150 عائلة هاربة من بطش تنظيم "داعش" ومقيمة في مخيم هجين الذي أنشأته ميلشيا "قسد" في دير الزور، بات مصيرها مجهولاً بعدما خطفها عناصر التنظيم واقتادوها لمناطقه، إثر اقتحامه للمخيم يوم الجمعة الماضي، والذي يبعد كيلومترات قليلة عن مناطق المعارك بينه وبين "قسد".
الناشط محمد أبو عبد الله من محافظة دير الزور، أكد لـ"العربي الجديد" أن "التنظيم اقتاد 150 عائلة من أبناء بلدات وقرى منطقة هجين لمناطق سيطرته بعد اقتحام عناصره للمخيم، وقتل عناصر الحراسة حوله التابعين لمليشيا "قسد"، ويعتقد أنه سيتخذهم دروعاً بشرية بمعاركه في المنطقة عقاباً لهم على فرارهم من مناطقه".
وقال أبو عبد الله: "إن قسد والتحالف الدولي يتحملان المسؤولية كاملة عمّا حلّ بتلك العائلات كون الحماية لهم في المخيم كانت شكلية لا أكثر، وكانوا في منطقة تبعد حوالي ثلاثة كيلومترات فقط عن مناطق سيطرة التنظيم. وكان من الأولى لمليشيا قسد الاستعداد لهكذا سيناريو لمنع وصول التنظيم إليهم".
وأشار ياسين سلامة (34 عاماً) وهو أحد أبناء المنطقة، لـ"العربي الجديد" أن "الهم الوحيد لمليشيا قسد هو أخذ مبلغ مالي قيمته 1000 دولار أميركي من كل عائلة تريد دخول المخيم وأي مخيم يخضع لسيطرة المليشيا، في إطار إتاوات متعارف عليها هناك".
وأوضح سلامة أن "عناصر تنظيم داعش عندما هاجموا المخيم سطوا على سيارات تعود ملكيتها للأهالي، ومن المؤكد أنهم لن يعيدوها أبداً، فالتنظيم يعتبر كل ما يقع تحت سيطرته أو يسلبه من الأهالي ملكاً له ولا يجوز لأحد مساءلته بشأنه أو محاولة استعادته. وهناك تخوف مما سيحل بهؤلاء الناس الذين اعتقلهم داعش، فقد يقدم عناصر التنظيم على إعدام الشبان بحجة فرارهم وعدم وقوفهم لجانبه بمعارك المنطقة، وحدث في كثير من المناطق هذا الأمر، ولتنظيم داعش تاريخ أسود بالمجازر بحق الشبان المخالفين له، أو حتى الذين خرجوا للنجاة بأهلهم وأرواحهم من مناطق سيطرته".
كذلك أكد أبو علاوي (44 عاماً) لـ"العربي الجديد" أنه منذ فجر الجمعة حين هاجم التنظيم مخيم هجين وهو يحاول جاهداً التواصل مع أقرباء له لكنه لم يستطع. وقال: "قسد تكتفي بالرواية التي تشير إلى أن العائلات أعادها التنظيم لمناطق سيطرته، بعد مهاجمته أربعين عنصراً تابعين لها كانوا مسؤولين عن حراسة المخيم وتأمين حمايته".
وتابع أبو علاوي "نحن الآن خائفون على أقاربنا فما كادوا أن يتخلصوا من بطش التنظيم وظلمه حتى أعادهم بالقوة لمناطق سيطرته، ونحن الآن لا نعلم ما هو مصيرهم وهل سيقعون ضحايا لغارات التحالف الدولي وقصف مليشيا قسد، لا ندري".
وأقامت مليشيا قسد عشرات المخيمات العشوائية بمناطق سيطرتها، والتي تعاني من ظروف خدمية متردية، مع معاناة أمنية يعيشها الأهالي جراء تسلط عناصر وقادة المليشيا.