مقبرة عائمة بالقاذورات في الجزائر

05 مارس 2017
القبور عائمة بالمياه الآسنة (فيسبوك)
+ الخط -


"مؤلم أن تشاهد هذا في مقبرة، لا حرمة للميت، ولا احترام للمكان"، هذا ما قاله جمال، أحد سكان حي علي صادق في منطقة برج الكيفان في الضاحية الشرقية للعاصمة الجزائرية، عن الوضع المزري لمقبرة سيدي دريس في المنطقة، الغارقة منذ فترة بالقاذورات والأوساخ بعد الأمطار الأخيرة، دون أن تعمل السلطات على تنظيفها والحد من هذا الوضع المؤسف.

لم يعبّر جمال وحده من سكان الحي عن الصدمة حيال الواقع المؤلم لمقبرة المنطقة، فكثيرون غيره اعتبروا أن "للميت حرمة، وهذا الوضع هو انتهاك لحق الأموات وعائلاتهم من الأحياء معا". وطالبوا السلطات بالتدخل لإنهاء هذا الوضع.

وزاد من ألم السكان أن المقبرة تضم أيضا قبور عدد من شهداء ثورة التحرير، بينهم الشهيد المعروف في المنطقة علي الصادق. ويذكر سكان الحي أن هذا الوضع تفاقم خلال السنتين الأخيرتين بفعل ارتفاع منسوب مياه الوادي الذي تتجمع فيه القاذورات نتيجة الرمي العشوائي للنفايات. وأكد أحد السكان أن أكثر من 180 قبرا تعرضت للتجريف خلال السنتين الأخيرتين.

ولإصلاح الوضع، حاولت مجموعة من السكان والناشطين تنظيم حملة تطوع لتنظيفها، لكن الوضع يتطلب تدخلا من السلطات. وقال جمال: "فكرنا منذ فترة في أن ننجز حملة تطوعية لتنظيفها، لكن بالنسبة للمياه الآسنة ليس لنا القدرة على منع تسربها إلى المقبرة. هي تأتي من الوادي، في حين أن السلطات تملك إمكانيات لإصلاح الوضع"، مشيرا إلى أن السكان حاولوا في وقت سابق تسييج المقبرة لحمايتها، لكن المشاكل الناتجة عن مياه الوادي ومياه الأمطار وغيرها أضاعت جهودهم.

وفي وقت سابق، خصص خطيب مسجد برج الكيفان خطبة الجمعة لموضوع احترام حرمة الموتى وتنظيف المقابر. وتعهدت السلطات بالإسراع في إصلاح الوضع المرتبط أصلا بترحيل سكان الحي العشوائي الذي أقيم قرب المقبرة. وينتظر السكان مصيرهم ضمن برنامج وخطة الحكومة للقضاء على الأحياء الهشة والعشوائية في العاصمة الجزائرية وضواحيها.

السكان يناشدون الحكومة لإصلاح مقبرة سيدي دريس  (فيسبوك)