مأساة القرن بالأرقام...981 ألف قتيل و55 مليون فقير في 5 دول عربية

13 ديسمبر 2017
+ الخط -
تزرع الحروب الدائرة في عدد من الدول العربية أزمات إنسانية تصل إلى مرتبة المأساة. بين اليمن والعراق وسورية وليبيا وفلسطين الكثير من النقاط المشتركة، نقاط توحد شعوب هذه البلدان تحت سوط الفقر والبطالة، تحت نيران الموت، وعلى طرقات النزوح واللجوء.

"العربي الجديد"، رصد المؤشرات الأساسية في تلك البلدان، ليخرج بأرقام تبين أن عددا من الدول لا يتمتع بإحصاءات رسمية منذ سنوات، إلا أن البيانات المتوافرة أظهرت أن عدد القتلى خصوصاً من المدنيين في هذه البلدان الخمسة وصل إلى 981 ألفاً بالحد الأدنى، وذلك منذ بدء العمليات العسكرية في كل من سورية واليمن وليبيا، ومنذ اجتياح العراق في العام 2003، ومنذ انتفاضة الأقصى في فلسطين في العام 2000. في حين وصل عدد الفقراء في هذه البلدان إلى 54.8 مليون فقير.

أما عدد الجرحى، فوصل إلى 2.7 مليون جريح، في حين تم تسجيل 13.8 مليون نازح داخلي، و11.8 مليون لاجئ خارج بلده، واختلفت نسب البطالة من 19% في ليبيا وصولاً إلى 70% في كل من اليمن وسورية. 

اليمن

تختلف الإحصائيات في اليمن بحسب الجهات التي تعلنها، وقد أعلن تقرير المركز القانوني للحقوق والتنمية، الذي نشر في مارس/ آذار أن عدد الضحايا المدنيين قد بلغ 32.749 ما

بين قتيل وجريح، بينهم 2.646 شهيدا من الأطفال، 1.922 امرأة، 7.728 رجلًا، وجميعهم من المدنيين.

وذكر المركز أن عدد الجرحى الموثقين لدى المركز من الأطفال بلغ 2.463 طفلًا، كما بلغ عدد النساء 2.074 امرأة، وبلغ عدد الجرحى من الرجال 15.916 رجلًا.

وكانت وزارة الصحة والسكان قد أعلنت أن عدد القتلى والجرحى المبلغ عنهم لديها يزيد عن 30 ألف مدني، ما بين قتيل وجريح.

أما بحسب مكتب المفوض السامي الأممي لحقوق الإنسان، فقد "بلغ عدد القتلى في اليمن من 2015 إلى 10 أكتوبر/تشرين الأول من العام 2016 حوالي 4125 مدنيا على الأقل، وعدد الجرحى 7207، أصيب أغلبهم في غارات التحالف الجوية".

ووفق التقرير الأخير لمنظمة هيومن رايتس ووتش، فإن أكثر من 80% من مجموع السكان في اليمن البالغ عددهم 20 مليوناً يحتاجون إلى مساعدات إنسانية. 

وأعلنت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، إن عدد النازحين والمهجرين قسريا داخل اليمن حتى أغسطس/ آب 2016، ارتفع إلى 3 ملايين و154 ألفاً و527 شخصاً.

في حين كشف تقرير للوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في يونيو/ حزيران الماضي، أن عدد النازحين خارج اليمن بلغ أكثر من 312 ألف نازح موزعين على عدد من الدول العربية والأجنبية.

وقال البنك الدولي في يوليو/ تموز 2016 إن عدد الفقراء يتزايد في اليمن، حتى تجاوز 85% من السكّان الذين يقدّر عددهم بـ27 مليون شخص (أي بما يوازي 22.9 مليون فقير).  

وأعلنت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتورة ابتهاج الكمال في يونيو/ حزيران الماضي، أن نسبة البطالة وصلت إلى 70% من إجمالي القوى العاملة في اليمن.

العراق

تُظهر الأرقام التي حصلت عليها "العربي الجديد" (عثمان المختار)، سقوط نحو 430 ألف قتيل عراقي منذ عام 2003 ولغاية مطلع عام 2017 الحالي. 

كما سقط 620 ألف جريح عراقي، وسجّلت سنوات ما بعد الاحتلال وجود 3.4 ملايين مهجّر خارج العراق موزعين على 64 دولة عربية وأجنبية، إضافة إلى 4.1 ملايين مهجر داخل العراق.

وتُظهر الأرقام أن معدل العراقيين المسجلين تحت خط الفقر بأقل من 5 دولارات في اليوم الواحد يصل إلى 35% (حوالي 13.3 مليون فقير)، وتُسجل البطالة في البلاد نسبة 31%.

سورية

بلغ عدد القتلى جراء الصراع في سورية 470 ألفاً حتى فبراير/شباط 2016، وفقا لمنظمة

"المركز السوري لبحوث السياسات" البحثية. أدى توسّع القتال وتصاعده في سورية إلى أزمة إنسانية أليمة، مع 6.1 ملايين نازح و4.8 ملايين طالب لجوء، وفقا لـ "مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية". في حين يقدر عدد الجرحى بنحو 1.9 مليون إنسان. 

بحلول منتصف عام 2016، كان هناك ما يقدر بمليون نسمة يعيشون في المناطق المحاصرة ومحرومون من المساعدات الضرورية للحياة والمساعدات الإنسانية.

