بقيت أشجار الزيتون واللوز والخروب صامدة في قرية عمواس المهجرة والتي احتُلت في شهر يونيو/حزيران من عام 1967 من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي. أما مبنى مقام أبو عبيدة عامر بن الجراح فلقد نجا من الهدم والتطهير العرقي كونه يقع إلى جانب حمام يعود إلى الفترة الرومانية. كما بقيت بعض شواهد القبور شاهدة على مرور الزمن لأهالي عمواس إلى جانب المقام.
أقامت إسرائيل على أنقاض قرية عمواس، وأيضا على أراضي قرى اللطرون يالو وبيت نوبا ما بات يعرف اليوم "بارك كندا". وقد صمدت هذه المنطقة أمام جميع محاولات الهاغانا لاحتلالها في عام 1948، إلا أنها سقطت في حرب يونيو/ حزيران 1967، بدون معارك تذكر.
تقع عمواس المهجّرة جنوب شرق الرملة وتبعد عن مدينتي القدس ورام الله 30 كيلومتراً. وفي عام 1967 كان عدد سكانها قرابة ألفي نسمة. واشتهرت بكثرة ينابيعها، ومن هنا اشتق اسمها الذي يعني بلاد الآبار باللغة اليونانية. جزء من سكانها يعودون إلى امتداد عائلات أبو غوش والتي تبعد 15 كيلومترا عن عمواس باتجاه القدس.
عقدت جمعية "ذاكرات" جولة على أطلال قرية عمواس المهجرة بعد النكسة، ورافق الجولة بعض من مهجري القرية الذين جاؤوا من مدينة القدس المحتلة، ومن بينهم الحاج أحمد نمر مصطفى أبو قطيش، الملقب أبو فوزي، وهو من مواليد عام 1933 في قرية عمواس، وكان يسكن مع عائلته في "الحارة التحتا" إلى جانب البيادر، أما اليوم فهو يسكن في بيت حنينا شمالي القدس المحتلة.
يذكر الحاج أحمد نمر معالم القرية وأسماء عائلاتها وأماكن بيوتها، وفي حديث معه خلال الجولة، قال: "خرجت من القرية ولم يكن قد مضى على زواجي أكثر من عشرة أشهر. قرية عمواس قديمة جداً مسكونة منذ العهد الروماني. عُرفت بأرضها الخصبة وكان أهاليها يزرعون القمح والشعير والسمسم، إذ كنا نجني مئتي "تنكة" من زيت السمسم في السنة، عدا عن أصناف الغلال والخضروات المختلفة، كالخس والبطاطا والتبغ".
اقــرأ أيضاً
يضيف الحاج أحمد نمر "درست وتعلمت في مدرسة البنين في عمواس حتى صف السابع، ولم أعد إلى المدرسة بعدها لأن والدي توفي في تلك الأثناء". ويتابع "في اليوم الخامس من حرب النكسة خرجنا من عمواس وتم تهجيرنا، كانت رام الله مليئة بقرى اللطرون ولم يبق أحد في بلده.
خرج رئيس بلدية رام الله وتحدث عبر مكبرات الصوت وطالب الجميع بالرجوع إلى قراهم، أردت أنا وعمي الحاج العودة إلى عمواس، ووصلنا فعلاً إلى بيت نوبا قرب لقيا، لكن الجيش الإسرائيلي بدأ حينها بإطلاق الرصاص علينا. ولقد وجدنا أكثر من 40 شخصا في بيت لقيا ضمن غرفة واحدة. الجيش الإسرائيلي لم يسمح لنا بالعودة، كانت حينها عمواس لم تهدم بعد، لكنهم قاموا بهدمها في 27 يونيو/ حزيران 1967".
