيضة. يضيف: "هناك بعض المناطق التي عادت إليها الكهرباء، لكنّ غالبية المناطق بلا تيار بعدما تضررت الشبكة بسبب الرياح الشديدة والسيول الجارفة".
بدوره، يشير تقرير صادر عن الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين إلى أنّ المديريات الأشد تضرراً من العاصفة هي الغيضة، نشطون، المسيلة، سيحوت، قشن، لافتاً إلى أنّ الأضرار توزعت بين تهدم المنازل في الغيضة وقشن وحصوين والمسيلة، بالإضافة إلى جرف الحقول ومزارع تربية الحيوانات ونفوق كثير منها. يوضح التقرير أنّ السيول تسببت في ردم آبار المياه وجرف المضخات المائية التي يعتمد عليها السكان في توفير المياه، وعلى رأسها بئر منطقة فوري التي تغذّي بلدة الغيضة بالمياه.
يؤكد رئيس الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، نجيب السعدي، على ضرورة تكثيف الجهود الرسمية وغير الرسمية لمواجهة آثار العاصفة التي وصفها بـ"الكارثية". يدعو المنظمات الإنسانية إلى مدّ يد العون للمتضررين، سواء في المهرة أو في حضرموت. يوضح السعدي أنّ النازحين بسبب الفيضانات والسيول الناتجة عن العاصفة استقروا في 29 مركزاً للإيواء المؤقت: "هناك نازحون غيرهم إلى بيوت أقارب ومجتمعات مضيفة لم تتضرر مناطقهم من العاصفة. وليس في مقدور النازحين العودة قريباً إلى مساكنهم، إذ فقدوا كلّ شيء هناك".
يتابع، السعدي، لـ"العربي الجديد"، أنّ أوضاع النازحين "مأساوية ولا يجد كثير منهم لوازم الإيواء المختلفة من الأغطية والبطانيات، بالإضافة إلى عدم توفر الغذاء والأدوات الصحية بشكل كافٍ، ولهذا نوجّه نداء استغاثة عاجلاً للمنظمات والجهات الإنسانية كافة للإسراع في تقديم العون والإغاثة العاجلة التي تحفظ الحياة للمتضررين والمحتاجين من جراء هذه العاصفة المدمرة". يشير السعدي إلى نوعية المساعدات التي يحتاج إليها المتضررون من العاصفة في هذه المرحلة: "المياه الصالحة للشرب، وحليب الأطفال، والأدوية، والديزل لتشغيل المستشفيات، وأدوات ومستلزمات رش ومكافحة البعوض الناقل للأمراض المختلفة".
بحسب التقرير أعلاه، فإنّ عدد النازحين في مدرسة "السعيد" بلغ 84 أسرة، وفي الصالة المغلقة 21 أسرة، وفي مدرسة "الوحدة" 50 أسرة، وفي ثانوية "حسان" 150 أسرة، وفي ثانوية "بلقيس للبنات" 100 أسرة، وفي مدرسة "بن طلوس" والمركز الصحي ومدرسة "السبيل الجحي" ومدرسة "مخبال" ومدرسة "26 سبتمبر للبنات" فعدد الأسر النازحة 164 أسرة على الأقل. كذلك، استقرت 186 أسرة في كلّ من فندق "الظاهر"، ومبنى الغرفة التجارية، ومدرسة "أجيال الغد"، وكلية التربية، وجامع البدو الرحّل، وجامع البنوك، بالإضافة إلى نزوح عدد من الأسر إلى مقرات حكومية عدة.
اقــرأ أيضاً
العاصفة "لبان" كانت أقلّ وطأة على سكان جزيرة سقطرى ومحافظة حضرموت. في سقطرى، أجبرت العاصفة أكثر من 100 أسرة على النزوح والاستقرار في مدرسة "غبة". كذلك، تسبّبت سيول الأمطار الناتجة عن العاصفة في تدمير عدد من الجسور والطرقات وقطع الاتصالات في محافظة حضرموت.
محافظة المهرة كانت الأشد تضرراً، إذ خلفت العاصفة دماراً واسعاً في الأملاك العامة والخاصة، وشردت نحو 3700 أسرة. في هذا السياق، يقول، خالد عبد الولي، وهو من سكان المحافظة، إنّ السيول دمّرت جزءاً من منزله وأتلفت كلّ محتوياته. يتابع أنّه نزح مع أفراد أسرته إلى منزل أحد أقاربه في بلدتهم نفسها الغيضة، مشيراً إلى أنّه لا يستطيع العودة: "لم يعد لي شيء في المنزل، حتى سيارتي تضررت وأنا في حاجة إلى المساعدة". يلفت عبد الولي إلى أنّ المنظمات الدولية "قدّمت مساعدات للنازحين في المدارس والمؤسسات الحكومية واستثنت كثيراً ممن نزحوا للإقامة لدى أقاربهم". يوضح أنّ المياه أتلفت جزءاً كبيراً من البضاعة في دكانه، مؤكداً دخول المياه إلى أغلب المحال التجارية في سوق الغيضة التجاري.
الوضع أكثر سوءاً بالنسبة لأم رحاب التي نزحت إلى مدرسة حكومية في الغيضة: "نحصل على مواد غذائية لكنّها لا تكفينا، ومن الصعب البقاء هنا. نحن في حاجة إلى مساعدة لكي نعود إلى منازلنا المتضررة". تقول لـ"العربي الجديد": "كنا نشاهد في التلفزيون النازحين في المحافظات التي فيها معارك في عدن وتعز وصنعاء، لكنّ وضعنا اليوم مشابه بسبب الأمطار. هذا ابتلاء من الله في اليمن".
