مدارس سنجار السورية تنتظر الكتب والمدرسين.. والتلاميذ

11 ابريل 2017
أطفال في مدرسة بناحية سنجار (العربي الجديد)
+ الخط -
على مدار أكثر من أربع سنوات، حُرم معظم أطفال قرى ناحية سنجار، في ريف إدلب الشرقي، من الذهاب إلى المدارس. شلل تام تعاني منه العملية التعليمية في المنطقة حتى نسي كثير من الأطفال التعليم، واقتصرت حياتهم على مساعدة أهلهم في الرعي والزراعة.

مطلع العام الحالي، تحرك مجموعة من النشطاء والمدرسين من أهالي المنطقة لإنقاذ أطفال القرى الذين انخرطوا في دوامة الجهل والعمل في سن مبكرة، ونجحوا في إعادة افتتاح نحو 75 مدرسة، فيما بقيت 12 خارج الخدمة، كما استطاعوا استعادة 8 آلاف تلميذ.

يقول مسؤول التوجيه التربوي في ناحية سنجار، عدنان الخليفة: "بعد مؤتمر (من حقي أن أتعلّم)، قامت منظمة إنسانية بكفالة تسيير جزء من العملية التعليمية في الناحية، ودفع الرواتب لمدة محدودة للمعلمين. اليوم لدينا 4 مدارس للصفوف من الأول إلى التاسع، وثانويتان، والبقية مدارس تعليم أساسي حتى الصف السادس، بينها صفوف مجمعة من الأول إلى الرابع".
ويضيف الخليفة: "في البداية كان هناك تخوف من تشغيل المدارس بسبب المخاطر، لكن بعد انقطاع طويل بدأت العملية التعليمية تتواصل بشكل منتظم، في ظل حالة الهدوء النسبي بالمقارنة مع ريف إدلب الغربي".

وأضاف "قمنا بتشجيع الطلاب على العودة إلى المدرسة بمساعدة منظمة أهلية قدّمت بعض الدفاتر والأقلام. ورغم بساطة هذه المستلزمات إلا أنها تحدث فرقاً لدى العائلات الفقيرة، وهي كثيرة في ريف سنجار".

مع بداية العام الدراسي الحالي، وُزّعت كميات محدودة من منهاج التربية الحرة على المدارس، واضطر المدرسون وإدارات المدارس إلى توزيع كتب مستعملة كانت في مستودعات المدارس لتساعد الطلاب في الدراسة. يقول منسق المجتمع التربوي في المعرة، شجاع أبو توفيق: "بات على المدرس أن يدير اختلاف المناهج المتواجدة بين أيادي الطلاب، هناك اختلاف في ترتيب المعلومات وتواريخ الدروس وحتى الأفكار، حتى إن أكثر من طالب يضطرون إلى استعمال كتاب واحد".

في العديد من مدارس المنطقة لا يحظى جميع الطلاب بمكان يجلسون عليه خلال الدروس، خاصة في المدارس التي تستقبل طلاباً من المخيمات القريبة، منذ دخول المدرسة يتسابق الطلاب للحصول على مقعد، ويجلسون متلاصقين، فيما يجلس آخرون على حصائر بلاستيكية وأحياناً على الأرض.

أطفال سنجار يدرسون جلوسا على الأرض (العربي الجديد)



ووفقاً لأبو توفيق "تحتاج نحو 20 مدرسة في المنطقة إلى المزيد من المقاعد لاستيعاب أعداد الطلاب. خلال السنوات الماضية، أتلفت الكثير من المقاعد من قبل النازحين الذين قاموا بإحراقها بغرض التدفئة، فيما أتلفت أخرى في عمليات القصف".

في قرى ريف سنجار يعمل معظم الأطفال مع أهلهم في القطاع الزراعي، ومعظم الأهالي من الطبقة الفقيرة التي تعتمد على الزراعة ورعي الأغنام، وبسبب تزايد الفقر مع تدهور الحالة الاقتصادية، خلال السنوات الأخيرة، دفع كثير من الأهالي أطفالهم إلى العمل.

اليوم كثير من الأطفال يذهب إلى المدرسة صباحا ويعود للعمل مع العائلة بعد الدوام، وآخرون تركوا المدرسة نهائياً للعمل. بعضهم يقضي كامل نهاره في رعي الأغنام، أو خلف بسطة لبيع المنتجات الزراعية.

وكان كثير من المعلمين السابقين في مدارس المنطقة انصرفوا عن التدريس وفقاً للخليفة، كونهم مدرسين مؤقتين يعملون لصالح مديرية التربية التابعة للنظام، ويتقاضون شهريا 18 ألف ليرة (ما يقارب 35 دولاراً).

وفي ظل غياب المعلمين والمختصين، اضطر الموجهون التربويون في المنطقة إلى الاستعانة بغير المختصين لإعادة إحياء المدارس، وهم يسعون اليوم إلى تأمين فرص تدريبية حول طرق التدريس لتأهيل هؤلاء. يقول أبو توفيق "إضافة للمقاعد، وتوفير الكتب المدرسية بنسبة 50 في المائة على الأقل، نحتاج إلى دورات تدريب للمعلمين، خاصة أن الكثير منهم ليست لديهم خبرة في التدريس، ومن شأن هذه الدورات أن تحل مشكلة كبيرة".

وتمتد ناحية سنجار بطول 40 كم شرق محافظة إدلب، وتحتضن اليوم 100 ألف نسمة على الأقل، وتتألف من نحو 74 قرية صغيرة، يتوزع بينها نحو 30 مخيما تضم نازحين من ريف حماه الشمالي والشرقي.

دلالات
المساهمون