تبقى يوميّات أهالي محافظة الحديدة (غرب) الأسوأ والأكثر بؤساً، بالمقارنة مع مناطق أخرى. سكّان الحديدة يعيشون أوضاعاً مأساوية من جرّاء ارتفاع درجات الحرارة، والانقطاع التام للتيار الكهربائي، وانتشار الأوبئة، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وعدم توفّر فرص عمل.
يقول عبد الولي التهامي إنّه لا يستطيع تأمين الطعام لوالدته المريضة، التي تعيش معه في منزل صغير، لا كهرباء ولا مياه فيه منذ ثلاثة أعوام. وحتى لو توفّرت خدمة الكهرباء، فإنه عاجز عن شراء مروحة تساهم في تلطيف الجو الحار. لا يعمل ضمن مؤسسات الدولة، ولم يستطع الحصول على أي عمل آخر بسبب توقف الحركة التجارية والعمرانية. يضيف: "في كلّ صباح، أخرج للبحث عن عمل حتى أوفّر الطعام لوالدتي، لكنّني أعود خالي اليدين"، مشيراً إلى أن جيرانه يساعدونه في توفير الطعام لوالدته. إلا أنه لا يستطيع أن يفعل أي شيء للتخفيف من الحرارة المرتفعة، ما يؤثر على صحتها.
ويعاني كثيرون بسبب ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي في مدينة الحديدة، من بينهم أسرة أم عبدالله التي أصيب أولادها بطفح جلدي نتيجة الحر الشديد وغياب وسائل التبريد. تقول: "لا كهرباء في الحديدة. نستخدم الكراتين أو المراوح اليدوية. وبهدف التخفيف من هذه المعاناة، لجأت إلى بيع حليها لشراء ألواح شمسية وبطارية ومروحة صغيرة يجلسون قربها، رغم أنّها لا تحلّ مشكلة ارتفاع الحرارة، ولا تساهم في التخفيف من أمراض الأطفال".
اقــرأ أيضاً
إلى ذلك، يلجأ بعض السكان إلى ارتداء ملابس داخلية مبلّلة بالمياه حتّى يتمكنوا من النوم، فيما يعتمد آخرون على المراوح الصغيرة التي تعمل بالبطاريات أو الطاقة الشمسية. وبحسب أم عبدالله، فإنّ بعض الأهالي يلجأون إلى النوم فوق أسطح المنازل، وإن كانوا عرضة للدغات البعوض.
ولتأمين المياه، تلجأ عائلات إلى شراء المياه من خلال عربات خاصة تجرّها الحمير. وكان اليمنيّون يستخدمون هذه الطريقة قبل أكثر من خمسين عاماً، بحسب عبير أبو علي. تضيف أن بعض العائلات تضطرّ إلى جلب المياه من أماكن بعيدة خلال الليل أو الصباح الباكر، تجنباً للسير تحت أشعة الشمس القوية. وغالباً ما يجتازون مسافات طويلة للوصول إلى المياه، التي يحصلون عليها من آبار أو مزارع أو مساجد، رغم أنها ملوثة.
في المقابل، تعتمد الأسر ميسورة الحال على مكعبات الثلج التي تباع في الأسواق. وهذه تساعدهم في تحمل ارتفاع الحرارة والرطوبة.
من جهة أخرى، تنتشر النفايات في شوارع المدينة الرئيسية والفرعية، وتمتلئ الشوارع بمياه المجاري، ما يؤدي إلى انتشار عدد من الأمراض، كالملاريا وحمى الضنك وأمراض جلدية مختلفة، ناهيك عن الروائح الكريهة التي تنبعث منها. هذا الوضع الكارثي دفع عدداً كبيراً من سكان الحديدة إلى مزاولة أعمال مختلفة لا تتناسب ومستواهم العلمي.
في الوقت الحالي، يعمل الأستاذ في كليّة التربية، عبد النور القليصي، في مخبز بهدف توفير لقمة العيش، بعدما ضاقت به سبل العيش وعجز عن توفير الطعام لوالدته. القليصي وغيره من أساتذة جامعات الحديدة، إضافة إلى مدرسين في مدارس، يعملون في مجالات بعيدة تماماً عن مجالات تخصصهم.
إلى ذلك، يؤكد مسؤول في فرع وزارة الكهرباء والطاقة في محافظة الحديدة أن مشكلة الكهرباء معقدة، لكن الأسوأ هو عدم وجود إرادة حقيقية في صنعاء لمعالجة هذه المشكلة. يضيف أن وضع سكان الحديدة يختلف عن غيرهم من سكان المحافظات الأخرى. وبدلاً من الحرص على التعامل مع هذه المشكلة، يتم تجاهلها. ويقول لـ "العربي الجديد": "حصلنا على وعود كثيرة، لكنها تتلاشى"، موضحاً أن نسبة الفقر كبيرة، ما يُفاقم من معاناة الناس الذين لا يجدون أية بدائل لكهرباء الحكومة كما بقية اليمنيين في المحافظات المختلفة. يضيف: "في الماضي، كانت الحكومة أكثر اهتماماً بكهرباء المحافظات الساحلية في فصل الصيف. لكن منذ سنوات، والسلطة في صنعاء تتجاهل الحديدة رغم المناشدات"، لافتاً إلى أن جماعة أنصار الله الحوثيين لا يأبهون لمعاناة المواطنين. كذلك، فإن الحكومة الشرعية لا تهتم إلا بالمحافظات الساحلية الخاضعة لسيطرتها، مثل حضرموت وعدن. ويشير المصدر إلى أن وضع سكان مدينة الحديدة سيئ للغاية بسبب انقطاع الكهرباء، لكن أوضاع سكان المناطق التهامية الريفية التابعة للمحافظة أكثر سوءاً. يؤدي العيش في العراء إلى إصابة الناس بأمراض وأحياناً الموت، في ظل عدم قدرتهم على الوصول إلى المراكز الصحية في المدينة.
