زرع رأس بشري...سبق علمي وجراحي متوقع نهاية 2017

10 ابريل 2017
جرّاح الأعصاب الإيطالي سيرجيو كانافيرو صاحب فكرة العملية(جيف.ج. ميشيل/Getty)
+ الخط -
أن يحوّل جراح الأعصاب الإيطالي سيرجيو كانافيرو فكرة زراعة رأس بشري إلى حقيقة في ديسمبر/كانون الأول 2017 هي مسألة أكثر تعقيداً بكثير من زراعة أي عضو آخر في جسم الإنسان.

وأشارت صحيفة "نيوزويك" الأميركية إلى أن إفصاح الجراح الإيطالي عن استعداده لإجراء زراعة رأس بشري بشقيه تعود إلى نحو خمس سنوات، في حين أن الفكرة راودته منذ 30 عاماً.

وأعلن الروسي فاليري سبيريدينوف (32 عاماً) منذ عام 2015، والذي يعاني من مرض هزال العضلات الحاد الذي يقلل قدرات الإنسان البدنية على الحركة إلى الحدود القصوى، وتجعله معتمداً على الكرسي المتحرك كلياً، عن استعداده لإجراء العملية. إذ يعمل الأطباء على زرع رأسه في جسم متبرّع به، متأملاً أن يعمل دماغه في جسم سليم، ويصبح بذلك أول إنسان يستقطب أنظار العالم عموماً وميدان الطب والجراحة العصبية خصوصاً.

وكان الجراح كانافيرو قد عقّب على تصريح المواطن الروسي بأنه قادر على إجراء الجراحة غير المسبوقة خلال أقل من يوم واحد، بحسب صحيفة "ذي تلغراف" في يونيو/حزيران 2015.

ويشرح فيديو توضيحي متداول منذ العام الماضي ومنقول عبر موقع "فيسبوك" بعنوان "أول زراعة رأس بشري في العالم" أن المتوقع إجراء العملية في ديسمبر/كانون الأول 2017، والتي يجريها جراح الأعصاب الإيطالي سيرجيو كانافيرو، والذي يخطط لتلك العملية منذ نحو 30 عاماً، كما يخضع لها الروسي فاليري سبيريدونوف، المريض بضمور العضلات الشوكي وهو مرض عضال نادر، إذ أعلن عن نيته التبرع برأسه من أجل العملية ليكون الإنسان الأول الذي يشارك في هذا السبق الجراحي العلمي.




ويشير الفيديو إلى أن العملية تنطوي على تبريد الرأس المتبرع به إلى 15 درجة مئوية تحت الصفر (5 درجات فهرنهايت)، ووصله إلى جسم الشخص المتبرع، والذي يكون في حالة موت دماغي. ويشرح تفاصيل علمية، كذلك يظهر كيف أن الأوتار العصبية الشوكية من الرأس المتبرع به وتلك الخاصة بالجسم الذي يتلقى الرأس المزروع تنصهر معاً باستخدام "بولي إيثيلين غليكول".




ووفقاً للمعلومات المنشورة في مواقع طبية وإعلامية فإن أنظار العالم تركز على أكثر العمليات إثارة للجدل نهاية هذا العام، تلك العملية التي تقدر كلفتها المتوقعة بنحو 11 مليون دولار وتستغرق نحو 36 ساعة. كذلك يُشارك فيها أكثر من 150 طبيباً وممرضة.


الروسي فاليري سبيريدونوف المصاب بالهزال العضلي (يوري كادوبنوف/فرانس برس) 


وأوضح استشاري الأعصاب في مستشفى سانت جورج في لندن، ماثيو كروكر، أن فصل الرأس عن جسم المتبرع يحصل بعد التبريد ويحتاج إلى 60 دقيقة، وإن من المتوقع أن الجسم الذي يتلقى الرأس المزروع يدخل في غيبوبة "كوما" نحو ستة أسابيع.

وبما أن مجريات العملية نظرياً قابلة للتطبيق، وأن الأطباء درسوا كل تفاصيلها على مدى سنوات طويلة، وكذلك الاحتمالات التي تنتج عنها، أشار كروكر إلى أن النتائج غير مضمونة بأن يحرك المريض كل أطرافه، أو تعمل كل أعضائه، وربما لا يتمكن من التنفس.

وتثير العملية التي لم تتحول إلى حقيقة حتى الآن الكثير من الجدل حول مدى قبولها، خصوصاً أن مسألة التبرع بالأعضاء لا تزال حتى الآن غير مقبولة من عموم الناس. لكن كروكر يقول إذا نجحت العملية فإن الجدل يخبو.

(العربي الجديد)