وسط الضغوظ اليومية التي يعيشها الجزائريون، تظهر حاجة ملحّة إلى الترويح عن النفس. وتبدو الأماكن الطبيعية خياراً جيّداً، خصوصاً عندما تُقرَن بموائد الشواء على الفحم التي تتحوّل إلى ضرورة
في مثل هذه الأيام من شهر سبتمبر/ أيلول، ينتهز الجزائريون فرصة الجوّ المنعش ليقضوا كعائلات أو أصدقاء أوقاتاً في الجبال والحدائق والغابات، حيث يجتمعون حول موائد شواء. وهم يعمدون إلى الشواء على الفحم، للابتعاد بطريقة أو بأخرى عن روتين الحياة اليومية.
في جبال الحساسنة غربيّ العاصمة الجزائرية ، لم يكن المتنزهون كثيرين قبل سنوات، هؤلاء الذين يقصدون المنطقة من مختلف الولايات المجاورة. أمّا اليوم، فإنّ هذه المنطقة التي تستهوي محبّي صيد الطيور، راحت تستقطب الجزائريين، إذ باتت وجهة مفضلة للعائلات في عطلة نهاية الأسبوع. هناك، يستطيعون الاستمتاع بموائد الشواء وبالأطعمة المختلفة التي لا تُطهى إلا على الفحم. مروان وثلاثة من أصدقائه من هؤلاء، ويخبر "العربي الجديد" أنّهم اعتادوا على "الخروج في نزهة إلى الغابة حيث نحتفل بغداء مشوي على الفحم. في ذلك وسيلة للابتعاد عن ضغوط حياتنا اليومية".
حفلات أسبوعية
بالنسبة إلى كثيرين، فإنّ حفلات الجزائريين تقتصر على المناسبات كالزواج والختان والخطوبة، لكنّ ثمّة من يرى في نزهة نهاية الأسبوع "حفلاً وزينته الشواء". هذا ما يقوله محمد الوافي لـ "العربي الجديد"، ويخبر أنّه حين يجد نفسه مرهقاً من ضغوط أيام الأسبوع والعمل، "أذهب مع أصدقائي في نزهة ونعمد إلى الشواء على الفحم. وذلك ما هو إلا فرصة للترفيه والاستمتاع بالطبيعة الخلابة التي نبتعد عنها وسط ضغوط الحياة المختلفة".
واللحم المشوي بحسب ما يرى الوافي وآخرون كثر، لا يحصل على كامل نكهته اللذيذة إلا إذا كان على الفحم. يُذكر أنّ تجارة الفحم تزدهر في الجزائر في مناسبات كثيرة، لا سيّما في عيد الأضحى وخلال فصل الصيف. والفحم هو كذلك مادة ضرورية للمطاعم المفتوحة في الأحياء التي تربط بين ولايات جزائرية عدّة، والتي هي في نظر الجزائريين محطات عبور أو أماكن سياحية ساحلية يكثر الطلب عليها من قبل العائلات.
اقــرأ أيضاً
سمك مشوي
إلى اللحم المشوي، يفضّل البعض شواء السمك، فلكلّ ذوقه الخاص. بالنسبة إلى عبد السلام، فإنّ شواء السردين والسمك "نفحة خارقة"، ويقول لـ "العربي الجديد" إنّ "شواء اللحم أمر اعتاد عليه الجزائريون خلال عيد الأضحى، وهو متوفّر في المطاعم ، في حين أنّ شواء السمك والسردين ما زال غير منتشر بالقدر الكافي، على الرغم من أنّ الساحل الجزائري البحري يمتدّ على طول 1200 كيلومتر". ويلفت عبد السلام إلى أنّ "الشواء على الفحم صار عادة لدى البعض في البيوت، لكنّ كثيرين يرونه فرصة للترويح على النفس إذا قاموا بذلك خارج بيوتهم وفي مساحات خضراء تحديداً أو في الجبال أو على شواطئ البحر".