تستمر القوات الحكومية، وفق هيومن رايتس ووتش، في ارتكاب الاعتقال التعسفي وسوء المعاملة والتعذيب والإخفاء القسري على نطاق واسع ومنهجي في سورية، ولقي 12679 شخصا على الأقل حتفهم في الاحتجاز بين مارس/آذار 2011 ويونيو/حزيران 2016.

وفي أبريل / نيسان من العام الماضي، خلص تقرير أعدته كل من اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا التابعة للأمم المتحدة (الإسكوا) وجامعة سانت أندروز إلى أن عدد السوريين الذين يعيشون تحت خط الفقر تضاعف 3 مرات تقريبا منذ اندلاع الحرب قبل 5 سنوات، وأن نحو 83,4% من السوريين يعيشون الآن تحت خط الفقر (14.9 مليونا فقير).

في حين قالت الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان إن معدل البطالة بين الشباب ارتفع إلى ما نسبته 60-70%، وأشارت إلى أن قوة العمل كانت للقطاع الخاص، والذي شكل 70% من العمالة.

ليبيا 

يقول تقرير هيومن رايتس ووتش إن القوات المتحالفة مع جميع الحكومات وعشرات المليشيات

واصلت التصادم في ليبيا، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية مع وجود قرابة نصف مليون نازح داخليا. 

وأحصت وكالة الأمم المتحدة للهجرة في 5 يونيو/ حزيران 2017 وجود 256.615 نازحا داخليا و227.866 عائدا و351.382 مهاجراً.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2016 كشفت دراسة للمجلس الوطني للتطوير الاقتصادي والاجتماعي وصول نسبة البطالة بين الشباب الليبي إلى 41% من إجمالي الفئة العمرية (19 حتى 34 عاما). 

ووفقا لتقرير أصدره البنك الدولي عام 2015 بعنوان ديناميكيات سوق العمل في ليبيا: إعادة الإدماج من أجل التعافي، فإن معدل البطالة في ليبيا 19٪ حتى 2014.

وفي حين تغيب الأرقام الرسمية المحدثة تماماً اليوم، أعلنت وزارة رعاية أسر الشهداء والجرحى والمفقودين الليبية في 2013 أن عدد قتلى ثورة 17 فبراير/شباط الواردة أسماؤهم في سجلاتها بلغ 55 ألفاً و17 قتيلا، وأشارت تقارير إعلامية إلى أن عدد القتلى منذ يناير/كانون الثاني 2014 حتى 2015 بحسب منظمات غير رسمية أكثر من 2801 قتيل.

في حين أكد محمود الناكوع سفير ليبيا لدى بريطانيا في تصريحات إعلامية في العام 2011 أن عدد المصابين والجرحى وصل إلى 60 ألفا. ويقول تقرير للأمم المتحدة إن عدد الجرحى بين أيار/ مايو2014 وأيار/ مايو 2015 وصل إلى 20 ألف جريح.

ووفقاً لتقارير غير حكومية إن معدلات الفقر في البلاد تصل إلى 40% (2.4 مليون فقير)، وهي في تزايد؛ وذلك أثّر في التدهور الأمني والمعارك الدائرة بين الفرقاء في ليبيا، التي أثرت سلباً على القطاع النفطي الذي يمثّل 95% من عائداتها.


فلسطين

تظهر أرقام مركز الإحصاء الفلسطيني في منتصف 2016 أن نسبة اللاجئين الفلسطينيين في

فلسطين تشكل ما نسبته 42.8% من مجمل السكان الفلسطينيين المقيمين في فلسطين نهاية العام 2015، كما بلغ عدد اللاجئين المسجلين لدى وكالة الغوث في العام 2015، حوالي 5.59 ملايين لاجئ فلسطيني. 

يعيش حوالي 28.7% من اللاجئين الفلسطينيين في 58 مخيماً تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سورية، و12 مخيماً في لبنان، و19 مخيماً في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة. ويمثل اللاجئون في لبنان والأردن وسورية حوالي 3 ملايين لاجئ.

وتمثل هذه التقديرات الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين باعتبار وجود لاجئين غير مسجلين، إذ لا يشمل هذا العدد من تم تشريدهم من الفلسطينيين بعد عام 1949 حتى عشية 1967 "حسب تعريف وكالة الغوث للاجئين" ولا يشمل أيضا الفلسطينيين الذين رحلوا أو تم ترحيلهم عام 1967 على خلفية الحرب والذين لم يكونوا لاجئين أصلا.  

وبلغ عدد الشهداء منذ بداية انتفاضة الأقصى 10,369 شهيدا، خلال الفترة 29/09/2000 وحتى 31/12/2016. في حين تشير بيانات وزارة الصحة إلى أن عدد الجرحى بين عامي 2000 و2011 وصل إلى 60 ألف جريح. 

وأظهر تقرير القوى العاملة الصادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني العام الحالي، أن البطالة في فلسطين سجلت نسبة 26.9% خلال العام الماضي 2016، ارتفاعاً من 25.9% للعام السابق عليه. ووصلت نسبة الفقر في فلسطين وفق الجهاز المركزي للإحصاء إلى 25.8% (1.3 مليون فقير).