التنمية والسعادة والإرهاب في القمة العالمية للحكومات

13 فبراير 2017
انطونيو غوتيريس خلال كلمته في القمة العالمية للحكومات (تويتر)
+ الخط -




دعت مديرة برنامج الأمم المتحدة للتنمية، هيلين كلارك، العالم للاستمرار في تطبيق أهداف التنمية المستدامة للتصدي للعنف، كما دعت الأمم المتحدة إلى التفكير خارج الصندوق لإيجاد الطرق الأنسب لتعزيز السلام.

وقالت كلارك في اليوم الثاني من القمة العالمية للحكومات المنعقدة في دبي: "هل الأمم المتحدة مستعدة للتعامل مع التحديات الجديدة عند حدوثها؟ يجب أن يتم تحديث المؤسسات بشكل مستمر".

وتابعت كلارك: "نحن بحاجة للتفكير من منظور شمولي، حيث يمكن لعملية التنمية المستدامة المساهمة في معالجة نسب الفقر العالية، وعدم المساواة، وغياب حكم القانون. والحكومات بحاجة للعمل بشكل شمولي، بحيث لا يمكن التعامل مع هذه المسألة في ليلة وضحاها إلا أنه يجب معالجتها لتحقيق السلام، ويمكن لأهداف التنمية المستدامة القيام بذلك".

وحذرت المسؤولة الأممية من الارتفاع الحاد في معدلات النزاع منذ عام 2011، وموجات العنف والإرهاب المتواصلة، وعلقت: "تواجه الأمم المتحدة صعوبة في التعامل مع هذه النزاعات، حيث تُعد أعداد صانعي السلام غير كافية غالباً في الوقت الحالي أو قد تكون غير مجهزة لاتخاذ الإجراء السليم، أو أنها لا تملك السلطة لوقف العنف".

وأضافت: "نظراً لكون عملية نشر الأمن والسلام جوهر رسالة الأمم المتحدة، من المهم معالجة ما يحفز الارتفاع الحاد في النزاع حالياً، ولا يجب على الدول الأعضاء انتظار قيام الأمم المتحدة بإصلاح ميثاق الأمن لديها حتى تتمكن من معالجة جذور العنف. لا يمكن أن تكون هناك تنمية مستدامة دون سلام والعكس صحيح".

وقال الأمين العام للأم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إن "علينا أن نعمل على تطوير نظام الأمم المتحدة في مجال التنمية"، مشدداً على أن "الأمم المتحدة عليها أن تعمل بشكل حيادي وغير منحاز. لا نعيش اليوم في عالم أحادي أو ثنائي بل متعدد الأقطاب مع انعدام الثقة بين البلدان. الأمر الذي يعقد النزاعات".

وأكد غوتيريس أن "الفجوة بين المجتمعات المدنية والحكومات في اتساع مستمر، والنظام السياسي المعاصر لم يستطع التأقلم مع التغيرات التي يشهدها العصر بفضل تكنولوجيا المعلومات".

بدوره أكد أستاذ علم النفس الاجتماعي في جامعة ميريلاند، آري كروغلانسكي، في مداخلة له أمس، أن "التطرف هو انحراف متعمَّد عن القواعد العامة للسلوك، يدفعه اختلال التوازن العاطفي، حيث يصبح كل شيء يتم إنجازه بسبب هذا التحفيز مباحًا".

وأضاف كروغلانسكي: "توصّل علماء النفس إلى أن للبشر العديد من الاحتياجات الأساسية مثل الحاجة للمحبة، والأمان، والاحترام، والإنجاز، والبقاء. ولكن هناك تقييدات متبادلة تفرضها كل من الاحتياجات على الأخرى، ولكن إن هيمنت إحداها على الأخرى، تتم تنحية كل شيء آخر جانبًا وتتوقف التقييدات التي تُمارَس على السلوكيات الإنسانية".



وقال السير ريتشار لايارد، مدير مركز الأداء الاقتصادي في كلية لندن للاقتصاد، إنه "يتعين على الحكومات في جميع أنحاء العالم إعطاء الأولوية لمقاومة قضايا الصحة النفسية، على اعتبار أن مؤشرات السعادة تشير إلى أن معظم الأشخاص يرغبون عمومًا بالتمتع بصحة جيدة لكي يكونوا سعداء، وخاصةً الصحة النفسية".

وأضاف لايارد: "بالمتوسط، يعاني واحدٌ من بين ستة بالغين من الاكتئاب وأشكال أخرى من الإعاقات العقلية، ومع ذلك لا يوجد بلد في العالم يتلقى على الأقل ثلثُ سكانهِ العلاج، في حين أن الأبحاث تُظهر أنه قد تم تشخيص اضطرابات في الصحة النفسية لدى معظم الأشخاص غير السعداء".

وتأييدًا للفكرة القائلة إن السعادة تنبع إلى حد كبير من الداخل، أضاف السير لايارد، أن "كيفية تفاعل الأشخاص مع ما يحدث لهم في بيئتهم الخارجية هو ما يساهم بسعادتهم الداخلية، وعلى الرغم من أن دعم رفاهية الشعوب هو واجب الحكومات، إلا أن الموضوع ليس موضع سياسات فحسب، ولكن أيضًا فكرة كيف نعيش حياتنا وكيف نساهم في تحقيق السعادة للعالم".

وأوضح كبير أساتذة المعهد الكندي للأبحاث المتقدمة، البروفسور جون هيليويل، أن "سعادة الفرد تقوم على التقارب، ذلك أن 90 في المائة من التفاعلات المباشرة للأشخاص تؤثر في إحساسهم بالرفاهية".

وتابع: "لدى الأشخاص درجة من التحكم بسعادتهم لأنهم يتحكمون بالإطار الذي يعيشون ضمنه. ولذلك إن أردت أن تشعر بشعور أفضل حيال الأمور، ابدأ بتحويل عملية ركوبك في المصعد في المرة القادمة إلى مناسبة اجتماعية على وشك الحدوث بدلًا من النظر إليها على أنها عقوبة بالسجن".






المساهمون