لمّة ضرورية
ويرى البعض أنّه في يوم العطلة الأسبوعية، أي الجمعة، لا بدّ من أن تخرج الأسرة بكامل أفرادها وتتّجه صوب مناطق معروفة غربيّ أو شرقيّ العاصمة الجزائرية، وتحمل معها كلّ مستلزمات الشواء وتحضير الطعام بالإضافة إلى المواد الغذائية المطلوبة.
ويشير عبد السلام إلى أنّ "المهم في مثل هذه النزهات هو اللمّة العائلية التي باتت الأسر الجزائرية تفتقر إليها بسبب ظروف الحياة الاجتماعية المعقّدة، وبسبب تطوّر وسائل التواصل الاجتماعي التي راحت تزيح جانباً العلاقات الاجتماعية أكثر فأكثر".
وتُعدّ لمّة العائلة حول مائدة غداء أو عشاء قائمة على الشواء، ضرورة بالنسبة إلى بعض الجزائريين الذين يؤكدون لـ "العربي الجديد" أنّها "تصنع أجواء مختلفة عن المعتاد. فهي تمنح العائلة الفرح والسعادة بعيداً عن ضوضاء المدينة". ويأتي ذلك بحسب عبد الله مسعودي، "في حين باتت الأسرة الجزائرية تفتقر إلى مثل تلك التجمّعات أو النزهات، نظراً إلى الظروف التي تحول دون ذلك". يضيف لـ "العربي الجديد" أنّ "اللمّات والتجمّعات الأسرية صارت مرهونة بالمناسبات، لا سيّما الأعياد الدينية إذ تخلق أجواء خاصة للعائلة. أما خلاف ذلك، وفي معظم الأحيان، فإنّ الجزائريين لا يجدون وقتاً مناسباً لاجتماع الأسرة".
مصدر رزق
في سياق متّصل، تمثّل الأطعمة المشوية بنكهاتها الشهية ورائحاتها الزكية، مصدر رزق بالنسبة إلى البعض. فثمّة من يلجأ إلى عملية الشواء كمهنة يسترزق منها، خصوصاً في أيام الصيف وفي الأماكن التي تستقطب الزائرين والسياح في مختلف المدن الجزائرية. بالتالي، اشتهرت بعض محلات الشواء في مناطق مختلفة ارتبط اسمها بـ "الشواء اللذيذ". ويتحدّث البعض عن "علامات مسجّلة".
اقــرأ أيضاً
في جبال الحساسنة غربيّ العاصمة الجزائرية ، لم يكن المتنزهون كثيرين قبل سنوات، هؤلاء الذين يقصدون المنطقة من مختلف الولايات المجاورة. أمّا اليوم، فإنّ هذه المنطقة التي تستهوي محبّي صيد الطيور، راحت تستقطب الجزائريين، إذ باتت وجهة مفضلة للعائلات في عطلة نهاية الأسبوع. هناك، يستطيعون الاستمتاع بموائد الشواء وبالأطعمة المختلفة التي لا تُطهى إلا على الفحم. مروان وثلاثة من أصدقائه من هؤلاء، ويخبر "العربي الجديد" أنّهم اعتادوا على "الخروج في نزهة إلى الغابة حيث نحتفل بغداء مشوي على الفحم. في ذلك وسيلة للابتعاد عن ضغوط حياتنا اليومية".
حفلات أسبوعية
بالنسبة إلى كثيرين، فإنّ حفلات الجزائريين تقتصر على المناسبات كالزواج والختان والخطوبة، لكنّ ثمّة من يرى في نزهة نهاية الأسبوع "حفلاً وزينته الشواء". هذا ما يقوله محمد الوافي لـ "العربي الجديد"، ويخبر أنّه حين يجد نفسه مرهقاً من ضغوط أيام الأسبوع والعمل، "أذهب مع أصدقائي في نزهة ونعمد إلى الشواء على الفحم. وذلك ما هو إلا فرصة للترفيه والاستمتاع بالطبيعة الخلابة التي نبتعد عنها وسط ضغوط الحياة المختلفة".
