تقرير: ارتفاع معدل الوفاة بسبب المخدرات في أوروبا للعام الثالث

07 يونيو 2017
يتعاطون المخدرات (ماركو دي لورو/Getty)
+ الخط -


أفادت الوكالة الأوروبية لمراقبة المخدرات والإدمان أن أعداد الوفيات بسبب المخدرات في تزايد مستمر للسنة الثالثة على التوالي.

وأعاد التقرير السنوي الصادر أمس الثلاثاء، تلك الزيادة إلى انتشار "مواد مخدرة قوية على نحو غير اعتيادي" في السنوات الأخيرة بين مواطني أوروبا.

وعقّب المفوض الأوروبي لشؤون الهجرة والداخلية في الاتحاد الأوروبي، ديمتريس افراموبولوس، على التقرير الذي نقلته الصحف الدنماركية أمس، إن "أكثر من 93 مليون أوروبي جربوا مواد (مخدرات) محظورة في حياتهم، وعدد الوفيات بسبب الجرعات الزائدة في تزايد للسنة الثالثة".

ويشير تقرير الوكالة الأوروبية لمراقبة المخدرات والإدمان (EMCDDA) إلى زيادة الوفيات بنحو 6 بالمئة، إذ توفي 8441 شخصاً في عام 2015 بسبب الجرعات الزائدة، مقارنة بوفاة 7950 شخصاً في 30 بلداً أوروبياً عام 2014.

ورأى افراموبولوس أن "تلك الزيادة مقلقة جداً، إذ أن الفئة الأكثر عرضة لهذه المواد القوية هي من فئة الشباب"، الأمر الذي عدّه الباحثون في الوكالة "تهديداً جدياً للمجتمعات الأوروبية".

ولفت التقرير إلى وجود 25 مادة أفيونية اصطناعية قوية جداً، منها مادة فينتانيل المسكنة، تتجاوز بتأثيرها مادة الهيرويين، الأكثر انتشاراً بين المتعاطين بين 2009 إلى 2016.

ووفقاً للتقرير، فإن سلطات أوروبية واجهت صعوبات كبيرة في التصدي لهذه العقاقير الاصطناعية، لأنها لم تتعامل معها كمواد مخدرة. وتنتشر هذه المواد على شكل مسحوق وأقراص وكبسولات أو رذاذ للأنف.

وأكدت الوكالة "خطورة هذه المواد على موظفي الجمارك والسلطات التي تبحث عنها في حال اللمس أو الاستنشاق بدون قصد، أو لمس المعالجين في الطوارئ لحالات التعاطي"، مشيرة إلى "خطرها الحقيقي كونها مواد مصنعة كيميائياً، وبيعها أصبح أكثر سرية، وتداولها منتشر عبر الشبكة العنكبوتية أكثر من أية مواد مخدرة أخرى".






ووفقاً للأرقام الأوروبية، سجل في نهاية عام 2016 دخول 620 مادة مخدرة جديدة إلى السوق، أي الضعف مقارنة بعام 2013. ويلفت التقرير المتخصص إلى "زيادة ملحوظة في سوق عرض الكوكايين واستخدامه المتزايد في دول غرب وجنوب أوروبا. وانضمام زبائن جدد إلى المتعاطين للمرة الأولى، خصوصاً مادة القنب/الحشيش". ويشير إلى أن عشرات الآلاف في أوروبا يلتحقون ببرامج علاجية للتخلص من الإدمان على مادة الحشيشة.

ويذكر التقرير أن "السنوات الأخيرة شهدت زيادة ملحوظة تتجاوز 40 مليون ممن هم بين 15-64 عاماً ممن يتعاطون مادة الحشيشة. وهناك 90 مليوناً تعاطوها في فترة ما من حياتهم"، منبهاً إلى أن الأخطر ما يتعلق بمادة الكوكايين التي انضم إلى متعاطيها في السنوات الأخيرة نحو 6 ملايين شخص بين 15 و64 عاماً.

وينبه من "خطر انتشار المواد المخدرة بين تلاميذ المدارس"، مع زيادة تعاطي حبوب مخدرة واصطناعية بنسبة 3 بالمائة ضمن الفئة العمرية 15 و16 عاماً.

ويبيّن معدو التقرير أن السوق الأوروبية "أحد أهم الأسواق العالمية للمخدرات المصنعة محلياً والمهربة من الخارج"، مشيرين إلى أن "أميركا الجنوبية وغرب آسيا وشمال أفريقيا هي المصادر الأهم للممنوعات في السوق الأوروبية، وإن الصين باتت مصدراً أساسياً لحبوب الهلوسة، كما تُستخدم دول أوروبا ممراً للممنوعات إلى قارات أخرى".

يعترف تقرير اللجنة الأوروبية للمخدرات بأن "السوق الأوروبية تنتج محلياً مواد حشيشةٍ اصطناعية، وحبوب الهلوسة".

وتشير بيانات الشرطة الأوروبية (يوروبول) وشرطة مكافحة الجرائم الاقتصادية، إلى أن سوق المخدرات الأوروبية يقدر بنحو 31 مليار يورو، استناداً إلى تقرير العام الحالي 2017. وتحتل السوق الألمانية والهولندية والمملكة المتحدة مرتبة متقدمة في حجم مبيع المواد المنشطة والكوكايين. في حين أن 60 بالمائة من المصادرات في عام 2015 جرت في إسبانيا وفرنسا وبريطانيا.

واحتلت تركيا نصيباً كبيراً في عمليات المصادرة، واعتبرها التقرير "بلد عبور واستهلاك، يحتل مكانة في طريق التهريب نحو أوروبا، خصوصاً من الشرق الأوسط وآسيا، بالإضافة إلى مسار البلقان وبلغاريا".








المساهمون