صرخة معتقل مصري بسجن "المنيا": نواجه العجز والموت

26 سبتمبر 2017
انتشار الأمراض وسوء التغذية (تويتر)
+ الخط -



أكد سجين سياسي، بسجن المنيا شديد الحراسة، جنوب مصر، أن هذا الأخير تحول إلى معتقل وحشي، انتشرت  فيه الأمراض بطريقة غير عادية بسبب سوء التغذية والإهمال الطبي، وما يتعرض له السجناء من تفتيش كيدي ومعاملة مهينة.

وقال في رسالة حصل "العربي الجديد" على نسخة منها، بعنوان "صرخة من سجين لا يسمعها إلا الله"، "العلاج والكشف يكاد يكون مستحيلا وصعبا للغاية، والمياه تنقطع 10 ساعات يوميًا، أما الزيارات فلا تدخل كاملة لإجبار الأهالي على الشراء من داخل السجن بسعر عالٍ وجودة منخفضة للغاية، فلا يدخل من الزيارة إلا ما تحدده الإدارة من الوجبة المنزلية وليس كل الوجبة".

وتابع " الخضراوات الفاسدة ترفضها حتى الحيوانات، ورغم فسادها غير متوفرة بكمية تكفي المساجين، 5 حبّات طماطم لكل 30 فردا، و5 خيارات أيضا كمثال على سوء الحال".
 
كما توقف السجين في رسالته، عند "التفتيش الكيْدي" داخل الغرف من المباحث، موضحا " مهزلة كبرى يتم فيها تجريد المسجون من متعلقاته من ملابس وبطانيات وملايات وأدوية وأغراض غير مخالفة لإدارة السجن، وفي الأصل هي تباع لنا بكافتريا السجن وليست ممنوعة".

أما عن التريّض أو الفسحة والتهوية،" فلا يتم فتح الأبواب لنا، نحن داخل الغرف لا نرى الشمس، ولا نستطيع النزول إلى الملعب أو حتى الطرق الداخلية للعنابر".

وأوضح السجين الذي لم يذكر اسمه، "إنه حكم بالموت ولكن بطريقة مختلفة عن الإعدام وليست بجديدة عليهم، تعددت حالات الوفاة بالسجن بسبب الإهمال في الغذاء والدواء وسوء الحالة النفسية للمسجون، الذي لا يجد ما يحسد عليه أو يسلب منه داخل هذا السجن".

وتابع "رغم ذلك لم يكتفوا بحبسنا؛ ولكن نرى منهم إصرارا على إصابتنا بالعجز أو الموت، وكأن هذا هو هدفهم.. وهذه صرخة سجين لا يسمعها إلا الله".

وليست هذه الرسالة الأولى التي تكشف جانبا من الانتهاكات داخل هذا السجن، فقد سبقتها رسائل وصرخات لمعتقلين، منهم من لقي حتفه، ومنهم من ينتظر، كما وثقت تقارير حقوقية ما يتعرض له المعتقلون السياسيون داخل سجن المنيا من اعتداءات، كما يتم تجريدهم من متعلقاتهم، وتعذيبهم.

وسبق أن دانت مؤسسة إنسانية الانتهاكات التي تتم بحق المعتقلين والسجناء بالسجون المصرية، ففضلا عن اعتقالهم تعسفيا وحرمانهم من أسرهم وحريتهم، يتم التنكيل بهم وتعذيبهم، وطالبت  بمحاسبة المتورطين، وتقديمهم للمحاكمة العاجلة، وإطلاق سراح جميع المعتقلين والإفراج عن المختفين قسريًا.