شبح الخطف يطارد أهالي بغداد.. وسط صمت حكومي

13 يوليو 2017
طاولت عمليات الاختطاف العديد من الشباب (وثيق خزي/Getty)
+ الخط -
منذ أكثر من أسبوع مضى، تواصل المليشيات تنفيذ عمليات خطف منظمة جنوب بغداد وشمال بابل، والتي طاولت العشرات من الشباب، بحجة ملاحقة خلايا تنظيم (داعش)، وسط صمت حكومي مطبق.

وقال مسؤول أمني لـ"العربي الجديد"، إنّ "فصائل من مليشيا الحشد الشعبي بدأت منذ أسبوع عمليات خطف منظمة في مناطق المسيب وجرف الصخر شمال بابل، واللطيفية واليوسفية جنوبي بغداد"، مبينا أنّ "عمليات الخطف تتم ليلا نهارا وعلى مرأى ومسمع الأجهزة الأمنية في تلك المناطق".

وأضاف، أنّ "عمليات الخطف طاولت حتى الآن نحو 160 شابا، وأنّهم اقتيدوا إلى جهات مجهولة"، مبينا أنّ "مليشيا الحشد تدّعي أنّ عمليات الخطف التي تقوم بها هي بناء على معلومات استخبارية كشفت عن خلايا نائمة تابعة لداعش، وأنّها (الحشد) تمثّل سلطة الدولة والقانون".

وأشار إلى أنّ "تلك المناطق تحوّلت إلى مناطق أشباح وتسودها حالة من الرعب والخوف"، مؤكدا أنّ "الأهالي يحاولون إخراج أبنائهم من تلك المناطق لخلاصهم من الاختطاف، لكنّ المليشيا أغلقت كل المنافذ في وجوههم، الأمر الذي ينذر بكارثة إنسانية، تدفع باتجاه موجة نزوح جديدة في تلك المناطق".


وأكد أنّ "الحكومة والأجهزة الأمنية في تلك المناطق لم تحرّكا ساكنا، ولا سلطة لهما على سلطة الحشد".

من جهته، أعرب نائب رئيس الجمهورية، إياد علاوي، عن أسفه "لاتساع عمليات الخطف والاغتيال في بغداد وأطرافها، والتوترات والأزمات في جميع أنحاء العراق".

وقال علاوي، في بيان صحافي، إنّ "العراق يحتاج إلى جهد سياسي كبير، لإزالة الأسباب والبيئة التي ساعدت قوى التطرّف، وإنّ عدم تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى الإرهاب"، مؤكدا أنّ "المرحلة الحالية تستوجب تغيير بيئة البنية السياسية لتكون طاردة للإرهاب، وذلك من خلال إجراء المصالحة الوطنية وتكوين دولة تتمتع بالمواطنة الكاملة".

وشدّد على ضرورة "قيام الدولة على أساس العدل والمساواة وسيادة القانون، وليس على المحاصصة الطائفية وإبقاء حالات التهميش والإقصاء والتفرّد بالقرار". 

بدوره، اتهم عضو في مجلس محافظة بغداد، "جهات سياسية معروفة مرتبطة بمليشيا الحشد، بتنفيذ عمليات الخطف في تلك المناطق".

وأكد المسؤول، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، أنّ "ما يجري في تلك المناطق هو مسلسل مستمر لإجراء التغيير الديموغرافي فيها"، مبينا أنّ "جهات سياسية متعاونة مع الحشد عملت على منع أهالي تلك المناطق من العودة إليها، إلّا الجزء البسيط منهم، واليوم تعمل من خلال عمليات الخطف على التضييق على تلك العائلات التي عادت، لتجبرها على النزوح مجدّدا، ليتسنى للمليشيات فرض سيطرتها وإحداث التغيير الديموغرافي بشكل كامل". وانتقد "الصمت الحكومي إزاء تلك الملفات الخطيرة، وعدم التدخّل لمنع تلك الانتهاكات".

يشار إلى أنّ مليشيا "الحشد الشعبي" تفرض سيطرتها على مناطق جنوب بغداد وشمال بابل، منذ عدّة سنوات، وقد منعت العائلات النازحة من العودة إليها.