طبيب سوري يسامح طاعنه البريطاني في جريمة كراهية جديدة

26 سبتمبر 2017
الطبيب السوري البريطاني ناصر الكردي (فيسبوك)
+ الخط -
أكد الجراح السوري البريطاني ناصر كردي، أن الكراهية ضد المسلمين في بريطانيا تتصاعد وصارت تترجم بعنف جسدي، إثر تعرضه لطعنة سكين في رقبته مساء الأحد الماضي، عند دخوله مسجد المركز الإسلامي في مانشستر، لكنه أعرب عن مسامحته للمعتدي الذي لاذ بالفرار، ولم تتمكن الشرطة البريطانية حتى الآن من تحديد هويته.

وكان الطبيب الاستشاري والجراح، البالغ من العمر 58 عاماً، يهم بدخول مبنى المركز الإسلامي في ألترينشام في مانشستر، لأداء صلاة المغرب يوم الأحد الماضي، عندما طعنه رجل من الخلف في رقبته، ونقل بعدها إلى مستشفى وايثنشاوي حيث يعمل.

وقال في تصريحات صحافية، أمس: "شعرت بضربة من الخلف، التفتُّ ورأيت رجلاً يأخذ وضعية الهجوم، شعرت بالتهديد، وبأنني غير محصن. ركضت إلى داخل المبنى وظننت لوهلة أن المهاجم يلحق بي، أمسكت بكرسي وضربتها باتجاهه، لكنه كان قد اختفى".

أدلى الطبيب بإفادته للشرطة يوم الاثنين، ولم يشر فيها إلى أن المهاجم تلفظ بكلام أو قال له شيئاً، لكنه قال إنه لا شك تعرض للطعن لأنه كان متوجهاً للمركز الإسلامي.



وأوضح الطبيب الوالد لثلاثة أبناء، والذي شارك في علاج ضحايا تفجير مانشستر في مايو/أيار الماضي، أنه يشعر بأن جرائم الكراهية ضد المسلمين تتصاعد على خلفية الحوادث الإرهابية التي وقعت في بريطانيا، ومنها تفجير الساحة وهجوم بارسونز غرين في لندن.

وقال: "هناك حاجة للاعتراف بأن جرائم الكراهية ضد المسلمين آخذة في الازدياد وأصبحت أكثر جسدية، لم تعد تقتصر على اعتداء لفظي، أو نزع حجاب إحداهن، وإنما صارت تأخذ أشكالاً تبعث على القلق وتخيف الناس".

وأشار الكردي الذي وصل إلى بريطانيا قبل 40 عاماً، ودرس الطب وعمل بعد تخرجه في عدد من المؤسسات الطبية والمستشفيات قبل أن يستقر في مانشستر عام 1991، إن "المناخ مهدِّد ومقلق جداً، لكن الله كان رحيماً معي أمس، وطعنة السكين لم تصب عصباً أو شرياناً أو وريداً أو حتى المريء، بل أصابت العنق وجاءت بالعضلات".



واعتبر كردي أن الهجمات "جنون لا معنى له سوى أنها تغذي الغضب والكراهية، مثل الذي حدث في مانشستر وفي جميع أنحاء البلاد، وحادث المترو آخرها. لكن تلك الهجمات والهجمات المضادة لا تمثل البلاد، وكذلك الذي هاجمني". وتابع "لست غاضباً منه ولا أحمل له الكراهية، أو المشاعر السلبية، لأنه ربما يكون شخصاً مهمشاً في المجتمع".

ووجد كردي أن "الناس بحاجة إلى معرفة أن هناك مسلمين مثلي، أعمل بجد، أنا جراح وأعالج الناس، وسط مجتمع رائع، وزملائي في العمل يحترمونني ويقدرون عملي ومساهماتي، لا أظن أن بالإمكان إيجاد شخص أكثر اندماجاً مني، دُعيت للمشاركة في خدمات الكنيس، وخدمة ذكرى الأحد (ذكرى ضحايا الحربين العالميتين في بريطانيا وتقام يوم الأحد الأقرب من 11 نوفمبر/تشرين الثاني)، وأزور كنيسة جميع القديسين دوماً، لكن الناس لا ترى كل ذلك".

يشار إلى أن الطبيب كردي يؤم الصلاة في مسجد المركز الإسلامي في ألترينشام، كما يلقي الخطب أحياناً، وهو نائب رئيس جمعية هيل للمسلمين في ألترينشام.

ولفت الطبيب إلى أن المسلمين في المركز الإسلامي "أصبحوا خائفين الآن، خصوصاً أن المركز تعرض لحادث رمي الطوب على نوافذه، والكتابة على جدرانه في السابق".

وأعلنت شرطة مانشستر عن اعتقال رجلين بين 32 و54 عاما بعد ساعة من الهجوم، في المنطقة المحلية. وصرحت بأنها اعتبرت الاعتداء جريمة كراهية ولا تتعلق بالإرهاب.



وقال مساعد قائد الشرطة روس جاكسون: "هذا هجوم سيئ ومستفز ضد رجل محبوب". وقال هارون خان، الأمين العام للشرطة: "نشعر بالصدمة لسماع طعن جراح مسلم بارز خارج مسجد ألترينشام، في ما وصفته شرطة مانشستر الكبرى بأنه جريمة كراهية. نحن مرتاحون لسماع أن الإصابات ليست حرجة، صلواتنا مع الضحية وعائلته والمجتمع المحلي".

وقال خالد أنيس، المتحدث باسم جمعية ألترينشام وجمعية هيل للمسلمين: "كان يمكن أن يكون الهجوم أخطر من ذلك، قال (الطبيب) إنه طعن، لكنه لم يشر إلى تعليقات المهاجمين، كانت هناك تعليقات مسيئة بالتأكيد أدلى بها المهاجمون عند باب المسجد". وتابع "حقيقة أن يتعرض مستشار العظام للهجوم، وهو الذي كرس حياته لمساعدة الآخرين أمر مؤثر جدا".