سوريون يفترشون أسطح المنازل في غياب وسائل التبريد

06 يوليو 2017
هرباً من ارتفاع درجات الحرارة (Getty)
+ الخط -

مع حلول ساعات المغرب من كل يوم، تصعد هبة ذات الـ15 عاماً إلى سطح بيتها المكوّن من غرفة واحدة، تقطنها مع عائلتها، الكائنة في أحد حقول الزيتون النائية بالقرب من قرية الجانودية في ريف إدلب. ترش المياه على أرض السطح لتبريدها، وتنادي إخوتها الثلاثة لرفع الوسائد والإسفنجات.

مع غروب الشمس تهب نسمات من الرياح على المنطقة، فيتنفس الناس الصعداء، بعد أشعة الشمس الحارقة طوال النهار، ويخرجون إلى شرفات المنازل والأسطح لقضاء ساعات المساء. يقول أبو أحمد، وهو والد هبة: "أعود عند الساعة الثامنة مساء من العمل، فأجلس مع زوجتي وأطفالي على السطح، فنقضي المساء وليلتنا في الأعلى".

واستعاضت عائلة أبو أحمد عن غياب وسائل التبريد كالمراوح الهوائية والمكيفات في الليل بالنوم على سطح المنزل، والتمتع بانخفاض درجات الحرارة والنسمات الليلية.

ويؤكد أن عادة النوم على الأسطح قديمة في سورية، قائلاً "خلال سنوات خلت كان معظم الناس في ريف إدلب يفترشون الأسطح في فصل الصيف وأحياناً شرفات المنازل، تراجعت هذه العادة مع وصول المكيفات، فما إن دخل المكيف إلى المنزل أغلقت أبواب الأسطح والشرفات. اليوم لم يعد هناك مكيفات ولا حتى مراوح، فعدنا للنوم على السطح".



أما ملهم، وهو شاب سوري من أريحا في ريف إدلب، فيقول: "منذ أن بدأت موجة الحر منذ أسبوع وأنا لا أستطيع النوم، تتوقف كهرباء المولدات عند الساعة 12 ليلاً، فتتوقف المروحة التي أمامي، ويصعب عليّ النوم، أتقلب عدة دقائق ثم أحمل فرشتي وأصعد بها إلى سطح المنزل، أفردها وأتمدد عليها".

ويضيف "تغضب أمي من ذلك، لكن للنوم على السطح متعة لا تضاهى، أتأمل السماء والنجوم المتلألئة التي تتألق بوضوح بسبب انطفاء كل أضواء المدينة، أتمتع بالهواء المنعش وأسرح في هذا المشهد الرباني ثم أغفو سريعاً".

ويضيف "أذكر أنها كانت عادة شائعة بين الناس حين كنت صغيراً، اليوم عادت من جديد. أصعب ما في الأمر أنك تجبر على الاستيقاط في وقت مبكر جداً كل نهار حين تشرق الشمس، وتبدأ حركة المرور والضجيج في الشوارع".

لا يقتصر استغلال أسطح المنازل خلال الصيف على النوم، إنما أيضاً على السهر. يروي صبحي، وهو شاب سوري من كفرنبل في ريف إدلب: "لدينا سطح عال نسبياً وواسع، أجتمع عليه أنا وأصدقائي مساء كل خميس ونسهر حتى ساعات الصباح الباكر. في أيام أخرى نستقبل عليه ضيوفنا من أقاربنا ومعارفنا ونقضي عليه سهراتنا العائلية". ويضيف "قامت أمي بتجهيزه الشهر الماضي، وضعت عليه كنبة وبعض الكراسي وزيّنته ببعض النباتات والمزروعات المنزلية".