الجزائريون يريدون خدمة "واي فاي" في الأماكن العامة

21 فبراير 2017
أصبحت الخدمة مطلباً للجزائريين (خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -
كان الجزائري يسأل في السابق عن اتجاه القِبلة من أجل الصلاة أثناء زيارته للأقارب، أما اليوم فصار يسأل عن خدمة "واي فاي". فالجزائريون اعتادوا الإبحار في الإنترنت، بل باتوا مهووسين باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" وغيرها.


ورغم هذا الإقبال والاهتمام والهوس، إلا أن المقاهي وصالونات الشاي وأماكن الترفيه لا زالت بعيدة كل البعد عن استعمال "واي فاي"، ولم تدخل خدمات الإنترنت السوق التجارية بعد.


رواد المقاهي والصالونات يحتاجون للإنترنت، خصوصا أولئك القادمين من خارج الجزائر. ويرى سيد علي، وهو أحد التجار، أنها وسيلة لجلب الزبائن، وخصوصا في الأحياء المحيطة بالجامعات، ومع آلاف الطلبة الذين يحتاجون لخدمات التواصل عن بعد، لكنه يوضح لـ"العربي الجديد"، أن توفر هذه الخدمة لم يحن بعد في ثقافة التجار على اختلاف مستوياتهم، وحتى في الصالونات الفاخرة.


غياب تلك الخدمة في الواقع يزعج الكثيرين، لكن هناك من يرى أنها في طريق التحقيق في المستقبل القريب.


ويشير سيد علي إلى أن وضع الأجهزة التلفزيونية في المقاهي هي خدمة إضافية يتمتع بها الزبائن لمشاهدة المباريات الكبرى لكرة القدم، فيزداد إقبال الجزائريين على المقاهي لضمان الفرجة والصحبة.





ويقول محمد، وهو أحد المولعين بكرة القدم، لـ"العربي الجديد"، إن "طلب الزبائن المتكرر لخدمة الواي فاي سيدفع أصحاب المحال التجارية إلى توفيرها، وهي لن تكلفهم كثيرا، لأن كلفة توفيرها للزبون تُقتطع من ثمن المشروبات والمأكولات التي يطلبها رواد تلك الأماكن".


رغم التطور الذي تشهده الجزائر في عمليات الربط بالإنترنت على نطاق واسع، بحسب تصريحات المسؤولين القائمين على قطاع تكنولوجيات الاتصال في البلاد، وخصوصا في المؤسسات والمديريات والمراكز الحكومية والخاصة الكبرى، إلا أنها لم تتوفر في قاعات الاستراحة والمقاهي.


شركة الاتصالات في الجزائر(فيسبوك) 



ويعتبر الجزائريون أن الواقع متأخر من هذه الناحية بالمقارنة مع تونس والمغرب. وبحسب الأستاذ الجامعي عمار جندل، الذي تحدث لـ"العربي الجديد"، فإنه لا يجد صعوبة في التواصل مع زملائه وعائلته ومع المؤسسات البحثية عندما يسافر في زيارة عمل أو مهمة بحثية إلى تونس أو المغرب، لأنه في أي مقهى يمكنه أن يتواصل عبر الإنترنت، بل ويعمل أحيانا في هذه الأماكن العمومية.


ويعتبر توفر الإنترنت في فضاءات الترفيه والتسلية جزءا لا يتجزأ من النشاط الاقتصادي. ويذكر الأستاذ في كلية العلوم الاقتصادية بولاية بومرداس، السعيد نوي، لـ"العربي الجديد"، أن "الجزائر في مرتبة متأخرة في هذه الخدمة التي تجلب الزبائن، باستثناء بعض الأماكن التي تعد على الأصابع مقارنة بتونس مثلا، التي تستقطب سنويا آلاف السياح في فصل الصيف، ولا يجدون صعوبة في استخدام الإنترنت في مختلف الأماكن العمومية، ما يؤشر إلى أن الإنترنت أصبح جزءاً من النشاط الاقتصادي في فضاءات الترفيه والتسلية".


انعدام هذه الخدمة في الأماكن العامة، يضطر الجزائريين إلى استخدام الإنترنت عبر الأجهزة الخلوية أو الهاتف الجوال، ودفع اشتراكات مباشرة. ويقول الشاب نور الدين، الذي يعمل في مؤسسة حكومية في العاصمة الجزائرية، لـ"العربي الجديد"، إن الربط بالإنترنت غير متوفر في أماكن الراحة بالجزائر، فيضطر المواطن إلى الاشتراك بما تقدمه شركات الاتصالات، وهي مكلفة الثمن".



المساهمون