"الشيوعي" السوداني يرفض مبادرة البشير بتشييع أول امرأة تدخل البرلمان

15 اغسطس 2017
الفقيدة(تويتر)
+ الخط -
رفض الحزب الشيوعي السوداني مبادرات الرئيس السوداني، عمر البشير، بنقل جثمان القيادية في الحزب فاطمة أحمد إبراهيم والتي تعتبر أول امرأة انتخبت في البرلمان، من لندن إلى الخرطوم، لمواراتها الثرى والمشاركة الرسمية في تشييعها، باعتبارها شخصية رسمية. ورأت قيادات حزبية في الخطوة محاولة انتهازية لتبييض وجه النظام الحاكم في الخرطوم.


ويستعد السودانيون لتشييع القيادية في الحزب الشيوعي والناشطة في مجال حقوق المرأة، فاطمة أحمد إبراهيم، عند العاشرة من صباح غدٍ الأربعاء، التي وافتها المنية السبت الفائت في لندن. ويصل جثمان الفقيدة في وقت متأخر اليوم إلى القاهرة ومنها إلى الخرطوم.


وسارعت قوى سياسية معارضة ومتحالفة مع الحكومة فضلا عن رئاسة الجمهورية في نعي الفقيدة، ووصفها بالشخصية القومية، لا سيما أنها المرأة الأولى عربيّاً وأفريقيّاً تدخل البرلمان في ستينيات القرن الماضي.


وأعلنت رئاسة الجمهورية تكفلها بجميع مصاريف نقل الجثمان من لندن إلى الخرطوم، وإقامة مراسم تشييع رسمية لها، إلا أن الخطوة قوبلت برفض شيوعي قاطع.


وسبق لنظام الخرطوم أن عرض خطوة شبيهة عند وفاة سكرتير الحزب الشيوعي، إبراهيم نقد، قبل سنوات، كما عرض نقله إلى لندن وعلاجه على نفقة الدولة باعتباره شخصية قومية، إلا أن الحزب رفض الخطوة يومها.


وقال القيادي في الحزب الشيوعي، سليمان حامد، لـ"العربي الجديد": "إن النظام في الخرطوم تولى التكفل بكل إجراءات العزاء والتشييع وغيره باعتبار أن فاطمة شخصية قومية". وشدد: "لكننا رفضنا كل ذلك لأنها إلى جانب كونها شخصية قومية فهي عضوة في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، كما تم تكوين لجنة قومية بشأن القضايا المتعلقة بالتشييع والتأبين".


اعتقلها النظام أكثر من مرة وأعدم زوجها(تويتر) 



وأكد أن العزاء مفتوح لكل من يريد العزاء في الفقيدة، وتابع "لكن لن نقوم بتمييز البشير كرئيس للجمهورية، وإن أراد الصلاة على الجثمان والتشييع عليه أن يشارك في الموكب كواحد من المواطنين". وزاد "لن نسمح للرئيس البشير بأن يشارك بكلمة أو خلافه في العزاء أو التشييع".








ورأى أن النظام بخطواته تلك يبحث عن شعبية وسط المواطنين باعتبار أن لا شعبية له، فضلا عن محاولته الظهور بمظهر المقبول لدى القوى السياسية بما فيها الحزب الشيوعي. وأضاف: "لا أعتقد أن خطواتهم تأتي من منطلق وطني، وإنما من منطلق انتهازي لتبييض وجه النظام".


وتخشى الحكومة، وفق مصادر، من استغلال عملية تشييع فاطمة أحمد إبراهيم، وتحويلها إلى تظاهرة للقوى السياسية المعارضة.


وفارقت فاطمة الحياة عن عمر 86 عاما، قضت معظمها في النضال ضد الحكومات العسكرية، ولتحقيق مكاسب للمرأة السودانية. وخرجت فاطمة من بيت ديني، إذ كان والدها إمام مسجد إلى جانب عمله في التدريس. وكانت من أوائل النساء السودانيات اللواتي انضممن للحزب الشيوعي قبل عامين من استقلال السودان في عام 1959.





عرفت بنضالاتها في القضايا الحقوقية منذ صباها. وأسست في أربعينيات القرن الفائت رابطة المرأة الثقافية. وقادت أول إضراب نسائي بالمدرسة الثانوية وكان ناجحا، وأجبرت إدارة المدرسة على تراجعها عن قرار حذف بعض المواد العلمية، واستبدالها بمواد الطبخ والتدبير المنزلي.




أصدرت أول مجلة تعنى بقضايا المرأة، أطلقت عليها اسم "صوت المرأة"، وجعلت منها منبرا فكريا معاديا للحكم العسكري، ما جعلها عرضة للإيقاف أكثر من مرة. وأسست مع أخريات في خمسينيات القرن الماضي الاتحاد النسائي الديمقراطي، واختيرت رئيسة للاتحاد عام 1991. وكافحت من أجل حق التصويت والانتخاب والأجر المتساوي، فضلا عن محو الأمية. وأسهمت في تكوين هيئة نساء السودان لمناهضة الحكم العسكري في السودان في 1962.





دخلت البرلمان في عام 1965، وعادت إليه مرة أخرى عقب التوقيع على اتفاق القاهرة 2005، أيام الفترة الانتقالية التي شهدت تنفيذ اتفاقات سلام مع الحركة الشعبية لتحرير السودان وفصائل التجمع، الذي يضم أحزاب معارضة بما فيها الحزب الشيوعي.


فاطمة أم لابن واحد كرست حياتها لتربيته، بعد أن أعدم والده الشفيع أحمد، عقب فشل الانقلاب الذي نفذه هاشم العطا في مطلع السبعينيات على نظام جعفر النميري وقتها. كما أخضعت للإقامة الجبرية وقتها لما يزيد عن عامين ونصف العام.





عملت فاطمة بالتدريس في المدارس الأهلية بعد أن رفضت مصلحة المعارف توظيفها لأسباب سياسية. وحصلت على جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في 1993. ومنحت الدكتوراه الفخرية من جامعة كاليفورنيا عام 1996 لجهودها في قضايا النساء واستغلال الأطفال. ورفدت المكتبة السودانية بنحو ستة مؤلفات معظمها معني بحقوق المرأة والطفل بينها "المرأة العربية وصور التغيير الاجتماعي" و"قضايا المرأة العاملة السودانية " و"أطفالنا والرعاية الصحية".


دلالات
المساهمون