هروب من الواقع

21 يوليو 2017
سائح في براغ (ميشال سيزاك/ فرانس برس)
+ الخط -
لنكن متفائلين، ونبتعد قليلاً عن دوّامة الحرب وتداعياتها حول العالم. أو لنكن إيجابيّين، ونفكّر أنّه فصل الصيف، الذي ينتظره كثيرون حول العالم للحصول على قسط من الراحة من المهام اليومية والعمل وغيرها. خلال أشهر الصيف، يختار البعض السفر إلى بلاد جديدة. هذه متعة بحدّ ذاتها. يكتشفون عوالم يجهلونها بعيداً عن الضغوط اليومية المنهكة. الإجازة تساعد الناس على تجديد طاقاتها، قبل العودة إلى تفاصيل حياتها اليومية من جديد.

وإن كان على الكوكب أناس يعانون، فثمّة أشخاص يحاولون عيش الحياة والتمتع بها قدر الإمكان. وليس أجمل من السفر خلال إجازة الصيف. وقد سجّلت منظّمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، في تقرير صادر في عام 2015، ملياراً و184 مليون سائح، بزيادة بنسبة 4.4 في المائة (50 مليون شخص)، بالمقارنة مع العام 2014.

حلّت أوروبا على رأس قائمة أكثر القارات استقبالاً للسائحين، ووصل عدد القادمين إليها 609 ملايين شخص في عام 2015، فيما احتلت آسيا المركز الثاني، لتستقبل 277 مليون سائح، وازداد عدد السياح في المنطقة العربية بنسبة ثلاثة في المائة فقط.

هذه الملايين تبحث عن أبعاد جديدة في الحياة، وفضاءات مختلفة عن تلك التي يعرفونها. يملكون بضعة أيام في فصل الصيف، يستغلونها في النأي بأنفسهم عن كل مصاعب الحياة وهمومها. هم سيّاح يفكّرون في الإمساك بالحياة قبل أن تفلت منهم.