افتتحت وزارة الصحة التركية مشفى الباب المعروف بـ"الحكمة" الأكبر من نوعه في الشمال السوري أمس السبت، ليقدم خدماته للأهالي ضمن مناطق ريفي حلب الغربي والشرقي.
وأوضح مسؤول المكتب الإعلامي في المشفى حيدر الحسين لـ "العربي الجديد" أن المشفى دخل الخدمة بعد تجهيز استمر شهوراً، ويحوي 200 سرير، وغرفة تصوير طبقي محوري، وثماني غرف عمليات مجهزة بأحدث المعدات الطبية، إضافة إلى مخابر التحاليل بجميع اختصاصاتها.
وأكد الحسين أن المشفى الجديد للباب هو الأول من نوعه في عدد الأسرة والمساحة، كما يتميز بالكوادر الطبية الخبيرة والأطباء المتخصصين، وسيوفر للأهالي فرصا للعلاج ضمن تخصصات لم تكن موجودة سابقا.
وأردف الحسين قائلا: "بدأ المشفى نشاطاته باستقبال حالات الإسعاف والمرضى، وأجرى الأطباء فيه أول عملية ولادة قيصرية، بالإضافة لأول عملية جراحة عظمية، ويعمل فيه اختصاصيون أتراك عيّنهم الجانب التركي".
وقال مصدر محلي من مدينة الباب لـ"العربي الجديد"، إن "بناء المشفى جاء بعد اطلاع المسؤولين الأتراك على الواقع الطبي والمشافي في المناطق المحررة، ومن خلال التقييم وجدوا أن المشافي الموجودة داخل هذه المناطق غير كافية لاستقبال جميع الحالات، ويتم تحويل جميع الحالات الصعبة إلى الداخل التركي، إضافة إلى أن العدد الكبير للسكان في هذه المناطق يدفع إلى ضرورة تخديمها بشكل أفضل، وبالأخص بعد وصول أعداد كبيرة من المهجرين قسرياً (من محافظات أخرى) ولدى كثيرين منهم حالات مستعصية بحاجة لعمليات فورية بعد تعرضهم لإصابات خطرة خلال الحرب".
وأكد اختصاصي التمريض المدعو ليث (36 عاماً) لـ "العربي الجديد"، أن المشفى الجديد سيخفف كثيراً العبء على الأهالي علاوة إلى أنه مجاني، وبإمكانه تلبية حاجتهم. ومشفى الحكمة القديم كان يستقبل يومياً قرابة 800 مريض بحاجة لمعاينة مختلفة، والمشفى لم يكن مجهزاً لاستيعاب هذا العدد الكبير.
وقال سعيد المحمد (34 عاماً) لـ"العربي الجديد" من سكان مدينة الباب بريف حلب: "الناس كانت تقف بالطوابير عند المشفى القديم المعروف أيضاً بمشفى الحكمة، وكنت أنتظر لنحو ثلاث ساعات للحصول على الدور عند الطبيب المختص، والمعاينة كانت تتم على عجالة دون تدقيق أو بحث في حالة المريض، بسبب الأعداد الكبيرة من الأهالي الذين يقصدون المشفى للعلاج".
وأضاف المحمد: "كنت أعاني في إحدى المرات من صداع في الرأس وآلام شديدة في البلعوم، وذهبت للمشفى وبعد قرابة ثلاث ساعات ونصف من الانتظار وصلت للطبيب فكتب لي حبوباً مسكنة للألم فقط، لم تحقق لي أي فائدة، أعذره لكون الأمر تم سريعاً بسبب طوابير الناس التي تنتظر وضيق الوقت وصعوبة العمل، ونحن نأمل أن يحل المشفى الجديد الأزمة الطبية".
وأوضحت فاطمة العمر (27 عاماً) من سكان مدينة الباب لـ"العربي الجديد"، أن "الصيدلية التابعة لمشفى الحكمة القديم كانت صغيرة جداً وأدويتها محدودة جداً، ولا تحتوي سوى على بعض الأدوية المسكنة لعلاج الصداع وآلام الرأس وأدوية أطفال، وكان الأهالي يضطرون في كثير من الأحيان للبحث عن الأدوية في الخارج". وقالت: "نرجو أن يزودنا المشفى الجديد بالأدوية المجانية".
يُشار إلى أن الحكومة التركية تعمل على افتتاح مشفيين مشابهين في مدينتي مارع والراعي، بذات التقنيات والجودة المتوفرة في مشفى الباب الجديد، لتغطي وتؤمن العلاج لسكان منطقة درع الفرات كافة.