يصف المسعف ضمن فريق الإغاثة في المهرة، وليد النخلاني، العاصفة بـ"المدمرة". يقول لـ"العربي الجديد": "لم تمر كارثة على سكان هذه المناطق مثل هذه من قبل، فقد دمرت العاصفة كثيراً من المنازل والطرقات في يروب والغيضة وحوف وقشن وحصوين وغيرها من المناطق". يشير إلى أنّ الناس لم يعودوا إلى منازلهم حتى هذه اللحظة، بالرغم من توقف العاصفة.
عن التعليم، يقول النخلاني إنّه متوقف في أغلب مناطق المهرة: "كثير من المدارس باتت مراكز إيواء للسكان". كذلك، يؤكد شح الأدوية والمعدات والمستلزمات الطبية وزيادة الطلب عليها، لافتاً إلى أنّ بعض المنظمات، مثل منظمة الصحة العالمية و"يونيسف" وغيرهما، قدمت مساعدات، لكنها لا تكفي "فالاحتياج كبير نظراً للأضرار الكبيرة التي تسببت بها العاصفة".
يشير النخلاني إلى أنّ الطائرات المروحية تدخلت لإنقاذ العالقين في مناطق السيول، لافتاً إلى أنّ فرق الإنقاذ عثرت، يوم الجمعة الماضي، على جثتين في كورنيش الغيضة. يضيف: "هناك بعض المناطق التي عادت إليها الكهرباء، لكنّ غالبية المناطق بلا تيار بعدما تضررت الشبكة بسبب الرياح الشديدة والسيول الجارفة".
بدوره، يشير تقرير صادر عن الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين إلى أنّ المديريات الأشد تضرراً من العاصفة هي الغيضة، نشطون، المسيلة، سيحوت، قشن، لافتاً إلى أنّ الأضرار توزعت بين تهدم المنازل في الغيضة وقشن وحصوين والمسيلة، بالإضافة إلى جرف الحقول ومزارع تربية الحيوانات ونفوق كثير منها. يوضح التقرير أنّ السيول تسببت في ردم آبار المياه وجرف المضخات المائية التي يعتمد عليها السكان في توفير المياه، وعلى رأسها بئر منطقة فوري التي تغذّي بلدة الغيضة بالمياه.
يؤكد رئيس الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، نجيب السعدي، على ضرورة تكثيف الجهود الرسمية وغير الرسمية لمواجهة آثار العاصفة التي وصفها بـ"الكارثية". يدعو المنظمات الإنسانية إلى مدّ يد العون للمتضررين، سواء في المهرة أو في حضرموت. يوضح السعدي أنّ النازحين بسبب الفيضانات والسيول الناتجة عن العاصفة استقروا في 29 مركزاً للإيواء المؤقت: "هناك نازحون غيرهم إلى بيوت أقارب ومجتمعات مضيفة لم تتضرر مناطقهم من العاصفة. وليس في مقدور النازحين العودة قريباً إلى مساكنهم، إذ فقدوا كلّ شيء هناك".
يتابع، السعدي، لـ"العربي الجديد"، أنّ أوضاع النازحين "مأساوية ولا يجد كثير منهم لوازم الإيواء المختلفة من الأغطية والبطانيات، بالإضافة إلى عدم توفر الغذاء والأدوات الصحية بشكل كافٍ، ولهذا نوجّه نداء استغاثة عاجلاً للمنظمات والجهات الإنسانية كافة للإسراع في تقديم العون والإغاثة العاجلة التي تحفظ الحياة للمتضررين والمحتاجين من جراء هذه العاصفة المدمرة". يشير السعدي إلى نوعية المساعدات التي يحتاج إليها المتضررون من العاصفة في هذه المرحلة: "المياه الصالحة للشرب، وحليب الأطفال، والأدوية، والديزل لتشغيل المستشفيات، وأدوات ومستلزمات رش ومكافحة البعوض الناقل للأمراض المختلفة".
بحسب التقرير أعلاه، فإنّ عدد النازحين في مدرسة "السعيد" بلغ 84 أسرة، وفي الصالة المغلقة 21 أسرة، وفي مدرسة "الوحدة" 50 أسرة، وفي ثانوية "حسان" 150 أسرة، وفي ثانوية "بلقيس للبنات" 100 أسرة، وفي مدرسة "بن طلوس" والمركز الصحي ومدرسة "السبيل الجحي" ومدرسة "مخبال" ومدرسة "26 سبتمبر للبنات" فعدد الأسر النازحة 164 أسرة على الأقل. كذلك، استقرت 186 أسرة في كلّ من فندق "الظاهر"، ومبنى الغرفة التجارية، ومدرسة "أجيال الغد"، وكلية التربية، وجامع البدو الرحّل، وجامع البنوك، بالإضافة إلى نزوح عدد من الأسر إلى مقرات حكومية عدة.
العاصفة "لبان" كانت أقلّ وطأة على سكان جزيرة سقطرى ومحافظة حضرموت. في سقطرى، أجبرت العاصفة أكثر من 100 أسرة على النزوح والاستقرار في مدرسة "غبة". كذلك، تسبّبت سيول الأمطار الناتجة عن العاصفة في تدمير عدد من الجسور والطرقات وقطع الاتصالات في محافظة حضرموت.