أصرت الطفلة ملاك يزن عاصي (9 سنوات) من مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، على المشاركة في مسيرة طلابية للتضامن مع الأسرى المضربين وجابت شوارع رام الله، اليوم الثلاثاء، قبل أن ينتهي بها المطاف إلى خيمة الاعتصام الدائمة وسط المدينة.
تشتاق ملاك، الطالبة في الصف الرابع الأساسي، إلى والدها الأسير، وتبدو قلقة على سلامته في ظل الإضراب عن الطعام الذي يخوضه الأسرى الفلسطينيون لليوم الثاني على التوالي، فهي لم تره منذ عام ونصف العام، حيث يقضي حكماً بالسجن 3 أعوام، وتقول لـ"العربي الجديد": "يا ريت الناس كلها تشارك في الفعاليات وتدعم الأسرى. الأسرى غاليين على قلوبنا".
أما الطالب في الصف الخامس الأساسي، محمد مصلح، فانضم إلى المسيرة الطلابية التي نظمتها مدرسة الخطيب الأساسية في رام الله، وجاء ليساند الأسرى متشحاً بالكوفية الفلسطينية كبقية زملائه، وحاملاً العلم الفلسطيني.
شارك محمد الحلو، طالب الصف السابع الأساسي، في المسيرة الطلابية أيضاً، وله أقارب وجيران أسرى، يقول لـ"العربي الجديد": "جئت إلى المسيرة، ومن ثم إلى خيمة التضامن في ميدان الشهيد ياسر عرفات وسط رام الله، من أجل منع العزل الانفرادي للأسرى، ووقف الاعتقال الإداري بلا تهمة، فالأسير بهذا النوع من الاعتقال لا يعرف متى سيتم الإفراج عنه، علاوة على سوء الطعام المقدم للأسرى".
ويقول مجد صالح، طالب الصف السابع الأساسي، لـ"العربي الجديد"، إن "ما يحدث للأسرى في سجون الاحتلال سيئ، لا شيء يتوفر لهم كي يعيشوا حياتهم اليومية في السجن كما بقية البشر. جئت اليوم لمساندة الأسرى، وسأظل أشارك في فعاليات التضامن معهم لأدعمهم".
من جانبه، قال مسؤول قسم الأنشطة في مدرسة الخطيب، محمد الجيوسي، وهو منظم المسيرة، لـ"العربي الجديد"، إننا "نريد أن بني جيلاً فاعلاً لا ينسى الأسرى، ونرسخ أن الصغار لا ينسون الكبار، فالأسرى مفتاح القضية"، لافتاً إلى أن الفعاليات التضامنية مع الأسرى ما زالت ضعيفة في معركة كبيرة يخوضها الأسرى، "لا بد من وقفة جدية مع الأسرى الذين هم شهداء مع وقف التنفيذ".
Twitter Post
|
وقال سكرتير العلاقات الخارجية في الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى، عصام بكر، لـ"العربي الجديد"، إنه "بعد المسيرات الحاشدة التي شهدتها الأراضي الفلسطينية بالتزامن مع يوم الأسير الفلسطيني، أمس الإثنين، فإن الفعاليات مستمرة في خيم التضامن التي أقيمت في مراكز المدن والقرى، لنثبت أن الأسرى ليسوا وحدهم، وأن الفعاليات ليست في يوم الأسير فقط، وأنها ستشمل فئات وشرائح مختلفة من الشعب الفلسطيني في التفاف جماهيري وشعبي حول معاناة الأسرى".
ودعا بكر، المؤسسات الحقوقية الدولية للحراك "من أجل لجم الحالة الهستيرية الإسرائيلية التي بدأت بقمع الأسرى المضربين، في ظل الخشية من الإقدام على عزلهم، كمحاولة لتشتيت الهيئة القيادية للأسرى في السجون وعدم اتساع الإضراب، لكن الشعب الفلسطيني والأسرى مصممون على الاستمرار بالإضراب حتى تحقيق مطالب الأسرى".
ولفت إلى قيام سلطات الاحتلال بإجراءات عقابية بحق الأسرى بعد خوضهم الإضراب، ومنها سحب مقتنياتهم الشخصية، لكن الأسرى مصممون على الاستمرار وتصعيد الخطوات النضالية المشروعة حتى الالتزام تجاههم، وإعادة الصفة الاعتبارية لهم، وتحسين شروط اعتقالهم، وتوفير حقوقهم التي كفلها القانون الدولي، مشدداً على أنه قد آن الأوان لحماية الأسرى من المجتمع الدولي.
وأكد بكر على أن الأيام القادمة ستشهد اتساعاً في الحراك الشعبي في مراكز المدن الفلسطينية لإيصال رسالة أن الأسرى ليسوا وحدهم، حيث سيشمل الحراك قطاعات الشعب الفلسطيني المختلفة، "كل الخيارات مفتوحة إن استمرت إسرائيل في عدم الاستجابة لمطالب الأسرى".