اقــرأ أيضاً
يقول عبد الولي التهامي إنّه لا يستطيع تأمين الطعام لوالدته المريضة، التي تعيش معه في منزل صغير، لا كهرباء ولا مياه فيه منذ ثلاثة أعوام. وحتى لو توفّرت خدمة الكهرباء، فإنه عاجز عن شراء مروحة تساهم في تلطيف الجو الحار. لا يعمل ضمن مؤسسات الدولة، ولم يستطع الحصول على أي عمل آخر بسبب توقف الحركة التجارية والعمرانية. يضيف: "في كلّ صباح، أخرج للبحث عن عمل حتى أوفّر الطعام لوالدتي، لكنّني أعود خالي اليدين"، مشيراً إلى أن جيرانه يساعدونه في توفير الطعام لوالدته. إلا أنه لا يستطيع أن يفعل أي شيء للتخفيف من الحرارة المرتفعة، ما يؤثر على صحتها.
ويعاني كثيرون بسبب ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي في مدينة الحديدة، من بينهم أسرة أم عبدالله التي أصيب أولادها بطفح جلدي نتيجة الحر الشديد وغياب وسائل التبريد. تقول: "لا كهرباء في الحديدة. نستخدم الكراتين أو المراوح اليدوية. وبهدف التخفيف من هذه المعاناة، لجأت إلى بيع حليها لشراء ألواح شمسية وبطارية ومروحة صغيرة يجلسون قربها، رغم أنّها لا تحلّ مشكلة ارتفاع الحرارة، ولا تساهم في التخفيف من أمراض الأطفال".
ولتأمين المياه، تلجأ عائلات إلى شراء المياه من خلال عربات خاصة تجرّها الحمير. وكان اليمنيّون يستخدمون هذه الطريقة قبل أكثر من خمسين عاماً، بحسب عبير أبو علي. تضيف أن بعض العائلات تضطرّ إلى جلب المياه من أماكن بعيدة خلال الليل أو الصباح الباكر، تجنباً للسير تحت أشعة الشمس القوية. وغالباً ما يجتازون مسافات طويلة للوصول إلى المياه، التي يحصلون عليها من آبار أو مزارع أو مساجد، رغم أنها ملوثة.
في المقابل، تعتمد الأسر ميسورة الحال على مكعبات الثلج التي تباع في الأسواق. وهذه تساعدهم في تحمل ارتفاع الحرارة والرطوبة.
من جهة أخرى، تنتشر النفايات في شوارع المدينة الرئيسية والفرعية، وتمتلئ الشوارع بمياه المجاري، ما يؤدي إلى انتشار عدد من الأمراض، كالملاريا وحمى الضنك وأمراض جلدية مختلفة، ناهيك عن الروائح الكريهة التي تنبعث منها. هذا الوضع الكارثي دفع عدداً كبيراً من سكان الحديدة إلى مزاولة أعمال مختلفة لا تتناسب ومستواهم العلمي.
في الوقت الحالي، يعمل الأستاذ في كليّة التربية، عبد النور القليصي، في مخبز بهدف توفير لقمة العيش، بعدما ضاقت به سبل العيش وعجز عن توفير الطعام لوالدته. القليصي وغيره من أساتذة جامعات الحديدة، إضافة إلى مدرسين في مدارس، يعملون في مجالات بعيدة تماماً عن مجالات تخصصهم.
إلى ذلك، يؤكد مسؤول في فرع وزارة الكهرباء والطاقة في محافظة الحديدة أن مشكلة الكهرباء معقدة، لكن الأسوأ هو عدم وجود إرادة حقيقية في صنعاء لمعالجة هذه المشكلة. يضيف أن وضع سكان الحديدة يختلف عن غيرهم من سكان المحافظات الأخرى. وبدلاً من الحرص على التعامل مع هذه المشكلة، يتم تجاهلها. ويقول لـ "العربي الجديد": "حصلنا على وعود كثيرة، لكنها تتلاشى"، موضحاً أن نسبة الفقر كبيرة، ما يُفاقم من معاناة الناس الذين لا يجدون أية بدائل لكهرباء الحكومة كما بقية اليمنيين في المحافظات المختلفة. يضيف: "في الماضي، كانت الحكومة أكثر اهتماماً بكهرباء المحافظات الساحلية في فصل الصيف. لكن منذ سنوات، والسلطة في صنعاء تتجاهل الحديدة رغم المناشدات"، لافتاً إلى أن جماعة أنصار الله الحوثيين لا يأبهون لمعاناة المواطنين. كذلك، فإن الحكومة الشرعية لا تهتم إلا بالمحافظات الساحلية الخاضعة لسيطرتها، مثل حضرموت وعدن. ويشير المصدر إلى أن وضع سكان مدينة الحديدة سيئ للغاية بسبب انقطاع الكهرباء، لكن أوضاع سكان المناطق التهامية الريفية التابعة للمحافظة أكثر سوءاً. يؤدي العيش في العراء إلى إصابة الناس بأمراض وأحياناً الموت، في ظل عدم قدرتهم على الوصول إلى المراكز الصحية في المدينة.