واللحم المشوي بحسب ما يرى الوافي وآخرون كثر، لا يحصل على كامل نكهته اللذيذة إلا إذا كان على الفحم. يُذكر أنّ تجارة الفحم تزدهر في الجزائر في مناسبات كثيرة، لا سيّما في عيد الأضحى وخلال فصل الصيف. والفحم هو كذلك مادة ضرورية للمطاعم المفتوحة في الأحياء التي تربط بين ولايات جزائرية عدّة، والتي هي في نظر الجزائريين محطات عبور أو أماكن سياحية ساحلية يكثر الطلب عليها من قبل العائلات.
سمك مشوي
إلى اللحم المشوي، يفضّل البعض شواء السمك، فلكلّ ذوقه الخاص. بالنسبة إلى عبد السلام، فإنّ شواء السردين والسمك "نفحة خارقة"، ويقول لـ "العربي الجديد" إنّ "شواء اللحم أمر اعتاد عليه الجزائريون خلال عيد الأضحى، وهو متوفّر في المطاعم ، في حين أنّ شواء السمك والسردين ما زال غير منتشر بالقدر الكافي، على الرغم من أنّ الساحل الجزائري البحري يمتدّ على طول 1200 كيلومتر". ويلفت عبد السلام إلى أنّ "الشواء على الفحم صار عادة لدى البعض في البيوت، لكنّ كثيرين يرونه فرصة للترويح على النفس إذا قاموا بذلك خارج بيوتهم وفي مساحات خضراء تحديداً أو في الجبال أو على شواطئ البحر".
لمّة ضرورية
ويرى البعض أنّه في يوم العطلة الأسبوعية، أي الجمعة، لا بدّ من أن تخرج الأسرة بكامل أفرادها وتتّجه صوب مناطق معروفة غربيّ أو شرقيّ العاصمة الجزائرية، وتحمل معها كلّ مستلزمات الشواء وتحضير الطعام بالإضافة إلى المواد الغذائية المطلوبة.
ويشير عبد السلام إلى أنّ "المهم في مثل هذه النزهات هو اللمّة العائلية التي باتت الأسر الجزائرية تفتقر إليها بسبب ظروف الحياة الاجتماعية المعقّدة، وبسبب تطوّر وسائل التواصل الاجتماعي التي راحت تزيح جانباً العلاقات الاجتماعية أكثر فأكثر".
وتُعدّ لمّة العائلة حول مائدة غداء أو عشاء قائمة على الشواء، ضرورة بالنسبة إلى بعض الجزائريين الذين يؤكدون لـ "العربي الجديد" أنّها "تصنع أجواء مختلفة عن المعتاد. فهي تمنح العائلة الفرح والسعادة بعيداً عن ضوضاء المدينة". ويأتي ذلك بحسب عبد الله مسعودي، "في حين باتت الأسرة الجزائرية تفتقر إلى مثل تلك التجمّعات أو النزهات، نظراً إلى الظروف التي تحول دون ذلك". يضيف لـ "العربي الجديد" أنّ "اللمّات والتجمّعات الأسرية صارت مرهونة بالمناسبات، لا سيّما الأعياد الدينية إذ تخلق أجواء خاصة للعائلة. أما خلاف ذلك، وفي معظم الأحيان، فإنّ الجزائريين لا يجدون وقتاً مناسباً لاجتماع الأسرة".
مصدر رزق
في سياق متّصل، تمثّل الأطعمة المشوية بنكهاتها الشهية ورائحاتها الزكية، مصدر رزق بالنسبة إلى البعض. فثمّة من يلجأ إلى عملية الشواء كمهنة يسترزق منها، خصوصاً في أيام الصيف وفي الأماكن التي تستقطب الزائرين والسياح في مختلف المدن الجزائرية. بالتالي، اشتهرت بعض محلات الشواء في مناطق مختلفة ارتبط اسمها بـ "الشواء اللذيذ". ويتحدّث البعض عن "علامات مسجّلة".