إندونيسيا تدفن ضحايا الزلزال وتسونامي بقبر جماعي... وتطلب المساعدة الدولية

01 أكتوبر 2018
814D729C-0FB5-466D-9BA0-80F95C9F123A
+ الخط -


حفر متطوعون قبراً جماعياً لدفن مئات من ضحايا الزلزال الذي تلاه تسونامي في جزيرة سولاويسي الإندونيسية لمنع انتشار أوبئة، في وقت يسابق رجال الإنقاذ الزمن للعثور على أحياء تحت الأنقاض.

وطلبت الحكومة الإندونيسية اليوم الاثنين مساعدة دولية، لمواجهة الكارثة التي أودت بحياة 832 شخصا، وما يزيد عن 500 جريح حالة كثير منهم خطرة، عدا عن مفقودين لم يعثر عليهم حتى الآن. وتتوقع السلطات ارتفاع حصيلة الضحايا لأن الوصول إلى أجزاء واسعة من المنطقة المتضررة لا يزال متعذرا.

وأعلنت عشرات المنظمات الإنسانية والمنظمات غير الحكومية استعدادها لتقديم مساعدة عاجلة، لكنها تواجه صعوبات في إيصال المساعدات إلى المناطق بسبب قطع الطرق وتضرر المطارات. وقالت سامسينار زيد موغا (46 عاما) لوكالة "فرانس برس": "ليس لدينا الكثير من الغذاء. تمكنا من جلب ما كان لدينا في المنزل فقط ونحتاج إلى مياه للشرب". وأكدت شقيقتها سيتي دامرا أن "الأهم من ذلك هو الخيام لأن الأمطار هطلت ويتواجد هنا الكثير من الأطفال".

وقال توم ليمبونغ، المسؤول الحكومي، في تغريدة على "تويتر"، إن الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو "سمح لنا بقبول مساعدة دولية عاجلة لمواجهة الكارثة". ودعا الراغبين في تقديم المساعدة إلى الاتصال به مباشرة عبر حسابه أو بالبريد الإلكتروني.

وقالت مسؤولة في "أوكسفام" في إندونيسيا إن المنظمة "تنوي تقديم مساعدة لعدد يمكن أن يصل إلى مائة ألف شخص"، من مواد غذائية وأدوات لتنقية المياه وملاجئ. لكن منظمة "سيف ذي تشيلدرن" أكدت صعوبة إيصال المساعدات، وأضافت أن "المنظمات غير الحكومية والسلطات المحلية تواجه صعوبة كبيرة في الوصول إلى قرى حول دونغالا حيث يحتمل أن تكون الأضرار كبيرة جدا، وسقط عدد كبير من الضحايا".

وسُجل العدد الأكبر من الضحايا في بالو المنطقة التي تضم 350 ألف نسمة على الساحل الغربي لسولاويسي التي ضربها الجمعة زلزال بلغت شدته 7.5 درجات، تلاه تسونامي.

البحث عن ناجين

وتُسابق فرق الإنقاذ الزمن لإخراج ناجين من تحت الأنقاض. ويحاول المنقذون اليوم الاثنين العثور على أحياء في أنقاض فندق روا روا حيث قد يكون بين خمسين وستين شخصا عالقين تحتها. وقال مصدر رسمي إنه تم إنقاذ شخصين في الموقع حاليا.


ويبحث عدد كبير من السكان عن أقرباء لهم مفقودين في المستشفيات أو أماكن حفظ الجثث. وفي الباحة الخلفية لأحد المستشفيات، تمت تغطية عشرات الجثث بأكياس أو أغطية بينما ينتظر الجرحى في الجانب الآخر من المبنى الحصول على العلاج. وذكر مراسل "فرانس برس" أن السلطات تنوي القيام بعمليات دفن جماعي لتجنب انتشار الأوبئة وأمرت بحفر قبر مشترك.

وتغطي شوارع بالو هياكل سيارات وأنقاض مبان وأشجار مكسرة وخطوط كهرباء مقطوعة، تدل كلها على عنف الهزات الأرضية التي شعر بها سكان مناطق تبعد مئات الكيلومترات، والموجة التي ضربت الشاطئ وبلغ ارتفاعها 1.5 متر. وقال آدي أحد الناجين من التسونامي "جرفتني موجة خمسين مترا تقريبا، لم يكن هناك أي شيء أستطيع التمسك به". وأضاف "تسلقت إلى سطح محل تجاري تحيط به قضبان حديد واسترحت قليلا. ثم وصلت موجة أخرى أعلى، ووجدت نفسي على سطح منزل".


