مؤتمر هلسنكي... الدعم المالي الأكبر للسوريين بتاريخ المؤتمرات

25 يناير 2017
من فعاليات مؤتمر هلسنكي (جوسي نوكاري/فرانس برس)
+ الخط -



أكدت الحكومة الفنلندية، اليوم الأربعاء، إعطاء الأولوية لتنفيذ مشروع "سورية 2017"، على عكس ما جرى في السنوات السابقة، وجمع المبلغ الذي لحظه المشروع والبالغ 4.63 مليارات دولار لصالح اللاجئين السوريين الذين اضطرتهم الحرب إلى مغادرة بلادهم، إضافة إلى مبلغ 3.4 مليارات دولار تذهب للسوريين في داخل سورية، من نازحين ومدنيين في أمس الحاجة للدعم.

ووفق معلومات "العربي الجديد"، تمكن المؤتمر من الوصول إلى مبلغ 4.6 مليارات دولار حتى اللحظة، إضافة إلى نحو 3.4 مليارات دولار أخرى مخصصة لسوريي الداخل، تعد المبالغ الأضخم في تاريخ المؤتمرات التي عقدت لدعم السوريين.

وبحسب مصادر من سكرتاريا المؤتمر في هلسنكي، فإن "جزءا كبيرا من الأموال تذهب إلى تمويل مباشر لمشاريع يقدمها وينفذها الناس بأنفسهم بعيدا عن البيروقراطية وأخطاء الماضي وتدخل سلطات دمشق في الاستيلاء على بعضها".

وأردف المصدر "جرت مناقشة الأخطاء السابقة في طريقة تقديم المساعدات المالية عبر منظمات الأمم المتحدة".

وتأتي التأكيدات الفنلندية التي وردت على لسان وزير الخارجية، كاي موكانين، بعد استضافة هلسنكي مؤتمرا دوليا لدعم سورية، أمس الثلاثاء، برعاية الأمم المتحدة لدعم السوريين داخل وخارج الحدود.

وأوضح موكانين، في مؤتمر صحافي عقد بعد ظهر أمس، أن "انخراط فنلندا في دعم السوريين قائم منذ أكثر من 17 عاماً عبر المشاريع"، مشيراً إلى أن مؤتمر هلسنكي كان فرصة "لطرح قضايا عدة وإثارة الانتباه لمسائل لم تتطرق إليها المؤتمرات السابقة، وعلى الأخص مسائل دعم التعليم ووضع الأطفال والنساء"، البالغة نسبتهم نحو 70 في المئة من اللاجئين.

واعتبر أن "من غير المقبول إطلاقا عدم انتظام نصف الأطفال اللاجئين السوريين في الدراسة".



ووفقا لبيان وزارة الخارجية الفنلندية، تتعرض العديد من اللاجئات "إلى عنف جنسي، ولا يجد كثير من اللاجئين في المخيمات قوت يومهم"، وهو أمر أكدته مسؤولة وكالة الأمم المتحدة للنساء، لاكشيمي بوري، التي أصرت على مناقشة "دقيقة وحقيقية لوضع النساء السوريات وتقديم الدعم بما يتناسب مع هذا الواقع".

واقترحت بوري "إيجاد مراكز إيواء خاصة بتلك النسوة وأطفالهن الرضع، كأحد الحلول المطروحة للاستماع لما تحتاجه هذه الفئة من اللاجئين".

وعرض المؤتمر أرقاما أعدتها منظمات متخصصة من الأمم المتحدة تشير إلى أن أكثر من 13 مليون منهم يحتاجون لمساعدات إنسانية وحماية. مع وجود ما يربو على 5 ملايين لاجئ في دول الجوار، في حين أن داخل سورية هناك 4.4 ملايين لاجئ يقيمون في مخيمات غير منظمة ولا يتلقون مساعدات منتظمة، كما أن النسبة الأكبر من السوريين تعيش تحت خط الفقر.

وركز مؤتمر هلسنكي على أن "مشروع (سورية 2017)، طويل الأجل ودائم المراجعة". كما أوضح منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، ستيفان أوبريان، أنه "في حال أدت العملية السياسية إلى وقف للقتال، تظل الحاجة قائمة لدعم الشعب السوري ودول الجوار التي تحتضن عددا كبيرا منهم".

ولفت المفوض الأممي، فليبو غراندي، إلى أنه "بالرغم من أننا لم نعد نرى أعداد ضخمة من اللاجئين السوريين متجهين إلى أوروبا، فهذا لا يعني أبدا أننا أمام أزمة سورية منتهية". بل أشار إلى أن "الحاجة للمساعدة الآن أكبر بكثير من السابق"، مركزاً على "عدم ترك اللاجئين عرضة لتجار تهريب البشر".

لكن مسؤولة برنامج الأمم المتحدة للتنمية، هيلين كلارك، عوّلت على "أن تدرك الدول مصالحها في مساعدة السوريين. فقد ترك 20 في المائة من الشعب السوري بلدهم، هل نستطيع التفكير ماذا يجري لو ترك 40 في المئة منهم بلدهم؟".

إلى جانب الآمال المعقودة على حل سياسي قريب في سورية، يبدو أن مؤتمر فنلندا أكثر جدية، ربما بفعل تفاقم المأساة، من مؤتمر لندن لمساعدة السوريين.


المساهمون