الجزائريون والمغاربة... العاطفة تغلب السياسة

02 يناير 2017
العلاقات الاجتماعية تنتصر على الخلافات السياسة (فرانس برس)
+ الخط -




أبدى مواطنون مغاربة سرورهم بخبر يفيد بأن شاباً مغربياً يدعى إبراهيم، يقطن بمدينة برشلونة الإسبانية، طلب أمام العديد من الحاضرين في قاعة للتزلج على الجليد بالعاصمة الكتالونية، يد شابة جزائرية للزواج، في مشهد عاطفي صفق له الحاضرون.

هذا الخبر الذي تداولته وسائل إعلام محلية ودولية، جاء ليؤكد مشاعر الود التي تجمع بين أفراد الشعبين الجارين، على الرغم من الخلافات السياسية الحادة بين المغرب والجزائر، والتي كرّسها استمرار إغلاق الحدود البرية بين الطرفين منذ 1994.

إبراهيم، ليس المهاجر المغربي الوحيد في إسبانيا الذي قرر الارتباط بفتاة جزائرية، فهناك العديد من المغاربة الذين قرروا العيش إلى جانب نساء جزائريات، والعكس أيضاً، منهم أحمد المكناسي الذي تزوج بسيدة جزائرية يعيش معها "أزهى فترات عمره" وفق تعبيره.

ويقول المكناسي، في تصريحات لـ"العربي الجديد" إنه عندما تعرف على شابة جزائرية قبل عدة سنوات، التقاها صدفة في ندوة ثقافية أقيمت بمدينة أصيلا، لم يكن يتوقع أنه سيكمل حياته معها، مضيفاً أنه لما أخبر أسرته برغبته في الزواج حصل تخوّف من موضوع العلاقات بين البلدين.

ويتابع أن موضوع التواصل والتلاقي بين الأسرتين كان مطروحاً في بداية الزواج، بحكم الحدود البرية المغلقة، إذ كان يضطر للسفر إلى الدار البيضاء ليستقل طائرة تقله إلى وهران الجزائرية، ومن ثم إلى المدينة التي يقطن فيها أصهاره، موضحاً أن "هذه العراقيل تم الاعتياد عليها والتكيف معها".


زوجة المواطن المغربي ليست الجزائرية الوحيدة التي تعترف بمشاعر المحبة التي بادلها المغاربة إياها داخل المجتمع، فهناك "العديد من الجزائريين الذين يتمتعون باحترام كبير من لدن أشقائهم المغاربة"، يقول محمد الخدري، ناشط في جمعية "صداقة الشعوب" لـ"العربي الجديد".

ويتابع الناشط أن المجتمع المغربي معروف بانفتاحه على الشعوب الأجنبية الأخرى، وبأن "المواطن الذي يفد من دول أخرى غالباً ما يجد في المواطن المغربي سنداً قوياً له، يؤازره ويدعمه"، مضيفاً أن "الجزائريين أولى بهذا الاحترام والود، لكونهم جيراننا بالرغم من كل المشوشات السياسية".

ويوضح المتحدث أن "ما يجمع المغاربة بالجزائريين أكثر مما يفرقهم، فهناك اللغة والتاريخ والدين والمصير المشترك، عوامل تجعل الشعبين أشقاء بالفعل وليس بالشعارات"، ويردف بأنه "حتى سحنة وجوه المغاربة والجزائريين تتشابه، ولهجاتهم المحلية تكاد تتماهى فيما بينها".

ويسجل الناشط أنه "بحكم مخالطته العائلات الوافدة التي تقطن في البلاد، لاحظ كماً هائلاً من مشاعر الاحترام التي يكنها المغاربة للجزائريين، والعكس أيضاً صحيح".