مؤونة هدى... صناعة بيتية خالية من المواد الحافظة والملوّنات

24 مارس 2017
منتوجات طبيعية مائة في المائة (العربي الجديد)
+ الخط -
"العونة" مصطلح متعارف عليه في القرى اللبنانية مذ كانت النساء يُعددن مؤونة فصل الشتاء، من قبيل الكشك وربّ البندورة والمربيات على أنواعها وماء الزهر والزيتون وغيرها من المواد الغذائية التي يحتاج لها كلّ بيت.

كانت النساء يجتمعن كلّ يوم في بيت إحداهنّ لإعداد المؤونة وتقديم المساعدة إلى بعضهنّ بعضاً. أمّا اليوم فصار كل شيء مختلفا. كلّ ما يُطلب صار متوافراً على رفوف المتاجر الكبيرة والمحلات الصغيرة على حدّ سواء، فلم تعد النساء بالتالي في حاجة إلى تكليف أنفسهنّ عناء تأمين مؤونة البيت الشتوية.

ثمّة نساء ما زلن حريصات على تحضير مونتهنّ. هدى ضاهر من الشوف (محافظة جبل لبنان) واحدة من هؤلاء، وهي لا تعدّ المؤونة لعائلتها فحسب، بل تعرضها للبيع كذلك. في مهرجان للتراث في بلدة برجا في إقليم الخروب، كانت تعرض ما صنعته يداها وتتباهى به. تقول إنّ "تحضير المؤونة البيتية عادة كانت تتبعها جداتنا ومن بعدهنّ أمهاتنا. وأنا وبعض النسوة في قريتنا ما زلنا نحافظ على ذلك ونؤمّن ما نحتاج له في بيوتنا ليكون جاهزاً عند اللزوم. ونحن ما زلنا نتّبع الطريقة القديمة في تجهيز المؤونة، فتخلو منتوجاتنا من المواد الحافظة والملوّنات".

وتوضح هدى ضاهر أنّهنّ يصنعن "كلّ شيء في موسمه. في فصل الصيف مثلاً، نصنع ربّ البندورة والمكدوس واللبنة المكبكبة والكشك والزعتر والشراب على أنواعه. وفي الربيع، نصنع شراب الأبو صفير، وماء الزهر، وماء الورد، وماء القصعين". تضيف: "وهذه طبيعية مائة في المائة وتستعمل كبديل طبيّ لمواد كيميائية عدّة"، لافتة إلى أنّ "هذه المنتوجات متوارثة في العائلة".

بعدما بدأت هدى ضاهر تصنع مونتها وقد ورثت عادتها، راحت شيئاً فشيئاً تشارك في معارض. في ذلك فائدة ماديّة كذلك. تقول: "في البداية كنت أؤمّن مؤونة بيتي، وبعدها تطوّر ذلك، وصرت أعرض منتوجاتي في معارض من خلال جمعيات تؤمّن لنا الاتصال بالقائمين على تلك الفعاليات. وهكذا، صار هناك إقبال على منتوجاتنا". وتؤكّد أنّ ربّات البيوت مهتمّات بأن تكون مؤونتهنّ صحية وطبيعية وخالية من المواد الكيميائية والملوّنات.

في خارج مواسم المعارض، تؤمّن هدى ضاهر منتوجاتها في بيتها، مع الإشارة إلى أنّ "منتوجاتي أصنعها كلّ سنة بسنتها". كذلك، تحرص على أن تكون الأسعار "مقبولة من قبل الجميع. لكنّها تختلف ولا شكّ بين سلعة وأخرى".

دلالات
المساهمون