رمضان ووقف إطلاق النار يعيدان الحياة إلى إدلب رغم الغلاء والفقر

30 مايو 2017
الناس في إدلب بأمس الحاجة إلى الأمان (العربي الجديد)
+ الخط -


على مدى عامين ونصف العام، لم يعش أهالي إدلب حياة طبيعية مثل حالهم اليوم مع وقف إطلاق النار وحلول شهر رمضان، إذ لم تكن الطائرات والمروحيات الحربية تغيب عن سمائها، بحمولتها المتنوعة من الصواريخ الفراغية والعنقودية والبراميل شديدة الانفجار.

ومع بدء تطبيق اتفاقية مناطق تخفيف التصعيد بداية الشهر الجاري، بدأت الحياة تتحسن جراء زيادة الإحساس بالأمان، على الرغم من أن الوضع الاقتصادي ما زال متردياً خصوصاً بالنسبة للمهجرين الواصلين إليها من أطراف دمشق وحي الوعر الحمصي.

يقول ابن حمص المهجر من حي الوعر إلى إدلب، فخر الشامي، لـ"العربي الجديد"، "اليوم يشهد استقرارا في بلدة سرمدا، هنا يتوفر كل شيء تقريباً من غذاء ودواء، لكن هناك صعوبة في توفير الكهرباء، لأن الأهالي تعتمد على مولدات كهرباء مناطقية، لكن هناك دائما إشكالية في الأمر فإما المولد معطل أو أن سعر المازوت يرتفع".

ولفت الشامي إلى أن "الأسعار عادية جدا خصوصا الخضار واللحوم، وأعتقد أن المواد الغذائية أرخص كون المنطقة فيها تجار جملة".



وبيّن أن "أوضاع المهجرين سيئة عموماً بسبب الفقر الذي يعانون منه، لذلك معاناتهم مستمرة، كما أنهم على الرغم من وضعهم الاقتصادي السيئ فإن أعدادهم الكبيرة رفعت إيجارات المنازل بنسب كبيرة، فالمدينة المتضررة كثيرا نتيجة القصف، يصل متوسط إيجار البيوت فيها إلى 50 دولاراً، أما في الريف مثل الدانا وسرمدا فيبلغ متوسط سعر المنزل 100 دولار أميركي".

السلع متوفرة والناس تشكو من الغلاء وانقطاع الكهرباء في إدلب (العربي الجديد)

بدورها، قالت الناشطة الإعلامية ميرنا الحسن، المقيمة في إدلب المدينة لـ"العربي الجديد"، إن "الحياة في إدلب تحسنت تحسنا ملحوظا، فهناك حركة في الأسواق لم نكن نشهدها منذ سنوات، خصوصا بترافق وقف إطلاق النار مع شهر رمضان، والعائلات تستعد لاستقبال العيد".

وأضافت أن "أسعار المواد الغذائية مقبولة، ترتفع أحيانا عندما تغلق الطرقات، أما بالنسبة الألبسة والأحذية فهناك صعوبة بتوصيل البضائع طوال الفترة الماضية، والآن في ظل قلة الأنواع يقبل الناس على الموجود لأنهم مضطرون لشراء المتوفر، وإن كانت القطع عادية الجودة وغالية"، لافتة إلى أن "الحياة الاجتماعية في إدلب بدأت تعود إلى طبيعتها، العائلات تتبادل الزيارات، وتجمعهم سهرات رمضان".

وتفيد مصادر محلية من إدلب، بأن من يتجول في المدينة يلمس أنها بدأت تستعيد ملامح الحياة فيها، فساحة الساعة في المدينة استعادت رونقها بعد أن دمرها القصف، والمجلس المحلي يعمل على إعادة الخدمات، في حين شُكلت محكمة مدنية بعيدا عن المحكمة الشرعية.