رمضان في المغرب.. إقبال على الأسواق وعادات متأصلة

05 مايو 2017
رواج وإقبال على الأسواق (عبد الحق سينة/Getty)
+ الخط -
مع اقتراب رمضان، تبدأ العائلات المغربية الاستعداد لاستقبال هذا الشهر المبارك، إذ تقصد الأسواق لشراء كل ما تحتاجه من مواد غذائية مختلفة، ومكونات لتحضير بعض الأطباق التي لا تخلو المائدة الرمضانية منها، وتتفاوت الاستعدادات حسب القدرة الشرائية للمواطنين.


وتشهد الأسواق رواجاً وإقبالاً، وكذلك لوازم الوصفات والحلويات التي تحضرها النساء المغربيات  قبل أيام من بدء هذا الشهر، وأشهرها على الإطلاق "السفوف" وحلويات "الشباكية"  و"البريوات".

عزيزة، تقول لـ "العربي الجديد"، إنها دأبت منذ  سنوات على الاستعداد لاستقبال  رمضان الكريم، من خلال إعداد طبق "السفوف" وحلوى "الشباكية"، كمكونين رئيسيين لا غنى عنهما في المائدة الرمضانية، وكإشعار على قرب دخول هذا الشهر".

وتضيف "أقصد السوق وأبتاع المكونات التي أحتاجها لإعداد طبق السفوف وحلوى الشباكية من سمسم ولوز وينسون وقرفة وسكر وعسل، كما أشتري التمور والحمص والعدس لتكون جاهزة عندي لإعداد حساء "الحريرة" الذي يرافق المائدة الرمضانية كل يوم.

وتتابع "يعرض الباعة كل ما نحتاجه خلال هذا الشهر من التوابل والتمور والفواكه الجافة، كما يكثر الإقبال على أنواع معينة من الأواني التي تستعمل بشكل كبير خلال رمضان، كأواني حساء "الحريرة" وأطباق المحليات والعصائر".



أما سعيدة، وهي أرملة وأم لـخمسة أطفال، فتشير بحديثها لـ "العربي الجديد"، إلى أن استعدادها لشهر الصيام لا يشمل إعداد حلوى الشباكية ولا طبق "السفوف"، فالوضع المادي للعائلة لا يسمح بذلك، خاصة مع ارتفاع الأسعار في الأسواق. وتقول "بالكاد أوفر ما أقتني به بعض المواد والمستلزمات الضرورية ولا أحضر حلوى الشباكية ولا السفوف،  قد أشتري كمية قليلة جاهزة من أحد المحلات الشعبية لأفرح أبنائي إن سمحت الظروف بذلك".

وتضيف "ألاحظ الإقبال المتزايد والهوس بالتسوق خلال هذا الشهر، بعض الناس يتناسون أنه شهر العبادة والصدقة والتقرب إلى الله، وليس فقط ملء البطون".

وفي الوقت الذي تمنع فيه الظروف المادية سعيدة من تحضير بعض الأطباق التي تشتهر لدى المغاربة خلال رمضان، فإن أسرة لطيفة دأبت على تقليد لا تحيد عنه، حيث يتم الاجتماع في بيت الجدة، ليتعاون كل الأفراد على صنع بعض الأطباق والحلويات الخاصة بشهر رمضان.

تتزين الأسواق بأصناف الحلويات والرغائف (عبد الحق سينة/Getty)


تقول " تجتمع كل نسوة العائلة، للتعاون على تحضير حلوى الشباكية التي لا تخلو منها المائدة المغربيّة في رمضان، في أجواء من الفرح والزغاريد وبمشاركة الصغار أيضا".

وتوضح "عند اقتراب شهر رمضان المبارك، أقصد أنا وشقيقاتي السوق لنشتري كل ما نحتاجه منه، وحتى إن لم تسعفنا الذاكرة في تذكر أحد المكونات، فإن نداء الباعة خلال عرض منتوجاتهم المختلفة في الأسواق كفيل بأن يجعلنا نتذكر".

وعن التكلفة المادية تقول "تختلف من أسرة إلى أخرى، وأيضا تبعا لنوعية وجودة المشتريات، فمثلا ثمن اللوز يرتفع لكثرة الإقبال عليه كمكون مهم في طبق "السفوف" وحلوى "الشباكية".

ومع اقتراب هذا الشهر أيضا، تتفنن بعض المحلات في عرض الحلويات والرغائف المتنوعة، كما تنشط العديد من المهن الموسمية التي يتخذها الشباب والنساء مصدرا للرزق خلال رمضان الذي ترتفع فيه النفقات. وتوضح رقية، أنها تفرح بقدوم شهر رمضان، وتبدأ في بيع الرغائف وصنوف الحلويات التي تعدها منزليا للمساعدة في مصاريف البيت.

ولأن الإقبال على هذه المكونات يكثر، فإن الأسعار تتفاوت حسب الجودة، بحسب البائع عبد القادر الذي أشار إلى أن الأسعار "ترتفع مع اقتراب رمضان، كما يلجأ بعض التجار إلى المضاربات ورفع الأسعار بشكل غير معقول ولا يراعون القدرة الشرائية لعموم المواطنين الذين تعد الأسواق الشعبية ملاذا لهم".

وبحسب تصريحات عدد من الباعة لـ "العربي الجديد"، فإن المغاربة ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة، يتمسكون بالعادات والتقاليد، المرتبطة بهذا الشهر، وبتغير نمط الاستهلاك، وتحتل بعض المنتجات الصدارة في الثقافة الاستهلاكية، وأهمها التمور بأنواعها، والحمص والعدس والبقدونس، والأسماك واللحوم، والفواكه الطرية، والحليب ومشتقاته..

ووفقاً لدراسة سابقة للمندوبية السامية للتخطيط (مؤسسة أبحاث حكومية)، فإن إنفاق الأسر على التغذية يزيد بنسبة 37 في المائة، مشيرة إلى أن هذه الزيادة تمس جميع فئات المجتمع، وتتطور بشكل تدريجي حسب تطور المعيشة، إذ تنتقل من 22.5 في المائة كأدنى نسبة، إلى 40 في المائة. وفي هذا الإطار، فإن عددا من المنتجات تساهم في هذا التغير، وفي مقدمتها الفواكه بزيادة بنسبة 163 في المائة، متبوعة باللحوم بنسبة 35 في المائة، ثم الحبوب بـ35 في المائة، بالإضافة إلى الحليب ومشتقاته بنسبة 47 في المائة.