أما صلاح أبو قطيش، عضو لجنة مهجري عمواس من سكان القدس، فيقول: "هدفنا في جمعية ذاكرات هو تثبيت حق العودة إلى قريتنا. عندما نأتي إلى عمواس ونرى أنها اليوم أرض فارغة، ونحن نعيش في بيوت بمساحة أربعين مترا مربعا، فلا يمكن أن ننسى هذه الأرض. نملك 120 دونما في عمواس. وفي عام 1949 انتقلنا إلى القدس بسبب عمل الوالد. ولكن بقينا نزرع أرضنا كل تلك الفترة حتى احتلتها إسرائيل عام 1967.
ويوضح صلاح أبو قطيش "أزور عمواس مع أبنائي وأحفادي، ونجلس ونأكل ونشرب فيها لمدة ساعات، كي لا ينسوا أصلهم ولا ينسوا البلد. نعقد لقاءً كل أسبوعين، وأحيانا مرة في الشهر مع مهجري عمواس من خلال الجمعية. قبل أسبوع قمنا بتنظيم إفطار جماعي لعائلات عمواس المهجرة للمحافظة على التواصل أيضا مع الأجيال الأصغر". وأشار إلى أنه رغم الزيارات المتعددة للقرية من أجل المحافظة على بقايا أطلالها، إلا أنه قبل عام تم تكسير شواهد القبور المتبقية لأهالي عمواس من قبل الإسرائيليين".
رواية أخرى لحسين ديب أبو قطيش عن النزوح من عمواس، إذ يقول: "أنا من مواليد 1956، لي أربعة أخوة وبقيت في عواس حتى 1967 ولكن خرجنا بعدها إلى الأردن، كان بيتنا يبعد عن المقبرة 160 مترا تقريبا وكان بيت عمي خليل خلف بيتنا، وأذكر فرن العمرية قرب بيتنا. تزوجت من قرية أبو غوش في سنة 1979 وأخذت لم شمل، وأنتقل منذ ذلك الوقت بين الأردن وأبو غوش".
وقال عمر الغباري من جمعية "ذاكرات": "كان مقررا احتلال قرى اللطرون، عمواس ويالو وبيت نوبا، من قبل الجيش الإسرائيلي عام 1948 وتم الهجوم عليها على الأقل ثماني مرات، المرة الأولى تم الهجوم على هذه القرى بشهر أبريل/ نيسان عام 1948 وحتى شهر يوليو/ تموز كانت جرت محاولات لاحتلال هذه المنطقة وجميعها باءت بالفشل".
اقــرأ أيضاً
أقامت إسرائيل على أنقاض قرية عمواس، وأيضا على أراضي قرى اللطرون يالو وبيت نوبا ما بات يعرف اليوم "بارك كندا". وقد صمدت هذه المنطقة أمام جميع محاولات الهاغانا لاحتلالها في عام 1948، إلا أنها سقطت في حرب يونيو/ حزيران 1967، بدون معارك تذكر.
تقع عمواس المهجّرة جنوب شرق الرملة وتبعد عن مدينتي القدس ورام الله 30 كيلومتراً. وفي عام 1967 كان عدد سكانها قرابة ألفي نسمة. واشتهرت بكثرة ينابيعها، ومن هنا اشتق اسمها الذي يعني بلاد الآبار باللغة اليونانية. جزء من سكانها يعودون إلى امتداد عائلات أبو غوش والتي تبعد 15 كيلومترا عن عمواس باتجاه القدس.
عقدت جمعية "ذاكرات" جولة على أطلال قرية عمواس المهجرة بعد النكسة، ورافق الجولة بعض من مهجري القرية الذين جاؤوا من مدينة القدس المحتلة، ومن بينهم الحاج أحمد نمر مصطفى أبو قطيش، الملقب أبو فوزي، وهو من مواليد عام 1933 في قرية عمواس، وكان يسكن مع عائلته في "الحارة التحتا" إلى جانب البيادر، أما اليوم فهو يسكن في بيت حنينا شمالي القدس المحتلة.
