رحيل سامي القباني... جراح القلب المفتوح في سورية

23 يناير 2017
الطبيب الراحل سامي القباني (العربي الجديد)
+ الخط -



توفي ظهر أمس الأحد الدكتور سامي القباني رائد طب جراحة القلب المفتوح في سورية.

وبعد حياة عامرة بالعطاء الذي لم ينقطع حتى آخر ساعاته، أسلم الدكتور القباني روحه إلى بارئها في دمشق التي لم ينقطع حنينه إليها، وذلك أثناء استعداده لمغادرة المدينة العريقة بعد رحلة قصيرة إليها.

ويعد الدكتور القباني أحد عمالقة طب جراحة القلب والصدر في سورية والوطن العربي. فكان أول طبيب يُجري عملية قلب مفتوح في سورية في 21 أغسطس/آب 1969، ثم أسس أول مركز لجراحة القلب في سورية عام 1976. استمر في إدارة المركز حتى عام 2004.

وعمل الجراح سامي القباني استشاريا وأخصائيا لجراحة القلب والجراحة العامة وجراحة الصدر، وعضو هيئة التدريس في كلية الطب في جامعة دمشق، وعضو كلية الجراحين الأميركيين، وعضو كلية أخصائيي القلب الأميركيين، والرئيس الفخري للرابطة السورية لأمراض وجراحة القلب.

والدكتور القباني حاصل على شهادة "البورد الأميركي" في جراحة القلب والصدر والأوعية الدموية"، وحاصل على وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى تقديرا لجهوده وخدماته ودوره المؤثر في مسيرة تطوير بلده.

وشرع القباني في تدريس جراحة القلب المفتوح في جامعة دمشق عام 1969 عقب عودته من الولايات المتحدة الأميركية، حيث أنهى دراساته في الجراحة العامة وجراحة الصدر وجراحة القلب المفتوح، وكان أول طبيب سوري يدرس هذه الجراحة.


وبدأ مسيرته المهنية في قبو مستشفى المواساة، وأرسل بفضل علاقاته العامة ممرضتين لدراسة العناية المشددة في الجامعة الأميركية في بيروت وثلاثة ممرضين لدراسة التنفس الاصطناعي في عمّان، والتي سبقت دمشق في جراحة القلب بعامين، ووصلت المعدات في عام 1971 لتبدأ العمليات التجريبية على الكلاب.

من أبرز الإنجازات الطبية التي اقترنت باسمه طريقة خاصة في استئصال أورام القلب المخاطية التي تسمح باستئصال الورم بدون تفتيته، وبدون حدوث أي انتكاسة لدى المريض، وهي تقنية طورها خلال وجوده في الولايات المتحدة عام 1971. كما أجرى عمليات خاصة بالجراحة الإكليلية تستخدم وصلات متتابعة للشريان الثديي الباطن، إضافة إلى إنجازات أخرى ميّزت حضوره في عالم الجراحة القلبية.

واهتم الدكتور سامي القباني منذ مرحلة مبكرة بالتوعية الصحية ونشر الثقافة الصحية السليمة في الوطن العربي، محاولة منه في تقديم أحدث المعلومات الصحية والطبية التي تنشر عالمياً ليطلع القراء العرب عليها. تولى تحرير مجلة "طبيبك"، التي أسسها والده الدكتور صبري القباني عام 1956، وكتب في عدد من المجلات والصحف العربية، خصوصاً أنه كان حريصاً على نشر الإعلام الطبي وتثبيت وجوده بمختلف وسائله.

كما تولى تحرير صفحة "طبيب العربي" والصفحة الصحية في موقع وجريدة "العربي الجديد". ثم أشرف على تأسيس موقع "صحتك"، ليصبح أحد أهم المواقع الطبية المتخصصة التي تقدم المعلومات الصحية باللغة العربية.