"العربي الجديد" يوثق دمار الموصل... تضرر البشر والشجر والحجر

18 يناير 2017
دمار واسع شمل كل شيء في الموصل (العربي الجديد)
+ الخط -
منذ الساعات الأولى لاحتلال تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) مدينة الموصل، عاصمة محافظة نينوى، في العاشر من يونيو/حزيران 2014، عقب فرار قوات الجيش والشرطة بعد هجوم كاسح شنه التنظيم قادماً من مدينة دير الزور السورية المجاورة، والمدينة المطلة على نهر دجلة تتعرض لعمليات تدمير واسعة.

وتعرضت الموصل لشهور إلى القصف الجوي والصاروخي من القوات العراقية وقوات التحالف الدولية و"داعش"، وطاول الدمار مساجد وكنائس تاريخية، ومتاحف ومعالم أثرية، فضلاً عن مبانٍ حكومية، وجامعة الموصل، إلا أن الدمار الذي شهدته خلال الأشهر الثلاثة الماضية بعد بدء الحملة العسكرية هو الأكبر.

وأظهر مسح أجراه فريق "العربي الجديد" في الموصل، بمساعدة ناشطين في المدينة، تضرّر أكثر من 60% من البنية التحتية، فضلاً عن خسائر بشرية مروّعة، وارتفاع نسبة الفقر والأمية.

وبحسب المسح، طاول الدمار أغلب أجزاء المدينة، حتى إن غابات الموصل الطبيعة تفحّمت نتيجة القصف بالقنابل الحارقة، إلا أن خسائر البشر تبقى الكبرى في المدينة التي تعتبر توأم مدينة حلب السورية، فيظهر المسح مقتل 3600 مدني، يشكّل الأطفال والنساء منهم ما نسبته 60 في المائة، فضلاً عن إصابة نحو 9 آلاف آخرين منذ بدء الحملة العسكرية على المدينة.

ومن أبرز معالم الموصل التي دمرت الجسور الخمسة التي تربط شطري المدينة فوق نهر دجلة، ومحطة توليد الطاقة الرئيسة، وخطوط النقل العالي للكهرباء، وست محطات لضخ المياه للأحياء السكنية، وجامعة الموصل، وأربعة مستشفيات حكومية وثلاثة خاصة، و21 مركزاً صحياً، ومعمل أدوية نينوى والمخازن التابعة له.


كذلك دمّرت 132 مدرسة ابتدائية وثانوية، و63 دار عبادة بين مسجد وكنيسة غالبيتها تاريخية، وأبرزها جامع النبي يونس، وقبر النبي شيت، وجامع ومرقد النبي جرجيس، وضريح الأب إسحاق، وكنيسة الآباء الدومينكان والسيدة العذراء.

ودمّر القصف جزءاً كبيراً من خطوط نقل الطاقة الكهربائية ومن شبكة مياه الشرب، وأبراج الاتصالات، ومصفى النفط، وستة ملاعب لكرة القدم، وبناية المحافظة (القديمة والجديدة) وما حولها، و29 فندقاً، وقرابة خمسة آلاف منزل ومبنى سكني، ومعمل الغزل والنسيج، ومعامل الإسمنت، ومعامل الحديد الصلب، ودائرة البريد والاتصالات، ومعمل البناء الجاهز في الموصل، ومعمل الأخشاب في حي العربي.

ووثّق مسح "العربي الجديد" تدمير مدن أثرية، أبرزها مدينة النمرود، وبوابة نركال، وسُور نينوى، ومتحف نينوى التاريخي، وكذا تسعة بنوك، أبرزها بنك الرافدين وبنك ومصرف الرشيد وبنك الشرق الأوسط وبنك الخليج وبنك الموصل ومصرف بغداد.

كذلك دمّر نحو 30% من شبكة الطرق في الموصل بشكل كامل، ونحو 40 مركزاً للشرطة والمرور والنجدة والإسعاف.

ويقدر مراقبون مجمل الخسائر التي تكبدتها الموصل بأكثر من 10 مليارات دولار، وهو ما أكده مسؤول محلي، قال إن "الموصل تتعرض لجريمة لمحو تاريخها قبل حاضرها".

وقال محمد الحمداني، عضو مجلس مدينة الموصل (الحكومة المحلية)، لـ"العربي الجديد"، إن "الخسائر كبيرة جدا، وجميع ما يقال عن إحصاء الخسائر لا يمكن التسليم به لأن المعركة ما زالت مستمرة".

وأضاف أن الخسائر تتجاوز 10 مليارات دولار في البنية التحتية والممتلكات العامة، مستدركاً أن "البنوك وحدها كانت تحوي ثروات طائلة، والمتحف كان يحوي كنوزاً تعدل موازنة دول كاملة".