يذكر الحاج أحمد نمر معالم القرية وأسماء عائلاتها وأماكن بيوتها، وفي حديث معه خلال الجولة، قال: "خرجت من القرية ولم يكن قد مضى على زواجي أكثر من عشرة أشهر. قرية عمواس قديمة جداً مسكونة منذ العهد الروماني. عُرفت بأرضها الخصبة وكان أهاليها يزرعون القمح والشعير والسمسم، إذ كنا نجني مئتي "تنكة" من زيت السمسم في السنة، عدا عن أصناف الغلال والخضروات المختلفة، كالخس والبطاطا والتبغ".
يضيف الحاج أحمد نمر "درست وتعلمت في مدرسة البنين في عمواس حتى صف السابع، ولم أعد إلى المدرسة بعدها لأن والدي توفي في تلك الأثناء". ويتابع "في اليوم الخامس من حرب النكسة خرجنا من عمواس وتم تهجيرنا، كانت رام الله مليئة بقرى اللطرون ولم يبق أحد في بلده.
خرج رئيس بلدية رام الله وتحدث عبر مكبرات الصوت وطالب الجميع بالرجوع إلى قراهم، أردت أنا وعمي الحاج العودة إلى عمواس، ووصلنا فعلاً إلى بيت نوبا قرب لقيا، لكن الجيش الإسرائيلي بدأ حينها بإطلاق الرصاص علينا. ولقد وجدنا أكثر من 40 شخصا في بيت لقيا ضمن غرفة واحدة. الجيش الإسرائيلي لم يسمح لنا بالعودة، كانت حينها عمواس لم تهدم بعد، لكنهم قاموا بهدمها في 27 يونيو/ حزيران 1967".
أما صلاح أبو قطيش، عضو لجنة مهجري عمواس من سكان القدس، فيقول: "هدفنا في جمعية ذاكرات هو تثبيت حق العودة إلى قريتنا. عندما نأتي إلى عمواس ونرى أنها اليوم أرض فارغة، ونحن نعيش في بيوت بمساحة أربعين مترا مربعا، فلا يمكن أن ننسى هذه الأرض. نملك 120 دونما في عمواس. وفي عام 1949 انتقلنا إلى القدس بسبب عمل الوالد. ولكن بقينا نزرع أرضنا كل تلك الفترة حتى احتلتها إسرائيل عام 1967.
ويوضح صلاح أبو قطيش "أزور عمواس مع أبنائي وأحفادي، ونجلس ونأكل ونشرب فيها لمدة ساعات، كي لا ينسوا أصلهم ولا ينسوا البلد. نعقد لقاءً كل أسبوعين، وأحيانا مرة في الشهر مع مهجري عمواس من خلال الجمعية. قبل أسبوع قمنا بتنظيم إفطار جماعي لعائلات عمواس المهجرة للمحافظة على التواصل أيضا مع الأجيال الأصغر". وأشار إلى أنه رغم الزيارات المتعددة للقرية من أجل المحافظة على بقايا أطلالها، إلا أنه قبل عام تم تكسير شواهد القبور المتبقية لأهالي عمواس من قبل الإسرائيليين".
رواية أخرى لحسين ديب أبو قطيش عن النزوح من عمواس، إذ يقول: "أنا من مواليد 1956، لي أربعة أخوة وبقيت في عواس حتى 1967 ولكن خرجنا بعدها إلى الأردن، كان بيتنا يبعد عن المقبرة 160 مترا تقريبا وكان بيت عمي خليل خلف بيتنا، وأذكر فرن العمرية قرب بيتنا. تزوجت من قرية أبو غوش في سنة 1979 وأخذت لم شمل، وأنتقل منذ ذلك الوقت بين الأردن وأبو غوش".
وقال عمر الغباري من جمعية "ذاكرات": "كان مقررا احتلال قرى اللطرون، عمواس ويالو وبيت نوبا، من قبل الجيش الإسرائيلي عام 1948 وتم الهجوم عليها على الأقل ثماني مرات، المرة الأولى تم الهجوم على هذه القرى بشهر أبريل/ نيسان عام 1948 وحتى شهر يوليو/ تموز كانت جرت محاولات لاحتلال هذه المنطقة وجميعها باءت بالفشل".