"رايتس ووتش": قوات حفتر تنفّذ إعدامات جماعية في ليبيا

29 نوفمبر 2017
مطالب بمحاكمة المتورطين في تلك الإعدامات (Getty)
+ الخط -

أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، اليوم الأربعاء، أن جماعات مسلحة موالية للواء المتقاعد خليفة حفتر نفّذت، على ما يبدو، إعداما جماعيا لعشرات الرجال في بلدة الأبيار الليبية.

وذكر تقرير المنظمة أنه، في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2017، اكتشفت الشرطة المحلية جثثا لـ36 رجلا، جميعهم أعدموا قرب الطريق الرئيس جنوب شرق الأبيار، على بعد 50 كيلومترا شرق بنغازي. ونقلت السلطات الجثث إلى المستشفى، حيث جاءت العائلات للتعرف عليها.

ونقلت المنظمة عن 6 من أقارب الضحايا أن الرجال اعتُقلوا في تواريخ مختلفة من قبل جماعات مسلحة موالية لحفتر في بنغازي، أو مناطق أخرى خاضعة لسيطرته.

جاء هذا الحادث بعد سلسلة من عمليات القتل والإعدام غير القانونية في بنغازي التي دفعت المدعية العامة لـ"المحكمة الجنائية الدولية" إلى إصدار مذكرة اعتقال ضدّ قائد في القوات الخاصة للجيش الوطني، في 15 أغسطس/آب الماضي.

وقال نائب مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "هيومن رايتس ووتش"، إريك غولدستين: "تعهدات "الجيش الوطني الليبي" (موال لحفتر) بالتحقيق في عمليات القتل غير القانونية المتكررة في مناطق سيطرته شرقي ليبيا، لم تؤد إلى أي نتيجة حتى اليوم. إذا كان التعهد بالتحقيق في هذا الاكتشاف البشع في الأبيار مجرد وعد فارغ آخر، فسيكون قد تغاضى عمّا يبدو أنها جرائم حرب".

والتقت المنظمة أقارب ضحيتين في طرابلس وأجرت مقابلات هاتفية مع أقارب أربعة آخرين، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي ونوفمبر/تشرين الثاني الجاري. وقالوا جميعا إن أقاربهم اعتقلوا في وقت سابق من 2017، بعضهم ليومين فقط، قبل العثور على الجثث، ولم يسمعوا عنهم أي أخبار من وقتها.

وقالوا أيضا إن أقاربهم كانوا يحملون آثار إصابة واحدة أو أكثر بطلق ناري، وأياديهم مقيّدة خلف ظهورهم، وذلك استنادا إلى معلومات حصلوا عليها من أقارب لهم رأوا الجثث في "مركز بنغازي الطبي"، المعروف أيضا بـ"المستشفى 1200". ولم يطلع معظم من أجريت معهم المقابلات على التقارير الطبية.

كما أفاد جميع الأقارب بأن جماعات مسلحة من بنغازي منعت العائلات من نصب خيام أمام منازلهم في بنغازي لاستقبال المعزّين في فترة الحداد التقليدية التي تستمر 3 أيام.




وراجعت "هيومن رايتس ووتش" قوائم متعددة تحتوي على أسماء 25 شخصا عُثر عليهم في الأبيار، ولكنها لم تتمكن من تحديد ما إذا كانوا مدنيين أو مقاتلين من قوات معارضة لحفتر.

وراجعت أيضا صورا للجثث، منها صورتان جماعيتان للضحايا، على ما يبدو، نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي من مصادر غير محددة، في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وتُظهر هذه الصور الجماعية 35 جثة على الأقل في ميدان مفتوح. كما راجع الباحثون صورا أخذت من مسافة قريبة لـ23 ضحية وقارنتها بالصور الجماعية والصور التي أرسلها الأقارب.

وكانت أيدي أغلب الضحايا الـ23 الذين صُوّروا عن قرب، مقيّدة خلف ظهورهم بأغلال بلاستيكية، وكان كل واحد منهم غارقا في بركة دم، على ما يبدو. وكان أغلبهم يحملون إصابات بطلقات نارية في الرأس أو الرقبة أو الوجه.

وقال ستيفان شميت، محقق طب شرعي راجع الصور، إن الإصابات كانت متسقة مع إعدامات من مسافات قريبة في المكان الذي وُجدت فيه الجثث. يبدو أن الجثث بقيت على حالها من وقت إعدامها حتى عُثر عليها. كما قال إن الصور أخذت على الأرجح بعد ساعات قليلة من الإعدامات، لأن الدم لم يجف بالكامل على ما يبدو.

وقابلت المنظمة هاتفياً مدير شرطة الأبيار، العقيد جلال الهويدي، الذي قال إن جميع الجثث عُثر عليها في مكان واحد في الكسّارات، وهي منطقة صحراوية جنوب شرق الأبيار. وأوضح أن قواته أُخبرت بوجود جثث، جميعها لأشخاص أعدموا في نفس المكان، فوصلوا إليها في 26 أكتوبر، حوالي الساعة 1:30 ظهرا. وقال إن قواته نقلت الجثث، بمساعدة "الهلال الأحمر"، إلى مستشفى في بنغازي يُعرف بالمستشفى 1200، بعد أن عاين "قسم البحث الجنائي" والنيابة العامة مسرح الجريمة.

كما قابلت "هيومن رايتس ووتش" رئيس التحقيقات في النيابة العامة بطرابلس، الصدّيق الصور، في 28 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وأكد العثور على 35 جثة في مكان ما في الأبيار، وعلى جثة أخرى في منطقة القوارشة في بنغازي. ولفت إلى أن مكتبه فتح تحقيقا في عمليات القتل، وكان على اتصال مع المحامي العام في بنغازي.

وشدد التقرير أيضا على وجوب أن يخضع المتورطون في هذه الجرائم لملاحقة جنائية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.



(العربي الجديد)