اعتقال يمني انتقد صراع الإمارات والسعودية في عدن

11 يونيو 2017
الصراع على النفوذ يدفع ثمنه المواطن (صالح العبيدي/فرانس برس)
+ الخط -
لا يزال ناصر العميري (42 عاماً) مخفياً قسراً، ولا تتوفر معلومات عن مكانه منذ 1 يونيو/حزيران الجاري، حين داهم مسلحون منزله في مدينة إنماء السكنية بالعاصمة اليمنية المؤقتة عدن (جنوبي البلاد) واقتادوه بطريقة مهينة على خلفيه نشره مقطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، يحمّل السعودية والإمارات مسؤولية تفاقم معاناة سكان عدن بسبب صراع النفوذ.


وأكد أفراد من أسرة العميري لـ"العربي الجديد" أن مسلحين سلفيين موالين لدولة الإمارات، اقتادوا ناصر من منزله أمام أولاده، بطريقة تدل على نية في تعذيبه وإخفائه قسرياً، وأن مخاوف أسرته كبيرة من الإقدام على تصفيته.


وقال العميري في مقطع الفيديو: "عدن اليوم تشتعل وتغلي من شدة حرارة الصيف مع انقطاعات الكهرباء، وفوق هذا الناس تخرج وتحرق إطارات السيارات وكأنهم مش عارفين إنها أزمات مفتعلة".


وأضاف: "يا إخواني حرام خلونا نكون واقعيين، السعودية والإمارات أما أن تتفق في عدن، أو السعودية ترفع الراية البيضاء للإمارات، والإمارات تتسلم ملف الخدمات في عدن، حرام هذا العذاب والمعاناة التي يتجرعها سكان عدن بسبب خلافات السعودية والإمارات، اتقوا الله يا الإمارات والسعودية".


وأعرب ناشطون في المدينة عن مخاوفهم من أن يكون اعتقال العميري على خلفية رأي مؤشر على حملات قمع واعتقالات للأصوات المعارضة لسياسات الإمارات والسعودية في المدينة اليمنية.


وقال الناشط أحمد سعيد: "عدن مدينة التنوع السياسي والديني تفقد أهم سماتها الحضارية والثقافية، مرحباً بكم في عهد القمع الإماراتي السعودي وزمن تكميم الأفواه".


وكتبت لمار محمد: "الله يزيلهم كلهم سرق الإمارات والسعودية، ما لهم إلا "ترامب" يسرقهم وهم من الخوف مبتسمين ويرقصون له".






وقال علوي السقاف: "كلامه صحيح 100%، أين النعيم الموعود للجنوب، أين عدن، الآن دول التحالف تسيطر على حساب الشعب، حديثه لخص الواقع وهذه هي الحقيقة، السعودية والإمارات في صراع للسيطرة على عدن".

وشهدت مدينة عدن خلال الشهرين الماضيين مغادرة عشرات الناشطين والمثقفين على خلفية التصفية التي طاولت شباباً بتهمة الإلحاد، من قبل مليشيات مسلحة تنتمي للسلفيين كونتها دولة الإمارات.

وتزيد معاناة الناس بسبب زيادة عدد ساعات انقطاع التيار الكهربائي، وتقابل دولة الإمارات المعاناة بتقديم الوعود والتعهدات التي لا تجد طريقها إلى التنفيذ.

وتطوق سكان العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، حالة من الملل والإحباط بشأن الوعود الإماراتية الواهية التي تُطلق على أسماعهم منذ وقعت المدينة المحررة فريسة تحت إدارة أبوظبي، ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية.

ويقول مراقبون إن الإدارة الإماراتية لمدينة عدن التجارية خلقت وضعاً سياسياً مضطرباً يعيق التنمية ومشاريع الخدمات، ما حرمها من متطلبات حياتية على رأسها الكهرباء.

وأشعل انقطاع الكهرباء احتجاجات مستمرة في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن (جنوبي البلاد) منذ 20 مايو/ أيار الحالي، وتواجه المدينة صيفاً شديد الحرارة.

وأدى تزايد انقطاع التيار، خلال الفترة الماضية، إلى تعطيل الأعمال وانعكاسات سلبية على المنشآت التجارية في مدينة لا تمتلك أية بدائل لتعويض فترات انقطاع التيار، ويسوء الوضع في المستشفيات الحكومية التي تتوقف عن تأدية خدماتها، فضلاً عن حدوث وفيات.