النوبة تودّع الناشط جمال سرور... ضحية معركة "الأمعاء الخاوية"

05 نوفمبر 2017
الناشط النوبي جمال سرور (تويتر)
+ الخط -

بينما يجلس الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على خليج "نبق" بمنتجع شرم الشيخ، أمام مياه البحر الأحمر، تحت أكبر قبة عملاقة في الشرق الأوسط، التي من المقرر أن تشهد الجلسة الاحتفالية لـ"منتدى شباب العالم"، مساء اليوم الأحد؛ تودّع محافظة أسوان، أقصى جنوب مصر، شهيدها جمال سرور، كما يصفه محبوه، الذي وافته المنية في محبسه إثر غيبوبة سكر أصابته، بعد إضرابه عن الطعام منذ أيام، اعتراضًا على سوء المعاملة داخل السجن.

سرور الذي سقط أمس يعتبر أول ضحية من النوبيين في "معركة الأمعاء الخاوية"، التي تشهدها السجون المصرية، منذ نحو أسبوع، احتجاجًا على الحبس التعسفي، وسوء المعاملة، والإهمال الطبي.

حركة الاشتراكيين الثوريين، من جانبها، نعت سرور، وقالت، في بيان لها نشرته أمس "سقط اليوم الشهيد البطل جمال سرور، الذي تُوفي إثر إضرابه عن الطعام لمدة أربعة أيام، في سجن الشلال بأسوان، بينما الديكتاتور السيسي يفتَتِح مؤتمراً لشباب العالم تحت شعار دعوة للحوار، ليُجسِّد بموته كذبَ وتلفيقَ آلةِ الدولة العسكرية ويكشف حقيقتها".

واعتُقل سرور مع 24 آخرين يوم 9 سبتمبر/أيلول الماضي، ووُجِّهَت لهم تهمٌ بالتظاهر وتعطيل الطرق، بعد وقفةٍ في الدفوف للمطالبة بحق العودة إلى الأرض. وقالت الحركة: "لم تسمعهم سوى سلطة الأمن العسكرية التي ألقت القبض عليهم، ولفَّقَت لهم تهمًا لطالما لفَّقَتها لكلِ ذي مطالب".

وحسب رواية "الاشتراكيين الثوريين"، مات سرور داخل السجن، بعد أن دَخَلَ في غيبوبة سكر استمرت ثلاث ساعات، لم يتحرَّك فيها أي مسؤول لنجدته، رغم علمهم بمرضه وبالأدوية التي يتناولها. ولم تساعده توسلات زملائه المُعتَقَلين للمسؤولين لإرسال سيارة إسعاف لنجدته في وقتها.

وقالت الحركة: "سرور قُتِل، والقاتل معلومٌ أمامنا؛ وهو السلطات العسكرية وإهمالها المُتعمَّد والذي تسبَّب في وفاته، هو ما يجب أن يدفعنا إلى بذل المزيد من الجهد التضامني مع أبطال معركة الأمعاء الخاوية في سجون العسكر".

وذكرت مصادر أمنية أن الوفاة حدثت إثر هبوط حاد في الدورة الدموية، لأن سرور كان يعاني من مرض السكر، فأصيب بغيبوبة أدت إلى أزمة قلبية وهبوط حاد في الدورة الدموية. وعلم "العربي الجديد" أن مديرية أمن أسوان أعلنت حالة الاستنفار الأمني تحسبًا لخروج مظاهرات.


والمعروف أن جمال سرور ناشط نوبي ورئيس اتحاد النوبيين في فرنسا، ويحمل الجنسيتين المصرية والفرنسية، وشارك في مسيرة الدفوف النوبية الشهيرة، بعد وصوله من فرنسا، واعتقل برفقة 24 آخرين، بتهمة التظاهر بدون تصريح مسبق من الجهات المختصة وقطع الطريق العام وترديد الهتافات والشعارات التي تندد بالدولة، وتلقي التمويلات في واقعة القضية رقم 5653 لسنة 2017 إداري قسم أول أسوان، المعروفة إعلاميا باسم "مسيرة الدفوف".

وكانت محكمة الجنح المستأنفة بأسون قررت، في 30 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تجديد حبس المتهمين 15 يوماً، للمرة الخامسة على التوالي.



وأعلن 8 معتقلين من مسيرة الدفوف بأسوان دخولهم في إضراب عن الطعام والانضمام لمعركة الأمعاء الخاوية، في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، كان من بينهم سرور.

وبحسب نشطاء نوبيين، كان لجمال سرور العديد من الأنشطة الخدمية داخل محافظة أسوان، إذ دعم الراحل مشروعًا قوميًا في قرى النوبة بعنوان "ازرع شجرة"، ومنح المحافظة العديد من التبرعات، واهتم بالضغط على المحليات لتقديم خدمات للمواطن النوبي في جميع مجالس محليات النوبة في أسوان. كما دعم كل الوقفات والمطالب النوبية، ولم يبخل لحظة في أن يكون وسط الجموع، وكان يقف بجرأة أمام أي مسؤول يحاول أن يقلل من شأن النوبة ومكاناتها، حسب شهادة الناشط النوبي أبو عائشة كرار.

من جانبه، كتب الناشط النوبي طارق جمعة، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" يقول: "النوبة ماتت ولا عزاء للنوبيين الذين تخاذلوا ولم يقفوا مع الأبطال... أول شهيد نوبي في المطالبة بحقوق النوبيين جمال سرور".