ارتفاع أسعار المحروقات يرهق أهالي ريف إدلب

22 يناير 2018
ارتفعت أسعار الوقود(زياد بيطار/العربي الجديد)
+ الخط -
تشهد مناطق سيطرة المعارضة السورية المسلحة في ريف إدلب ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار المحروقات الأمر الذي يزيد من معاناة الأهالي والنازحين والمهجرين في ظل منخفض جوي يضرب المنطقة.

وتضم محافظة إدلب وأجزاء من ريف حلب الغربي أكثر من ثلاثة ملايين يتوزعون على المدن والقرى ومخيمات النزوح القريبة من الحدود السورية التركية، ومراكز الإيواء المنتشرة في المنطقة.

وارتفعت أسعار المحروقات الرئيسية "مازوت، بنزين" مع إغلاق الطريق القادم من ناحية إعزاز إلى إدلب والمار في عفرين نتيجة العمليات العسكرية في المدينة، حيث بلغ سعر اللتر الواحد 400 ليرة سورية، فيما بلغ سعر البرميل حجم 160 ليتر 64 ألف ليرة، وسعة 200 لتر 80 ألف ليرة.

وتحدث النازح من ناحية سنجار إلى أطمة "محمود جابري" مع "العربي الجديد" عن صعوبة بالغة في تأمين المحروقات بسبب غلائها، وهو في ظروف مادية صعبة نتيجة النزوح الذي أجبره عليه الطيران الروسي، حيث بلغ سعر لتر المازوت اليوم 400 ليرة، ما يعني أنك إذا أردت أن تملأ خزان المدفأة لمرة واحدة في اليوم تحتاج ألفي ليرة.

وقال محمود إن سعر لتر البنزين أيضاً وصل إلى 400 ليرة، ومن المتوقع أن يرتفع أكثر مع ازدياد الطلب وإغلاق الطريق والكثافة السكانية التي باتت في المنطقة، مشيراً إلى أن سعر لتر الغاز وصل إلى 300 ليرة، بينما وصل سعر قارورة الغاز إلى 6500 ليرة.

 


وأكد محمود أن زوجته تطهو الطعام المتوفر في الوقت الحالي على الخشب الذي يجمعه أطفالها من المنطقة وأكياس النايلون والأحذية القديمة المرمية في المكبات، مضيفاً: "حتى تلك النفايات باتت لها قيمة، وهناك صعوبة في إيجادها لأن الجميع يستعملها في إيقاد نار الطهو والتدفئة".

تضاعفت معاناة النازحين والمهجرين (عامر السيد علي)

وتشهد سورية منخفضاً جوياً ترافق مع أمطار غزيرة وثلوج خفيفة في بعض المناطق، وذلك فاقم من معاناة النازحين المنتشرين في المخيمات، والتي تحول بعضها إلى مستنقعات من المياه والطين.

وتحدث "أبو محمد" أحد التجار العاملين في بيع الحطب بمنطقة أطمة عن غلاء أسعار الحطب وزيادة الطلب بشكل كبير عليه نتيجة غلاء المحروقات، وإغلاق الحدود نتيجة العمليات العسكرية في عفرين.

ويبلغ سعر الكيلوغرام الواحد من الحطب بحسب "أبو محمد" 150 ليرة كسعر وسطي في الوقت الحالي، أي ما يعادل 150 ألفاً للطن تزيد أو تنقص، مشيراً إلى أن التجار يلجأون إلى قطع الأشجار في حراج ريف اللاذقية وينقلونها للبيع في ريف إدلب وهو ما يزيد من سعرها.

تحولت المخيمات إلى مستنقعات من المياه والطين (عامر السيد علي) 

وأوضح أبو محمد أن الحطب يأتي بشكل أكبر من غابات الباسل وكونسروة ومرتين وسيجر وجبال المرصرص في ريف إدلب، ونقلها يزيد من سعرها بسبب استهلاك البنزين، مشيراً إلى أن البعض يلجأ إلى استخدام الفحم المصنوع من نفايات عصر الزيتون، وهو أرخص بكثير من سعر الحطب الجاف إلا أنه غير متوفّر بكثرة.

من جانبه، أكد أبو زياد، تاجر وقود في منطقة سرمدا لـ"العربي الجديد"، أن أسعار البنزين والمازوت ارتفعت نتيجة الطلب وإغلاق الطريق، حيث تعتمد المنطقة بشكل كبير على الوقود القادم من طريق إعزاز عفرين، مضيفاً: "الحركة قليلة على معبر باب الهوى اليوم والحدود مع تركيا مغلقة أيضاً".

وأفصح أبو زياد عن تخوف المدنيين من استغلال بعض التجار للوضع الراهن واحتكار الوقود والحطب بهدف الزيادة في سعره لاحقاً مع استمرار انقطاع الطريق.