حريق غرينفيل: الناجون يتنافسون على مساكن توفرها البلدية

22 اغسطس 2017
ناجون من الحريق لم تحل مشاكلهم (ليون نيل/Getty)
+ الخط -



يواجه مجلس بلدية كنسينغتون البريطانية انتقادات جديدة، بعد دعوته الناجين من حريق غرينفيل إلى التنافس في ما بينهم للحصول على سكن دائم. وتستمر معاناة العديد على الرّغم من مرور أكثر من شهرين على المأساة التي أسفرت عن مصرع ما لا يقل عن 80 شخصاً، وفق ما أوردت صحيفة " ذي إندبندنت".

وحتى صباح أمس الاثنين، تمكّن ناجون من تسجيل دخولهم إلى موقع على شبكة الإنترنت حددته البلدية، كي يتمكّنوا من اختيار السكن الذي يرغبون به، مع توفر نحو 100 شقة. وتستخدم البلدية نظام تصنيف، يحدد الأولويات التي على أساسها يحصل الناجون على بيوت، على رأسها الأسر التي لديها أطفال، كما تلحظ هؤلاء الذين فقدوا أسرهم أثناء الحريق أو من لديهم إعاقة، كما تؤخذ مدة السكن في البرج المحترق بعين الاعتبار.

وتتبع بلديات بريطانيا نظاماً خاصاً للأشخاص العاجزين عن دفع تكاليف السكن في عقار في القطاع خاص، يقضي بالعيش مدّة معيّنة في منطقة لمدة تصل إلى خمس سنوات في معظم الأحيان، حتى يتمكّنوا بعدها من التسجيل على موقع على الإنترنت، والتنافس على سكن تقدّمه البلديات، وفقاً لمعايير خاصّة، وتصنفهم ببنود (أ) و(ب) و(ج) وتعطي الأولوية للبند (أ).

وانتقد نواب وناجون ومجموعات من الناشطين هذه الطريقة في التعامل مع الناجين من الحريق، معتبرين انّ الأسلوب يضع الناجين في منافسة مباشرة فيما بينهم.

وأوضحت خديجة لـ"ذي أندبندنت"، أن أمّها وشقيقها البالغ من العمر 13 عاماً، اللذين هربا من البرج المحترق، لا يزالان لغاية اليوم يقيمان في أحد الفنادق، ولا فكرة لديهما عن كيفية التسجيل على موقع الإنترنت للحصول على سكن من البلدية. ورأت أنّ على البلدية توفير مساكن للناجين، بدلاً من إدخالهم في منافسة مع جيرانهم، وهم ما زالوا يعانون من الصدمة.

تابعت خديجة، أنّ والدتها وشقيقها لم يتلقيا أي جدول زمني لتوفير سكن لهما، على الرّغم من أنّ والدتها مسنّة وشقيقها يعاني من صعوبات في التعلّم. وذكرت الصحيفة أنّ عائلة خديجة تلقّت عرضين للإقامة المؤقتة حتى الآن، الأوّل كان بعيداً جداً عن بلدية كنسنغتون، والثاني يقع بالقرب من جسر مزدحم، يهدد سلامة شقيقها.

وقال كيم تايلور سميث، رئيس بلدية كنسيغتون وتشلسي، إنّ استخدام الناجين الموقع على الإنترنت للحصول على سكن دائم، هو الوسيلة الأكثر عدلاً والأسرع.

بيد أنّ ديفيد لامي، النائب عن منطقة توتنهام، والذي توفيت صديقته في الحريق، دعا المجلس إلى التعامل مع كل حالة على حدا، بدل اضطرار الناجين من الحريق للتنافس وهم في حالة حزن على أقاربهم ويحاولون إعادة بناء حياتهم.

واعتبر أن من واجب السلطة المحلية إيجاد سكن دائم ومناسب لكل أسرة ودعمها، من دون التنصّل من المسؤولية، مشيرا إلى أن طريقة التعامل مع المسألة مثال آخر على فشل البلدية في توفير الدعم اللازم للمتضرّرين من حريق غرينفيل.

وقدّمت البلدية لغاية الآن 177 عرضاً للإقامة، قبل منها 58، وانتقلت 23 عائلة إلى منازل جديدة. وفي هذا الشأن، يقول مسؤولو البلديات إنّ العثور على منزل جديد للناجين، يدخل ضمن أولوياتهم.



دلالات
المساهمون