والحايك هو لباس تقليدي مكون من قطعة قماش أبيض، يكون فوق اللباس العادي للمرأة، ويغطي جسدها ورأسها وجزءاً من وجهها، وكان رائجاً في القرن الماضي بالمغرب، في مناطق الشمال والشرق، قبل أن يندثر تدريجياً ولم يعد له أثر حالياً إلا نادراً.
وجاءت دعوات نشطاء مغاربة بإعادة الاعتبار إلى الحايك، ومن خلاله جميع أزياء الحشمة، بالتزامن مع مسيرة النساء اللائي خرجن من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية إلى الشارع متباهيات بلباس الحايك وجذوره التاريخية الأحد الماضي.
وبحسب النشطاء الذين دعوا إلى هذه المسيرة التي جابت شوارع مدينة وجدة، فإن الهدف لا يكمن فقط في إثارة الانتباه إلى أهمية العودة إلى الأزياء التراثية الأصيلة، ولكن أيضاً من أجل إبراز جمالية اللباس المحتشم عند النساء.
الباحثة في علم الاجتماع ابتسام العوفير، قالت في تصريح لـ"العربي الجديد" إن مسيرة النساء بالحايك هي سابقة من نوعها في مدينة وجدة، المعروفة تاريخياً بهذا اللباس، إلى جانب الجزائر أيضاً، مضيفة أن الحايك ليس سوى رمز للحشمة النسائية في اللباس.
وتابعت الباحثة أن دعوات بعضهم إلى رد الاعتبار لزي الحايك يراد منها توجيه رسائل ضمنية يأن اللباس المتبرج بشكل صارخ بات يقلق البعض، مشيرة أيضا إلى أن العناية بالحايك وغيره هو درس للأجيال الشابة التي ولدت وترعرعت بعيداً عن الحشمة في اللباس.
واسترسلت المتحدثة بأن المجتمع المغربي تعرض لاختراقات عديدة وعميقة في ما يتعلق بالقيم السائدة، فقيمة الفردانية عوضت قيمة لتكافل والتآزر الاجتماعي، والماديات عوضت قيم القناعة، وقيم الانسلاخ من الهوية حلت محل التمسك بالجذور والأصالة.
وأردفت موضحة بأن "قيمة التعلق بما يفرزه الغرب من أزياء ومنتجات ومن صور براقة ولامعة، ومن تفاهات اجتماعية وسلوكية أحياناً، عوّضت بشكل كبير قيم الحشمة والعفة والوقار، والتشبث بالتاريخ والأصول، وهو ما أفضى إلى تناقضات صارخة داخل نفوس الأجيال الناشئة التي باتت تشعر بالحيرة والتيه".