وفاة والدة الأسير الفلسطيني محمد دلايشة المضرب عن الطعام

01 مايو 2017
والدة الأسير محمد دلايشة (فيسبوك)
+ الخط -
في خضم معركة الأسير محمد دلايشة مع السجان، وخوضه الإضراب المفتوح عن الطعام لليوم الخامس عشر على التوالي، لنيل مطالب عادلة تقربه من والدته، وتزيد من مدة زيارتها له، وكي يظل على تواصل مستمر معها عبر الهاتف العمومي الذي يطلبه الأسرى، توفيت والدته صباح اليوم الإثنين.

"مأساة" هكذا وصف رائد دلايشة، ابن عم الأسير محمد، خبر وفاة أم محمد، مشيرا إلى أن كل الناس في مخيم الجلزون للاجئين الفلسطينيين شرقي مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، بكوا أم محمد البالغة من العمر 54 عاما. خبر وفاتها أذيع فجر اليوم، وقد غادرت الحياة قبل أن تسمع خبر النصر الذي يُضرب الأسرى من أجل انتزاعه.

أصيبت أم محمد قبل نحو خمسة شهور بمرض السرطان في النخاع الشوكي، وتلقت عدة جلسات للعلاج، وكانت دائمة الحزن كونها لن ترى ابنها محمد محررا، ولن تبقى على قيد الحياة حتى يتحرر محمد من أسره، بحسب رائد دلايشة لـ"العربي الجديد".

وأضاف: "يوم السبت الماضي، طلبت مني أن آخذها في السيارة وأجوب بها شوارع المخيم، وعند رؤيتها خيمة الاعتصام طلبت مني الوقوف عندها، ولعدم قدرتها على النزول والجلوس داخل الخيمة، ظلت ترقبها من بعيد، وتبكي نجلها المضرب عن الطعام في سجون الاحتلال، وأثر ذلك كثيرا على صحتها".

محمد هاني دلايشة، اعتقل من سجن السلطة الفلسطينية في مدينة أريحا هو وعدد آخر من المطلوبين الفلسطينيين عام 2003، على خلفية عمليات فدائية وإطلاق نار باتجاه الاحتلال الإسرائيلي والانضمام إلى خلية عسكرية تابعة لكتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة "فتح".


الأسير الفلسطيني محمد دلايشة مع والدته (فيسبوك) 




وحكمت عليه محكمة الاحتلال بالسجن 24 عاما، أمضى نصفها حتى الآن وهو يقبع في سجن "نفحة" الصحراوي. وقال رائد دلايشة لـ"العربي الجديد": "غالبية أقاربه في المخيم ممنوعون من زيارته، حتى والدته لم تزره منذ عام ونصف العام، ويتحجج الاحتلال بالرفض الأمني".

كانت أم محمد في آخر أيامها، تذكر الأسرى المضربين كثيرا، وتدعو لهم أن ينالوا النصر، ويحققوا مطالبهم، كي يصبح الاتصال بهم دائما وسهلا.

قبل بدء الإضراب عن الطعام بيومين تحدث محمد مع أمه، وكان الوداع الأخير بينهما دون علمهما بذلك، فهي رحلت عن الدنيا دون عناق أخير، وهو ظل معتقلا ومضربا حتى ينال حقوقه.

وأشار دلايشة إلى أن والد محمد توفي قبل ثلاث سنوات، ولم يسمح له الاحتلال بأن يودع والده الوداع الأخير، أو يلقي عليه نظرة من بعيد. وعادت أجواء الحزن إلى مخيم الجلزون اليوم، وما يُبكي أكثر أن محمد لا علم له حتى الآن بخبر وفاة أمه.


مسيرة تضامن مع الأسرى المضربين في مخيم الجلزون(فيسبوك) 


في أيام الإضراب التي مرت، كانت أم محمد رغم مرضها وتعبها الشديدين، تتناول دواءها مع الماء المخلوط بالملح، مثل نجلها المضرب عن الطعام.

توفيت أم محمد وهي تشعر بابنها داخل السجن، وهي طالما كانت تفكر بيوم زواجه، إذ كان أملها كبيرا بذلك. كانت تشارك دوما في خيام الاعتصام، والوقفات التضامنية مع الأسرى، تحمل صورته وتخرج إلى الشارع مع أمهات الأسرى، رفيقاتها في البعد والأمل. لكن الموت أوقف كل أحلام الحرية التي كانت تجول في خاطرها، وأبقت أمل الحرية والنصر لدى من بعدها. وحزن كبير سيحتل قلب محمد، وحضن لن يعود كان ينتظره منذ 14 عاما.


 
المساهمون