حريق غرينفيل: ثلاجة مشتعلة أخرجها رجال الإطفاء تسببت بالكارثة

21 يونيو 2017
البرج المحترق (دانيال ليال أوليفاس/فرانس برس)
+ الخط -


أفادت تقارير جديدة عن حريق برج غرينفيل، أنّ رجال الإطفاء وصلوا إلى المبنى قبل اندلاع الحريق، بعد تبلغهم من سكان في البرج عن انفجار ثلاجة داخل المبنى واحتراقها. وأشارت أحاديث معظم السكان أن اندلاع الحريق كان سببه الثلاجة التي وضعها رجال الإطفاء خارجاً وتسببت في إشعال النار بالمبنى.

ولفت سكّان المبنى إلى السبب في اندلاع الحريق، أن رجال الإطفاء همّوا بالمغادرة بعد إخراج الثلاجة، حين اجتاحت النيران فجأة المكان. وأعربوا عن اعتقادهم أن أفراد الطاقم تسبّبوا باحتراق البرج الشاهق. وإنهم ذهلوا عند رؤية النيران ترتفع إلى جانب المبنى، بسبب الثلاجة التي كانت لا تزال تشتعل خارج المبنى، في وقت مبكر من يوم الأربعاء الماضي، ما دفع رجال الإطفاء إلى تبليغ السكان بأمر الحريق، وفق ما أوردت بي بي سي بانوراما.

ويبدو أنّ الثلاجة لم تخمد نيرانها بالكامل، وما لبثت أن اشتعلت مجدّداً لتقضي على المبنى المكوّن من 24 طابقاً في أحد أكبر حرائق الأبراج في بريطانيا التي أودت بحياة ما لا يقل عن 79 شخصاً.

وتدعم هذه التقارير، معلومات تشير إلى أن الكسوة الخارجية للبرج تسبّبت بانتشار الحريق بسرعة كبيرة. كذلك ذكرت بانوراما ليلة أمس أنّ رجال الإطفاء شاهدوا النيران تتصاعد إلى جانب المبنى.

وكتبت صحيفة "تلغراف"، أنّ ديف غرين، الضابط الوطني في اتحاد كتائب الإطفاء، قال إنّ رجال الإطفاء الذين وصلوا إلى البرج في البداية لم يتوقّعوا أن يكون المبنى من الخارج قابلاً للاشتعال. وتابع أنّ مباني عام 1970، مثل برج غرينفيل، صمّمت على أن تضبط كل شقة الحريق في داخلها، مع سقف خرساني غير قابل للاشتعال.

يضيف غرين: "من الواضح أنّها كانت ليلة دافئة، وكانت النار قريبة إلى حد ما من نافذة مفتوحة، ومن المحتمل أن تكون النيران اندلعت من الخارج لكنّها أحرقت ستائر أو شيئاً من هذا القبيل فاجتاحت المبنى. رجل الإطفاء لن يفكّر في النظر إلى الخارج، لأنّنا نعتقد أنّ خارج المبنى لن يتعرّض للخطر".



وكشف برنامج بانوراما أيضاً عن الرسائل المسرّبة التي تظهر تحذير الوزراء مراراً وتكراراً من معايير الحريق في البرج التي لا تتلاءم ومعايير سلامة الناس. وأوضح البيان أنّه تمّ تحذير الوزراء من أنّ السكان الذين يعيشون في أبراج عالية مثل غرينفيل "معرّضون للخطر".

وفي أعقاب حريق لاكانال هاوس في جنوب لندن عام 2009، تلقت الحكومة عشرات الرسائل التي وجّهها فريق السلامة والأمن من الحرائق البرلماني، التي تؤكد عدم القدرة على تحمّل مأساة أخرى، وفق ما ذكر برنامج بانوراما.

وفي مارس/آذار 2014، كتبت المجموعة البرلمانية:"طبعاً حين تمتلك أدلة موثّقة لتبرير التجديدات، التي تساعد على إنقاذ الأرواح، فإنّك لا تحتاج إلى الانتظار ثلاث سنوات أخرى إضافة إلى العامين الذي مضيا منذ آخر تحديث لنتائج البحوث، من أجل اتّخاذ الإجراءات اللازمة. ومن المحتمل وجود ما يقارب 4 آلاف برج قديم في بريطانيا، من دون حماية الرش الآلي. فهل ننتظر وقوع مأساة أخرى قبل أن نعدّل النواقص؟".

وما كان من وزير الحكومة الليبرالي الديمقراطي، ستيفن ويليامز، سوى الرد على تلك المراسلات، بالقول: إنّه لا يرى أو يسمع أي شيء من شأنه أن يوحي بالنظر بالتغييرات المطلوبة عاجلاً، وإنّه ليس على استعداد لعرقلة عمل هذه الإدارة وطلب هذه المسائل المطروحة منها.

ردّت المجموعة البرلمانية: "كيف يمكن بعد جمع الأدلة الموثّقة والمستقلّة عن الآثار على سلامة الناس، عدم اعتبارها حالة طارئة؟"، مضيفة أنّه نتيجة لذلك، في حال وقوع مأساة حريق كبير وخسائر في الأرواح من اليوم ولغاية عام 2017 على سبيل المثال، ستعتبر أنّهم ساهموا في ذلك، وستكون المجموعة ملزمة في لفت انتباه الآخرين إلى الأمر.

ونقلاً عن موقع الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، تلقى وزير المحافظين السابق جافين بارويل، الذي عيّن مؤخراً رئيس أركان من قبل تيريزا ماي رئيسة الوزراء، دعوات إضافية للتصرّف بشأن سلامة الناس في حال اندلاع حريق في سبتمبر/أيلول الماضي. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2016، وجاء ردّ بارويل بالقول إنّ إدارته كانت تنظر في اللوائح وستدلي ببيان في الوقت المناسب.

وكتب بارويل في إبريل/نيسان 2017، معترفاً أنّ إصدار بيان بشأن أنظمة البناء استغرق وقتاً أطول ممّا كان يتوقّع.