وعند وقوع الزلزال كان 71 أجنبيا موجودين في بالو وتجري إعادة معظمهم إلى بلدانهم، حسبما ذكر الناطق باسم وكالة إدارة الكوارث، سوتوبو بورو نوغروهو. وأوضح أن السلطات الفرنسية ما زالت تسعى إلى تحديد مكان ثلاثة من رعاياها.

وأعلنت السلطات الإندونيسية اليوم، أن نحو 1200 سجين فروا من ثلاثة سجون في إندونيسيا، مستغلين وقوع الزلزال. وأوضح مسؤول في وزارة العدل سري بوغوه أوتامي، لـ"فرانس برس" أن هؤلاء السجناء وجدوا وسيلة للفرار من السجون التي تضم عددا من المعتقلين يفوق طاقتها في بالو ودونغالا. وقال "إنني واثق من أنهم هربوا لأنهم كانوا يخشون أن يتضرروا بالزلزال. إنها بالتأكيد مسألة حياة أو موت بالنسبة للسجناء".


وتابع أن سجن دونغبالا خصوصا أحرق وفر السجناء الـ343 المحتجزون فيه، مشيرا إلى أن معظم هؤلاء كانوا مسجونين بتهم فساد وجنح مرتبطة بالمخدرات. وكان خمسة أشخاص مسجونين لجرائم ذات طابع إرهابي نقلوا من هذا السجن قبل أيام فقط.


وشهدت إندونيسيا سلسلة من الزلازل المدمرة خلال السنين الأخيرة. ففي 2004، أسفر تسونامي أعقب زلزالا تحت البحر بقوة 9.3 درجات قبالة سومطرة غرب إندونيسيا عن 220 ألف قتيل في البلدان المطلة على المحيط الهندي، بينهم 168 ألفا في إندونيسيا. في 2010 قُتل نحو 430 شخصاً عندما تسبب زلزال بقوة 7.8 درجات بمد بحري ضرب منطقة مينتاوي المعزولة قبالة ساحل سومطرة. وفي 2006، ضرب زلزال قوته 6.3 درجات إقليم جاوا المكتظ بالسكان ما تسبب في مقتل 6 آلاف شخص وإصابة 38 ألفا آخرين. ودمر الزلزال 157 ألف منزل ما تسبب في تشريد 420 ألف شخص.

(فرانس برس)

دلالات

ذات صلة

الصورة
نازحان في غزة (العربي الجديد)

مجتمع

يحاول النازح الفلسطيني أبو أحمد أبو القمبز من حي الشجاعية شرق مدينة غزة التخفيف من آلام صديقه الجديد أبو مصطفى سالم، الناجي الوحيد من مجزرة إسرائيلية.
الصورة

مجتمع

بين ركام عمارات سكنية دمّرتها غارات إسرائيلية في غرب مدينة غزة، تجمّع فلسطينيون لرفع كتلة إسمنتية كبيرة أمام ثلاثة مسعفين سحبوا من المكان جثة هامدة. ويصرخ شاب باكياً "لماذا؟ لم نفعل شيئا يا الله".
الصورة
إيمان بنسعيت (العربي الجديد)

مجتمع

تركت كارثة زلزال المغرب آثاراً مأساوية على عدد من سكان منطقة ثلاث نيعقوب، وبينهم الشابة إيمان، البالغة 20 عاماً التي نجت من تحت أنقاض منزل عائلتها، بسبب وجودها خارج القرية، لكنها شربت من كأس الموت المر
الصورة
عمال بحث وإنقاذ في درنة في ليبيا (كريم صاحب/ فرانس برس)

مجتمع

بعد مرور أكثر من أسبوع على الفيضانات في شمال شرق ليبيا على خلفية العاصفة دانيال، لا سيّما تلك التي اجتاحت مدينة درنة، وتضاؤل فرص الوصول إلى ناجين، صار هاجس انتشار الأوبئة والأمراض يثير القلق.
المساهمون