في ظل الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، اضطر العراقيون إلى اللجوء لطرق عدة، للتغلب على درجات الحرارة التي سجلت معدلات قياسية هي الأعلى منذ 70 عاما، فانتشرت في بغداد حمامات سريعة، بأسعار رمزية وبعضها مجانيّ، عبارة عن صنابير مياه تتدلى على حافات الطرق والأرصفة، ليقوم المارة بتبريد أجسادهم.
في المقابل، سجّلت 41 حالة غرق لشباب في نهري دجلة والفرات، جراء الإقبال الكثيف على هذه الأنهار القريبة للسباحة بسبب انقطاع الكهرباء المستمر عن المنازل، في الوقت الذي أعلنت مصادر طبية عراقية في وزارة الصحة عن وفاة 8 عراقيين بسبب الحر، غالبيتهم في البصرة وبغداد، بينهم عامل آسيوي الجنسية.
وتأتي موجة الحر، في وقتٍ لا تتوفر فيه الكهرباء في العراق سوى 5 ساعات في اليوم، وتعوّض بواسطة مولدات طاقة أهلية توضع في الأحياء السكنية وتبيع للمنازل الكهرباء بـ10 آلاف دينار (7 دولارات) للأمبير الواحد، إلا أنها غير كافية، فتشغيل تكييف المنزل يحتاج إلى 20 أمبيراً على أقل تقدير، ما يجعل أمر شراء هذه الكمية من الطاقة بالنسبة لدخل العائلات مستحيلا.
ورصدت كاميرا "العربي الجديد" آراء السكان في بغداد، فتساءل البعض عن دور مؤسسات الدولة، محمّلين وزارة الكهرباء المسؤولية؛ إذ زادت الانقطاعات أثناء ارتفاع درجات الحرارة أكثر مما كانت عليه. كما بيّنَ آخرون تقصير وزارة التربية تجاه طلاب مرحلة السادس الإعدادي (البكالوريا) الذين تتزامن امتحاناتهم مع موجة ارتفاع درجات الحرارة.
وأنفقت الحكومات العراقية المتعاقبة بعد الاحتلال 34 مليار دولار على قطاع الكهرباء في البلاد، إلا أنه لم يطرأ أي تحسن في أزمة تجهيز المنازل بالكهرباء، وهو ما دفع البرلمان أخيرا إلى تحويل الملف للقضاء، الذي أكد بدوره وجود عمليات فساد وسرقة، تفوق العشرين مليار دولار، من أصل المبلغ المخصص لهذا القطاع.